الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

غزة تتحايل على الحصار.. هل تنجح في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية؟

2016-03-26 09:00:55 PM
غزة تتحايل على الحصار.. هل تنجح في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية؟
استغلال الطاقة الشمسة

 

الحدث - رام الله

 

"شيء واحد لا يستطيع أحد أخذه من الناس، إنها الشمس". كانت هذه هي الفكرة الرئيسية وراء جهود دولية حالية تهدف إلى توصيل الكهرباء دون انقطاع إلى مستشفيات غزة باستخدام الطاقة الشمسية.

 

بعد حملة تمويل ناجحة انطلقت العام الماضي، يقول منظمو الحملة إن مستشفى الأقصى في دير البلح سيصبح أول مركز طبي في غزة يعمل بالطاقة المتجددة بحلول نهاية إبريل/نيسان القادم، حسب صحيفة ميدل إيست آي، الأربعاء 23 مارس/ آذار 2016.

 

مصدر دائم وتكلفة معقولة

 

ويقول بين طومسون، وهو طبيب كندي ساعد في إطلاق المشروع "يهدف المشروع لتحقيق الديمومة، ستكون الطاقة متوفرة دائماً في تلك المستشفيات، لأنه مصدر دائم للطاقة ويمكن استخدامه لإنقاذ البشر هناك، وهذا انتصار بالنسبة للجميع".

 

وتأتى تلك الخطوة في ظل معاناة سنوية تتعرض لها مستشفيات غزة بسبب نقص الكهرباء، إثر حصار فرض على القطاع منذ سنوات.

 

بتكلفة 200 ألف دولار للنظام الواحد، سيتم تركيب أنظمة طاقة شمسية في مستشفى الأقصى في البداية ثم في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، ثم بعد ذلك في مستشفى الرنتيسي للأطفال في غزة، كما يهدف المشروع إلى تركيب نظام أكبر بتكلفة 600 ألف دولار في المستشفى الأوروبي بخان يونس.

 

حملة تبرعات

 

كان المشروع قد تمكن من جمع 215 ألف دولار من خلال حملة للتمويل الجماعي عبر الإنترنت لهذه المستشفيات العام الماضي، حيث شارك في تمويل الحملة 1150 شخصاً من مختلف أنحاء العالم.

 

وقام منظمو الحملة بعقد شراكة مع منظمة الإغاثة الإسلامية في كندا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي

 

(UNDP)، للمساعدة في نقل المعدات والألواح الشمسية والبطاريات والمولدات إلى داخل غزة. وفي تصريح لميدل إيست آي، قال طومسون "الأمر يدور حول رغبتنا بإنقاذ حياة الأطفال، هل نؤمن بأنه من حق البشر أن يكون لديهم مصدر ثابت للكهرباء في مستشفياتهم؟ أظن أن إجابةَ هذا السؤال واضحةٌ للغاية".



تفرض كلٌّ من إسرائيل ومصر حصاراً خانقاً على غزة، حيث تمنع حركة السكان والبضائع داخل وخارج القطاع، بما في ذلك مواد البناء والإمدادات الطبية.

 

وكانت إسرائيل قد شنت هجوماً على محطة الكهرباء الرئيسية للمدينة في يونيو/ حزيران عام 2006 وهو ما كان شرارة البداية لأزمة الكهرباء التي يعانيها القطاع حالياً، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

 

وفي يوليو/ تموز 2015، لم توفر الإمكانيات المتاحة الكهرباء سوى بنسبة 45% من المطلوب، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، حيث استمرت حالات انقطاع الكهرباء لتصل في بعض الأحيان إلى 16 ساعة يومياً في أنحاء غزة، كما تتأثر المناطق المكتظة بالسكان بشدة جراء انقطاع الكهرباء بهذه الصورة.

 

وكحل بديل، اضطر الكثير من سكان القطاع إلى اللجوء لاستخدام المولدات الاحتياطية التي تعمل بالوقود، إلا أنها لم تثبت كفاءتها نظراً لارتفاع أسعار الوقود وغيابه عن السوق في بعض الأحيان وفق الوضع السياسي.

 

الخدمات الصحية أبرز المتضررين

 

نتيجة لهذا الأمر، تأثرت الخدمات الطبية والرعاية الصحية في غزة بشكل سلبي، حيث أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، أن عدم استقرار الكهرباء نتج عنه الكثير من الأعطال في الأجهزة الطبية الحساسة، مثل أجهزة الموجات فوق الصوتية وأجهزة الأشعة السينية وأجهزة المختبرات وآلات التعقيم وحضانات الأطفال، كما يضطر الأطباء في بعض الأحيان إلى تأجيل بعض العمليات الجراحية لإعطاء الأولوية لعمليات الطوارئ.

 

ويقول طومسون متحدثاً عن الألواح الشمسية "لا أعتقد أن هناك كلمة في اللغة الإنجليزية يمكن أن تصف أهميتها. عندما تكون في غرفة الطوارئ وتريد فحص المريض، ولكن لا تستطيع القيام بذلك لأنك لا تستطيع رؤيته من الأساس، أو تحتاج إلى تركيب أنبوب للتنفس، ولكن لا تستطيع ذلك، فإنها تجربة محبطة بكل الصور".

 

في الوقت الذي تهدف فيه مبادرة EmpowerGaza بالأساس إلى توفير الطاقة لوحدات العناية المركزة بالمستشفيات وغرف الطوارئ والعمليات أولاً، يقول طومسون إن الخدمات الأخرى في المستشفيات ستشهد تحسينات أيضاً، حيث يقول "سيجعل الأمر باقي الخدمات في المستشفى في صورة أفضل".

 

ابتكارات واعدة في الرعاية الصحية

 

لم تكن وحدات الطاقة الشمسية هي المشكلة الوحيدة التي يسعى سكان غزة لحلها في مجال الرعاية الصحية، حيث يقوم محمد أبو مطر بإدارة مشروع يستخدم فيه الطابعات ثلاثية الأبعاد لتصنيع المعدات الطبية، مثل سماعات ضعاف السمع والأطراف الصناعية التي يحتاجها المرضى في غزة.

 

وفي تصريح لميدل إيست آي، يقول أبو مطر (29عاماً) وهو من مخيم جباليا شمال غزة "نحن نعيش تحت الحصار كما تعلم، واستيراد المعدات الطبية ليس أمراً سهلاً عادةً"، كما يضيف أن تصنيع سماعة الأذن يستغرق حوالي ساعة واحدة، ويتم استخدام طابعة ثلاثية الأبعاد من بين ثلاث طابعات قام بتصنيعها بنفسه، كلفته كل واحدة منها 250 إلى 300 دولار فقط.

 

وذكر أبو مطر أنه فكر في الأمر منذ عام مضى بالتعاون مع طارق لوباني، وهو طبيب طوارئ فلسطيني كندي وأحد المشاركين في مشروع EmpowerGaza أيضاً، كما تمكن أبو مطر وفريقه من تصنيع 10 سماعات لضعاف السمع حتى الآن، بتكلفة 5 دولارات فقط للواحدة، في حين أكد أن التحدي الحالي هو مشاركة الأطباء والمرضى الفلسطينيين في العملية، حيث يقول متحدثاً عن السماعات التي أنتجها "حتى الآن، لا يقتنع الأطباء بالفكرة لأنها ما زالت جديدة ولكونها حلاً غير اعتيادي"، كما أضاف أن استجابة المرضى كانت فاترة للغاية تجاه الأطراف الصناعية التي أنتجها، لأنها تشبه يد الروبوت.

 

يرى أبو مطر أن تلك الأطراف الصناعية التي يتمكن من تصنيعها بسرعة وبتكلفة منخفضة بإمكانها أن تساعد الكثير من المرضى في غزة، وخاصة الأطفال الذي فقدوا أطرافهم في الحرب الأخيرة أو عند محاولتهم لإمساك الذخائر التي لم تنفجر والتي تنتشر في المنطقة، حيث يقول إن بعض الأطفال يحاولون التقاطها وقد تنفجر في أيديهم، وأضاف أن الكثير من الأطفال فقدوا أصابعهم أو أيديهم بعد الحرب، وأنه يرغب في مساعدتهم وغيرهم ممن فقدوا أطرافهم.

 

التمويل مطلوب

 

سعيد حسن هو مدير الأعمال في Gaza Sky Geeks، وهو برنامج يهدف لمساعدة الشركات الناشئة في غزة تم إطلاقه بمساعدة منظمة Mercy Corps العالمية، يقول حسن في تصريح لميدل إيست آي "نريد تزويد الفلسطينيين بالخبرات الدولية والمعرفة لمحاولة بناء نظام قادر على دعم الشركات الناشئة في غزة".

 

ويضيف حسن أنه على الرغم من أن غزة تضم الكثير من السكان المتعلمين ذوي المهارات التقنية العالية، إلا أن التحدي الأكبر الذي يواجههم هو الوصول إلى تمويل لدعم مشاريعهم الإبداعية، حيث يقول "المجتمع هنا يرحب بفكرة الشركات الناشئة، ولكن النظام نفسه هو المشكلة، لا يوجد لدينا مستثمرون محليون قادرون على الاستثمار في الشركات الناشئة".

 

وأضاف حسن أن المنظمات غير الربحية والحكومات يجب أن توفر الدعم اللازم لتستطيع المشاريع التي تخرج من غزة أن تظهر على السطح.

 

ويختتم حسن حديثه قائلاً "الشباب في غزة يسعون إلى إثبات أنفسهم، وأن يصنعوا شيئاً جديداً وأن يغيروا الواقع الحالي الذي يعيشون فيه. ودائماً ما تكون الرغبة في التغيير هي البداية".

 

 

مصدر الخبر