الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نتنياهو يستغل تفجير اسطنبول: لا مبرر لقتل الأبرياء!

2016-03-21 11:45:12 AM
نتنياهو يستغل تفجير اسطنبول: لا مبرر لقتل الأبرياء!
تفجير اسطنبول

الحدث - وكالات 

 

أعادت إسرائيل مساء أمس جواً جثامين ثلاثة من قتلى التفجير الانتحاري في اسطنبول، في ظل تساؤلات قوية حول ما إذا كان التفجير استهدف قصداً الإسرائيليين أم أنهم سقطوا بالصدفة.

 

ومع ذلك رفعت هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية من مستوى تحذيرها للإسرائيليين بعدم السفر إلى تركيا جراء الخطر الذي ينتظرهم هناك. وشكلت العملية أرضية لتعاون إسرائيلي ـ تركي كان مفقودا في ظل التوتر القائم في العلاقات بين الدولتَين منذ اقتحام البحرية الإسرائيلية لسفينة «مرمرة» في البحر المتوسط قبل خمسة أعوام.

 

وقتل في تفجير اسطنبول الإسرائيليين سمحا دماري ويونتان شور وأبراهام غولدمان، كما أصيب بجروح عشرة إسرائيليين أعيد خمسة منهم إلى إسرائيل فيما ينتظر الخمسة الآخرون استقرار وضعهم الصحي تمهيدا لإعادتهم. وقد أعادت جثامينَ القتلى والمصابين الخمسة طائرةٌ عسكرية إسرائيلية أرسلت خصيصا مع طواقم تحقيق وطواقم طبية.

 

وما إن تبين عدد القتلى والجرحى الإسرائيليين في العملية الانتحارية في اسطنبول، حتى رفعت المؤسسة الأمنية في إسرائيل من مستوى اهتمامها، محاولة العثور على جواب شاف بشأن قصد الاستهداف أم صدفة الضحايا. وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بنفسه أن الأمر قيد الدراسة والتقصي.

 

وفي البداية، عندما كان الاتهام التركي موجها للأكراد، شكك الإسرائيليون باحتمال أن تكون العملية موجهة تحديداً ضدهم، لكن مع توجيه إصبع الاتهام لتنظيم «داعش» ازداد التقدير بأن العملية مقصودة.

وفي البداية، وسعت إسرائيل من دائرة الاشتباه باحتمال أن تكون العملية من فعل جهة تقصد الإضرار بها. وفي هذا السياق، عرضت الجهة المسؤولة بأنها قد تكون منظمات فلسطينية أو يسارية تركية معادية لإسرائيل، أو حتى «حزب الله» الساعي للثأر لاغتيال الشهيد سمير القنطار. وفور وقوع الانفجار أرسلت إسرائيل طواقم تحقيق لتعزيز التعاون مع أجهزة الأمن التركية من جهة، ولتحديد الجهة التي تقف خلفه.

 

وبحسب المعلق العسكري لموقع «إسرائيل ديفنس» عمير ربابورات فإن «حزب الله» كان المشبوه الفوري بسبب لجوئه في الماضي إلى استهداف سياح إسرائيليين، كما حدث في بورغاس في بلغاريا. ورأى أن العمليات التي نفذها الحزب على الحدود لم تُشفِ غليله. غير أن الإعلان التركي عن شخصية المنفذ، محمد أوزتورك، أعاد تصويب الأنظار نحو «داعش».

وعندما يتعلق الأمر بـ «داعش» فإن ذلك ينطوي على بعد جديد، خصوصاً أن هذا التنظيم حرص على مدى فترة زمنية طويلة على الابتعاد عن الصدام مع إسرائيل، إلا في حالات نادرة من شبه جزيرة سيناء. وربما أن هذا تجسيد للتهديدات التي أطلقها «داعش» مؤخرا عبر سلسلة من أشرطة الفيديو. ويرى بعض الخبراء الإسرائيليين أن «داعش» ربما أراد بهذه العملية اصطياد عصفورَين بحجر واحد: ضرب إسرائيليين وتوجيه ضربة للسياحة التركية ولهيبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وسبق للتنظيم أن استهدف بهجوم قبل أسابيع عدة أكراداً، وأراد من وراء ذلك أيضاً توجيه ضربة للدولة التركية.

 

وقد استهل نتنياهو جلسة الحكومة الأسبوعية أمس، بالإشارة مجدداً إلى التفجير في اسطنبول أمس الأول، معتبراً أن «الإرهاب يزرع الموت والدمار في أرجاء العالم». وقال إن «إسرائيل تقف في جبهة النضال ضد الإرهاب العالمي. وهذا النضال أولاً هو عسكري، لكنه بشكل ليس أقل من ذلك أخلاقي. والنقطة المركزية في النضال الأخلاقي ضد الإرهاب هي توضيح أن الإرهاب، قتل الأبرياء، لا مبرر له في أي مكان: لا في اسطنبول، ولا في ساحل العاج ولا أيضاً في القدس». وواضح من خلال هذا القول إنه يريد وصم النضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال بالإرهاب، شأنه شأن ترويع الناس في باقي أرجاء العالم.


وكانت هيئة مكافحة الإرهاب في رئاسة الحكومة الإسرائيلية قد أصدرت تحذيراً من السفر إلى تركيا. وكان تحذير السفر إلى تركيا قبل التفجير يقع في دائرة ما يسمى بـ «احتمال خطر متواصل»، وهي الدرجة الأدنى في سلم التحذيرات، لكنها بعد التفجير، وبعد مداولات مكثفة، رفعت إلى مستوى «خطر ملموس أساسي».

 

وجاء في بلاغ هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية أنه «إلحاقاً بتقديرات الموقف، وجراء اشتداد حجم العمليات في تركيا في مراكز سياحية ومناطق مكتظة، كما في عملية وسط اسطنبول، حيث قتل وجرح مواطنون إسرائيليون، وخشية وقوع عمليات أخرى، فإن هيئة مكافحة الإرهاب تشدد تحذير السفر القائم لهذه الدولة وتوصي بالامتناع عن زيارة تركيا».

 

ولكن رغم التوصية، لم تتوقف الرحلات الجوية المعتادة إلى تركيا. وأشارت مواقع إخبارية إسرائيلية عدة إلى أنه وفقا لمسؤولين في قطاع الطيران فإنه لم يتم تسجيل إلغاء حجوزات، لا إلى اسطنبول ولا إلى أنطاليا، إلا بأعداد ضئيلة. وقال مسؤول سياحي إن فلسطينيي الـ48 يذهبون بأعداد كبيرة للسياحة هذه الأيام في تركيا، خصوصاً أن المقصد الرئيس للسياح الإسرائيليين هو أنطاليا. ومعروف أنه في فترة الأعياد تنظم إلى أنطاليا وحدها حوالي 20 رحلة طيران في الأسبوع.

 

وهناك اعتقاد بأن إسرائيل سوف تستغل التفجير لتعزيز العلاقات الأمنية والاقتصادية مع تركيا عبر القفز على الاشتراطات التي عرقلت حتى الآن المصالحة بين الحكومتين. ومعروف أن اتفاقية المصالحة بين إسرائيل وتركيا، والتي بذلت أميركا جهوداً كبيرة بشأنها، وآخرها أثناء زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة، شبه ناجزة، وتعرقلت بسبب اشتراطات تركية بشأن غزة واشتراطات إسرائيلية بشأن نشاطات «حماس» في تركيا.

 

إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية التركي إفكان آلا، أمس، إن عضواً تركيا في «داعش» هو المسؤول عن التفجير الانتحاري في شارع الاستقلال في اسطنبول أمس الأول، الذي قتل ثلاثة إسرائيليين وإيرانياً وأصاب عشرات الأشخاص. وقال: «توصلنا إلى أن محمد أوزترك، المولود عام 1992 في غازي عنتاب، نفذ الهجوم الشنيع في اسطنبول. تبين أنه عضو في داعش».

 

المصدر: السفير