الأربعاء  10 أيلول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث"| كيف عبر أطفال غزة عن حبهم لأمهاتهم في ذكرى "عيد الأم" ؟

2016-03-21 04:54:30 PM
متابعة
عيد الأم في غزة

 

الحدث- محاسن أُصرف

 

مع الساعات الأولى لإشراقة "عيد الأم" الذي يُصادف الحادي والعشرين من مارس كل عام، تناوبت مشاعر أطفال قطاع غزة بين حزنٍ وفرح، البعض طبع قبلة الصباح الندية على جبين أمهاتهم، والبعض الآخر ذهب إلى أقرب مكان يُمكن أن يجمعه بها مُعلنًا الحب وناكئًا ذكرى الجراح.

 

إذا ما اقتربت من أحدهم سمعت صوت نبضه مُخبرًا بالحال، في مدرسة خان يونس الابتدائية "أ" للاجئين الفلسطينيين جنوب القطاع، كانت سارة في الصف الثالث الابتدائي، مُستعدة لأن تُبهر الحاضرين بنشيدٍ عن الأم خلال فقرة الإذاعة المدرسية، قالت :أحب أمي وأفتخر بها كثيرًا، وأضافت" دائمًا تسعى لسعادتي إنها معلمتي الأولى، ولا أتخيل أيامي دونها". قاطعنا صوت مُعلمتها تُناديها لتشدو بما أحبت.

 

فيما اختارت الطالبة "أسيل" بالصف الحادي عشر بمدرسة زهرة المدائن بغزة، أن تُعبر عن عظيم حبها لوالدتها بفيديو صغير جمعت فيه أرقى وأجمل كلمات الحب الموجهة للأم وضمنتها بصوتها تقول :"أمي روح الحياة وعنوان الأمل فيها، قلبها وطني، وروحها روضة سعادتي" وتُضيف الدمعات التي ترقرقت من عين والدتها وهي تُعايدها هذا الصباح علمتها كيف يكون الحب والعطاء.

 

أما الطفل "أحمد" (14 عامًا) كان قراره أن يستيقظ مبكرًا ليصل إلى أقرب بائع ورد في مدينته خان يونس، يشتري يما ادخر من مصروفه باقة ورد بيضاء اللون ويُقدمها لوالدته، يقول :"أمي سيدة نقية، بسيطة جدًا، كل يوم تُخبرني أنها تُحبني كثيرًا وأنها ترى مستقبلها في نجاحي"، وأضاف "هذه الورود ليس كافية لكنها بيضاء نقية كقلبها".

 

ونشأ "أحمد" يتيم الأب، بينما تولت والدته  وتُدعى "ميرفت"، رعايته وشقيقيه عبر عمل بسيط وجهد ذاتي في صنع المعجنات والأجبان التقليدية وبيعها من المنزل.

 

نكئ الجراح

على نقيض الفرح رصدنا أيضًا كيف نكئ ذكرى يوم الأم جراح أطفال حرموا من أمهاتهم أبدًا بفعل الموت، أو الأسر، رافقنا المسيرة التضامنية التي نظمتها جمعية واعد للأسرى والمحررين عند معبر بيت حانون/ إيريز شمال قطاع غزة، احتفاءًا بذكرى يوم الأم، الأطفال لم يتمكنَّ من حبس الدموع في عيونهم وهم يتلون رسائل الشوق لأمهاتهم اللاتي غيبهن الاحتلال الإسرائيلي في قبضة سجانه قبل أشهر.

 

يقول الطفل "علي الحافي"  بصوت غالبه البكاء:"إن الحياة لا تسير بشكل جيد في غياب أمي"، ويُضيف هي نبض الحياة ومحور الأمل وبوصلة النجاح، في إشارة منه إلى الدور العظيم الذي تضطلع به الأمهات، ويُتابع

 

يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل والدة الطفل "علي" وتُدعى سناء الحافي في مايو 2015، ومنع أهلها من زيارتها طوال ستة أشهر كاملة، كان يرفض توجيه أي تهمة ضدها وقام بتأجيل محكامتها لأكثر من مرة.

 

وأثرت تلك الفترة سلبًا على نفسية أبنائها وألحق الأذى بهم على الصعيد الدراسي- بحسب علي-.

 

وتقضى الأم سناء (42 عامًا) حكمًا بالسجن لمدة عام بعد اعتقالها منتصف العام الماضي 2015إثر عودتها من زيارة أهلها وأقاربها في رام الله.

 

يأمل الفتى "علي" أن يصل نحيب صوته إلى قلب أمله ليُخبرها كما هو يُحبها ويشتاق لجنة حضنها الدافئ.

 

دعاء على قبر أم

وكما حرم الاحتلال عليًا من أمه أسيرة خلف قضبان الأسر لعامٍ سيكتمل بعد حين، حرّم الطفلة آلاء (13 عامًا) من والدتها أبدًا فلم تملك لها إلا دعاء على قبرها علّه يُسمع روحها.

 

فقدت آلاء والدتها خلال حرب 2014 على قطاع غزة شهيدة وفقدت معها شقيقها الذي تكون في رحم أمها سبعة أشهر، في يوم الأم لا تجد معنىًّ للفرح، وتساءلت :"هل تحلو الأيام أو الأعياد دون الأمهات؟" تصمت معلنة الإجابة بدمع عينيها، الفتاة بدت تغبط أولئك الأطفال الذين استطاعوا أن يُسمعوا أمهاتهم صوت دعائهم وهم أحياء لكنها أبدًا لا تتمنى أن يفقد أحدًا منهم أمه فيُعاني مثلها.