الجمعة  16 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

النصائح الإسرائيلية الثلاث لأوروبا لمكافحة "الإرهاب

2016-03-24 09:20:15 AM
النصائح الإسرائيلية الثلاث لأوروبا لمكافحة
بلجيكا
الحدث - وكالات 
 
 
هنالك ثلاثة دروس مركزية محتملة من الهجمات الإرهابية في بلجيكا. الدروس الثلاثة تتطلب تغيير جذري في الاستثمار، الجهود، الأجندة، والأهم من كل ذلك -في رؤية الغرب للعالم.

 

الدرس الأول يخص نظام الطيران العالمي، الذي مر بإصلاح نادر عقب هجمات 11 سبتمبر: عمليات تفتيش مكثفة قبيل الصعود الى الطائرة، حظر الأغراض الحادة، ومراقبة مسارات دخول وخروج المسافرين الى ومن الطائرة. نجح هذا الإصلاح: حاول تنظيم القاعدة عدة مرات تفجير الطائرات خلال الطيران، وقد فشل.

 

لكن هذا الإصلاح تم تطبيقه في الطائرات فقط. ولم يؤثر على المطارات أو أي وسائل نقل أخرى (سفن، حافلات وقطارات). حذّر العميد (المتقاعد) داني أرديتي، رئيس مكتب مكافحة الإرهاب الإسرائيلي في حينه، قبيل هجمات 2004 على قطارات إسبانية بأن قطارات المسافرين قد تكون هدف المهاجمين المقبل وأن أوروبا غير مستعدة.

 

في آب/ اغسطس الماضي، خطط جهادي مغربي لارتكاب مجزرة بحق مسافرين على قطار من باريس الى أمستردام. نجح اثنين من جنود المارينز الأمريكان بإفشال هذا الهجوم في اللحظة الأخيرة.

 

في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء المصرية نجحت بتفجير طائرة ركاب روسية في الجو.

 

في يوم الثلاثاء، عمل المهاجمون داخل المطار ومحطة القطار تحت الأرضي. هذا يتطلب ثورة أخرى في النقل العام، وهذه المرة في كل وسائل النقل العام على أنواعها، يشمل إقامة مساحة محمية تشمل كافة المحطات والموانئ. إلا أن هذا التغيير سيتطلب مجهودا كبيرا، ازعاج كبير للمسافرين واستثمار ماديّ طائل.

 

الدرس الثاني يخص الاستخبارات. العدو الذي تواجهه وكالات الاستخبارات الأوروبية شاب، موهوب، عابر للحدود، يستخدم السكان المحليين، ويعرف كيفية التنسيق وتنظيم العمليات الموقوتة في فترات قصيرة من الزمن، مستخدما أساليب تواصل مشفرة. في مواجهة عدو كهذا، يتوجب على الغرب أن يغيّر بشكل جذري رؤيته للاستخبارات، التنسيق، القوى البشرية، الموارد والتشريع، إضافة الى القيام بتنازلات بكل ما يتعلق بحقوق الإنسان.

 

في صلب التغيير يكمن شيء يجده معظم الأوروبيين مناقضا بشدة لمعتقداتهم وأخلاقهم. هذا الأمر هو ما يسميه جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) "التغطية الأساسية". هذا يعني مراقبة مجموعات كبيرة ومنتشرة ومناطق جغرافية، طوال الوقت، بجودة عالية، حتى يشمل ذلك أولئك الذين لا يثيرون أية شبهات. بكل بساطة: ملاحقة ومتابعة مجموعات سكانية كبيرة من المسلمين في اوروبا، وليس فقط من هناك معلومات محددة حولهم. التغطية الأساسية تنفذ عبر استخدام موارد تكنولوجية وبشرية في كل شارع، في المراكز الجماهيرية وفي المساجد وبمساعدة وكلاء استخبارات محليين وعلمهم المحلي، كما لو كانوا يعيشون هناك.

 

بهذه الطريقة يعمل الشاباك (الشين بيت) بمواجهة المجتمع الفلسطيني. دون تغطية أساسية، لما كانت إسرائيل نجحت بالانتصار على انتفاضة الانتحاريين قبل عقد من الزمن.

 

الدرس الثالث: كل هجوم إرهابي إضافي على أرض أوروبية يقرب اللحظة التي سيضطر فيها الغرب لاتخاذ قرار، وأن يقوم بأكثر ما يخشاه: عمليات برية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

 

التجربة المرة عقب الاجتياح الأمريكي الى أفغانستان والعراق، محفور بعمق في الحمض النووي للزعماء الأوروبيين وفي ميراث الرئيس باراك أوباما. لكن هذا درس جزئي.

 

حقق اجتياح أفغانستان، دولة يحكمها تنظيم إرهابي، هدفه الأول. فقد وزّع وبذّر زعماء وقادة القاعدة عبر الشرق الأوسط وآسيا، زاد من صعوبة عملياته وساعد الولايات المتحدة على تنفيذ سلسلة من عمليات الاغتيال التي تسببت بضرر كبير للب ومركز التنظيم. في العام 2005، قرر أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وقف معظم عملياتهم في الغرب وإعادة التركيز على الشرق الأوسط.

 

اليوم، التنظيم الجهادي المركزي، تنظيم الدولة الإسلامية، يسيطر من جديد على مناطق شاسعة. هناك فرق كبير بين تنظيم يعمل في ظل هذه الظروف، والذي يسمي نفسه "الدولة الإسلامية"، لسبب وجيه، وبين تنظيم مشقق ومقسم وموّزع، بينما زعماءه في حالة هرب متواصلة.

 

الانتحاري من اسطنبول هذا الاسبوع هو مثال ممتاز: تنقل محمد أوزتورك بين تركيا وسوريا عدة مرات، وعاد كي يستريح ويجهّز نفسه في كل مرة شعر بأن ملاحقيه باتوا على مقربة من اعتقاله، حتى بات مستعدا لتفجير نفسه في عمليته النهائية.

 

عملية برية لا تعني بالضرورة احتلال كامل لسوريا والعراق، لكنها لا بد أن تشمل القضاء على معسكرات تنظيم الدولة الإسلامية المركزية والقبض على أو قتل زعماءه الكبار -البغدادي والجنرالات العراقيين السابقين الذين يخدمون كمساعديه.

 

زد على ذلك، صور زعماء التنظيم وهم قتلى أو يخضعون للمحاكمة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ستحمل قيمة سيكولوجية بحد ذاتها.

 

هذا المقال نشر لأول مرة في موقع Ynet