الحدث تكشف ....هكذا يدفنون النفايات الاسرائيلية في " مكب زهرة الفنجان"

 

يدخلون النفايات الإسرائيلية عبر برطعة ويدفنونها في الأراضي الفلسطيني

خاص الحدث

 

ظاهرة تستدعي اليقظة والحذر... ظاهرة قديمة جديدة تزداد يوماً بعد يوم، والمستهدف منها البيئة والأرض الفلسطينية ومن عليها، لذا وجب أن يدق ناقوس الخطر حتى لا يتحول ما تبقى من أراضينا إلى مكب للنفايات الإسرائيلية.

وحسب مصادر خاصة بالـ "حدث" فإن هناك أفراداً وعصابات منظمة تعمل على إغراق الأراضي الفلسطينية بالنفايات الإسرائيلية والتي تكررت في أكثر من موقع وخاصة في جنوب وشمال الضفة.

 

حادثة اعتقال المدير التنفيذي لمكب زهرة الفنجان في جنين هاني شواهنة قبل نحو شهر واتهامه بالتورط في عملية تسهيل دفن نفايات إسرائيلية من المصانع العاملة في "مجمع جيشوري" غرب طولكرم كشفت لـ"الحدث" عمليات تهريب نفايات اسرائيلية إلى الاراضي الفلسطينية ويتم دفنها في المكب المذكور.

 

وتقول مصادر مطلعة لـ"الحدث"، إن قرية برطعة في الشمال الغربي من مدينة جنين، وتبعد عنها حوالي 30 كيلو متراً والمقسمة ما شرقية تتبع وهي ضمن الأراضي الفلسطينية وعدد سكانها 13 ألف نسمة والغربية والتي تقع داخل الخط الأخضر وعدد سكانها 15 ألف نسمة.

 

ويقول المصدر، في برطعة الشرقة يتم يومياً استخراج ما مقداره 10-15 طناً يومياً، ويتم التخلص منها في مكب زهرة الفنجان.

 

ويضيف المصدر: "الغريب في هذا الموضوع ليست الـ10 أو 15 طناً التي يتم استخراجها من البلدة وإنما حاملات النفايات بحمولة يصل وزنها إلى نحو 100 طن تحت مسمى نفايات برطعة الشرقية".

 

ويؤكد المصدر أن حاملات النفايات التي تصل إلى مكب زهرة الفنجان تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية وهو ما يضع علامة استفهام حولها.

 

30 شيقلا للطن الواحد

 

وأعرب المصدر عن أسفه لوصول البعض إلى حد موافقة البعض على السماح بدخول شاحنات تحمل نفايات إسرائيلية دون معرفة طبيعة المواد التي تطمرها مقابل 25 -30 شيقلاً للطن الواحد.

 

ويضيف: "الشاحنات المحملة بهذه النفايات إذا ما أرادت أن تدفن ما تحمله في الأراضي الإسرائيلية فإن ذلك سيكلفها مبلغاً ما بين 50-60 شيقل ولكنهم يسترخصون الأرض الفلسطينية، وهو ما يعود بالفائدة على المقاولين الإسرائيليين في هذه الحالة حيث يأتون بنفاياتهم إلى هذا المكب، ليتقاضوا من بلدياتهم مبالغاً حسب التسعيرة الإسرائيلية.

 

إدارة مكب زهرة الفنجان : السيارات التي تنقل النفايات تحمل لوحة تسجيل اسرائيلة

 

بدوره يقول المستشار القانوني لمكب زهرة الفنجان موسى قدورة إن جميع السيارات التي تنقل نفايات سواء بلدية برطعة أم بلدية قلقيلية تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية.

 

وأشار إلى أن استقبال سيارات محملة بالنفايات ولوحات تسجيلها إسرائيلية هي ضمن اتفاق ومعرفة من قبل سلطة البيئة وكافة الوزارات المختصة بأن يسمح لها الدخول.

 

وحول الدور بمراقبة طبيعة المواد والنفايات التي تحملها هذه الشاحنات، أشار قدورة أنها هذا ياتي ضمن اختصاص سلطة البيئة.

 

وتابع انه لم يصدف أن تمت مصادرة شاحنات قادمة من برطعة بأنها تحمل نفايات إسرائيلية أو سامة.

 

وفي تقرير لمؤسسة الاتئلاف من اجل النزاهة والمساءلة "امان"  شدد رئيس مجلس قروي برطعة غسان قبهوا فيما يتعلق بعلاقة المكب مع الجانب الاسرائيلي شدد على أن ادارة المكب تتعامل مع طرفين رئيسيين يقومان بنقل النفايات من الجانب الاسرائيلي وذلك بموافقة المحافظ وسلطة جودة البيئة، مشيرا إلى أن الطرف الأول هو مقاول من حيفا يقوم بتوريد نفايات تتمثل ببقايا الشجر والاخشاب والتي يتم استخدامها لامتصاص السوائل والعصارة التي تخرج في المكب بالإضافة إلى الاستفادة من هذه الأخشاب لأغراض تجارية. أما المقاول الآخر فهو من منطقة مجدو وتمت الموافقة عن عملية نقله للنفايات من قبل المحافظ مع ضرورة الرقابة الشديدة على المواد التي يتم نقلها للتأكد من عدم وقوع اية مخالفات.

 

"امان "ادارة المكب تؤكد تعرضها لضغوط من قبل وزارة الحكم المحلي وسلطة جودة البيئة

من جهته اتفق رئيس بلدية قباطية محمود أحمد كميل مع شكاوى المواطنين المتكررة مؤكدا ان المشاكل تنحصر في الرائحة، العصارة، الحرارة والمخلفات الطبية. واضاف ان المشكلة تفاقمت بسبب عدم توفير الاحتياجات اللوجستية للمكب من قبل وزارة الحكم المحلي لاستيعاب الزيادات غير المتوقعة من النفايات من المناطق خارج المحافظة والتي تم احضارها للمكب بناء على ضغوط الوزارة وسلطة البيئة.

 

وشدد كميل على وجود أربعة شركاء لمجلس ادارة المكب يترتب على عاتقهم جزء من المسؤولية، اولها الحكم المحلي، ويتركز دوره في القضايا المالية والإدارية والقانونية والتطويرية. أما الطرف الثاني فهو سلطة جودة البيئة التي يجب ان تكون الى جانب ادارة المكب في أداء عمله بهدف توحيد الجهود. ويتمثل الطرف الثالث بوزارة الصحة والتي وفقا لكميل يجب ان تكون شريكة وتقوم بعملية فصل تام للنفايات الصحية وتتعاون مع ادارة المكب في عملية المعالجة. أما الشريك الرابع فيتمثل في الحكومة ممثله بالمحافظ والاجهزة الامنية التي يجب ان تتابع التجاوزات المختلفة التي تحدث داخل وخارج المكب.

 

وأكد اعضاء مجلس ادارة المكب على استعدادهم التام للمحاسبة في حال وجود أي تقصير او مخالفة من طرفهم، داعين الجهات الرسمية والرقابية لزيارة المكب في اي وقت والقيام بالرقابة على عمله ومن ثم مقارنته مع مكبات اخرى تستقبل نفايات من المستوطنات في انحاء مختلفة من الضفة.

 

الفلسطينيون ملتزمون بالقوانين

 

ومقابل حالة الاستهتار الإسرائيلي بالأرض والبيئة الفلسطينية وبمساعدة بعض ضعاف النفوس تقوم شركات فلسطينية كبرى بدفن نفاياتها داخل مكبات إسرائيلية، مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة.

 

ويؤكد عبود السامري من شركة نابكو للألمنيوم، أن شركة نابكو تقوم بكب نفاياتها في مكب إسرائيلي في النقب يدعى "رامات حوفات" لعدم وجود مكب فلسطيني يقبل بهذه النفايات الكيماوية التي تتم معالجتها لتصبح نفايات صلبة.

 

وقال: "إن المبلغ المالي الذي تدفعه الشركة لقاء التخلص من نفاياتها يقدر بـ 500 ألف شيقل سنوياً".

 

نفايات خطرة

 

وتشتمل النفايات المهربة على مزيج متنوع من مخلفات البناء، والهدم، والأخشاب، والمعادن، والدهانات، والأقمشة، والبطاريات، وإطارات السيارات، والألمنيوم وغيرها، أي أنها تشتمل على نفايات تصنف على أنها خطرة كبقايا الدهانات والبطاريات.

 

وحسب الباحث محمود أبو شنب من سلطة جودة البيئة، فإن ما يزيد من مخاطر ذلك، أنه يتم حرق هذه النفايات في كثير من الحالات، مما يفاقم من المخاطر نتيجة انبعاث ملوثات جديدة وسحب دخانية كثيفة تغطي مساحات واسعة حول المنطقة التي تتم فيها عملية الحرق. علاوة على ذلك، تنبعث روائح كريهة لا تحتمل تنتشر في محيط المنطقة.

 

 تجدر الإشارة أيضاً إلى أن هذه النفايات المهربة يتم دفنها، في كثير من الأحيان، ضمن أراض زراعية، خاصة حقول الزيتون، أو بالقرب من الآبار الارتوازية والينابيع، أو المساقط المائية مما يزيد من مخاطرها المحتملة على البيئة وعناصرها.

 

وفيما يتعلق بتهريب نفايات إسرائيلية خطرة ودفنها في الأراضي الفلسطينية، التي تشمل نفايات صناعية مثل النفايات الكيميائية السامة من رصاص، وزنك، ونيكل وغيرها، ونفايات طبية ونفايات مشعة، فقد استخدمت الأراضي الفلسطينية طوال سنوات الاحتلال كمدفن للنفايات الخطرة الإسرائيلية من خلال عمليات تهريب منظمة.

 

وحسب الباحث فإنه قد تم رصد محاولات عديدة للتخلص من النفايات الإسرائيلية، ومنها نفايات المستوطنات، في الأراضي الفلسطينية، كما في حالات دفن نفايات صلبة في مكب قرية عزون قرب قلقيلية، واكتشاف كميات كبيرة من النفايات الخطرة السامة من بقايا المواد الكيميائية بالقرب من قرى عزون، وجيوس، وتل صوفين قرب قلقيلية، وتهريب براميل تحتوي على نفايات سامة مجهولة مهربة من إسرائيل إلى قرية أم التوت في جنين، وإنشاء مكب للنفايات الصلبة بالقرب من مستوطنة "يافيت" في غور الأردن بعد نقله من منطقة العفولة داخل إسرائيل.

 

لجنة تحقيق رئاسية.. إدارة مكب زهرة الفنجان تنفي اعتقال "شبكة لدفن النفايات"

 

وبالعودة إلى الحدث الرئيسي الذي كشف المعلومات سالفة الذكر فيما يتعلق بتوقيف المدير التنفيذي للمكب هاني شواهنة على خلفية طمر شاحانتين كانتا قادمتين من منطقة طولكرم ومحملتين بنفايات إسرائيل، نفى المستشار القانوني لمجلس إدراة مكب زهرة الفنجان موسى قدورة، الأنباء التي تحدثت بها بعض وسائل الإعلام عن اعتقال الأجهزة الأمنية شبكة تدفن نفايات إسرائيلية خطرة في المكب.

 

وأوضح قدورة في تصريحات لـ"الحدث" إن هذه الأنباء عارية عن الصحة ولا أساس لها، ومن اعتقلوا هم المدير التنفيذي للمكب هاني شواهنة والسائقين الذين ضبطتهما الأجهزة الأمنية في طولكرم وادعيا أنهما نسقا مع إدارة المكب لطمر النفايات التي يحملانها.

 

نتيجة الفحوصات المخبرية سليمة

 

وكشف موسى قدورة أن نتيجة الفحوصات المخبرية للشاحنتين اللتين تم ضبطهما في طولكرم وطمرت النفايات المحملة بها في مكب زهرة الفنجان كانت إيجابية ولم يظهر بها أي مواد سامة.

 

من هما السائقان اللذان اعتقلتهما الشرطة؟

 

 ويقول المستشار القانوني للمكب إن هذه الأنباء هي بناء على الإشاعات التي روجت خلال الاسابيع الماضية، والتقرير الذي بث على تلفزيون فلسطين، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية اعتقلت المدير التنفيذي للمكب وسائقين إثنين من شركة مقاولات في نابلس (نتحفظ في الحدث على ذكر اسمهما) إدعيا أنهما ينقلان نفايات لدفنها في مكب زهرة الفنجان بالتنسيق مع المدير التنفيذي.

 

ويضيف قدورة: "الشاحنات وصلت إلى مكب زهرة الفنجان بعد منتصف الليل، ليل الخميس، والمدير التنفيذي رفض إدخالها، مع العلم أنها كانت برفقة أحد الأجهزة الأمنية ومدير سلطة جودة البيئة في طولكرم ويدعى عصام موسى".

 

ويؤكد قدورة: "أن شركة المقاولات التي يعمل السائقان بها ليست متعاقدة مع إدارة المكب"، متسائلاً: "إن كانت تحتوي على مواد خطرة ومواد سامة ومن مخلفات مصانع جيشوري كيف يتم السماح لها بأن تدخل جنين وتطمر نفاياتها في المكب؟"

 

لجنة تحقيق بالافتراءات

 

 وكشف المسشتار القانوني لمكب زهرة الفنجان أن لجنة تحقيق تشكلت من الرئاسة ومجلس الوزراء وعضوية محافظتي جنين وطولكرم للتحقيق بهذه الافتراءات.

 

وأشار قدورة إلى أن اللجنة بدأت عملها مؤكداً أن إدارة مكب النفايات سترفع قضية على مدير سلطة البيئة في طولكرم عصام موسى.

 

لا تنسيق مع شركة المقاولات

 

بدوره محمد  السعدي مهندس المشروع قال "إن الأنباء عن حملة اعتقالات في صفوف العاملين في المكب هي غير صحيحة، وإن ما جرى هو استدعاء ثلاثة من العاميلن في المكب للاستيضاح في تلك الليلة التي تم بها طمر نفايات قادمة من طولكرم وماذا جرى بالضبط".

 

ويضيف السعدي: "لا تنسيق مع شركة المقاولات في نابلس لإحضار نفايات وطمرها في المكب، ونحن نتعامل فقط مع الهيئات المحلية والشاحنات التي تحمل فقط ترخيصاً من قبل الجهات المعنية بهذا الملف".

 

ملف مكب زهرة الفنجان يتحول من جنين إلى طولكرم

 

وكشف المستشار القانوني لمكب زهرة الفنجان موسى قدورة أن ملف مكب زهرة الفنجان واعتقال المدير التنفيذي له وسائقان آخران من شركة مقاولات نقلت نفايات إسرائيلية تم تحويله إلى نيابة محافظة طولكرم.

 

وعن الأسباب وراء نقل هذا الملف قال قدورة: "تم نقل الملف لأن الشاحنتين التين تم ضبطهما كانتا في حدود محافظة طولكرم".

 

وأشار قدورة: "إلى أن الأمور في هذه القضية تتصاعد وأن المدير التنفيذي لم يستدعَ للتحقيق منذ أسبوعين، ولكنه موقوف أمام النيابة العامة بسبب القضية المرفوعة ضده".

 

وأوضح أن إجراءات التحقيق بهذه القضية أصبحت مبالغاً فيها، وخاصة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.