الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

النكبة | 14 أيار اليوم الذي رحل فيه جيش الانتداب البريطاني عن فلسطين

2016-05-14 07:26:50 AM
 النكبة | 14 أيار اليوم الذي رحل فيه جيش الانتداب البريطاني عن فلسطين
آخر فيلق من فيالق جيش الانتداب البريطاني يغادر فلسطين

 

الحدث- ناديا القطب

 

يقول عارف العارف في كتاب النكبة: نكبة بيت المقدس والفردوس المفقود 1947-1949، في الجزء الأول الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، التالي:

 

ولا بد لنا من القول بأن الأيام الخمسة التي انقضت بين الرابع عشر من شهر أيار مايو 1948، وهو اليوم الذي رحل في الإنكليز عن البلاد، والثامن عشر هو اليوم الذي دخل فيه الجيش العربي، كانت أكثر الأيام هولاً وأعظمها أثراً في مصير القدس ويسميها المقدسيون "الأيام االحمراء" (ص325)

 

إذ ما كاد الفوج الأخير من الأفواج الإنكليزية يغادر المدينة في اليوم  الرابع عشر حتى وقف الفريقان، العرب واليهود، وجها لوجه، واشتعلت نيران القتال في جميع انحاء المدينة واشتدت الفوضى.

 

ففي الساعة العاشرة من ذلك اليوم الجمعة (14 أيار مايو) بدأ الجنود يغادرون ثكناتهم، فريق منهم، ميممون رام الله فحيفا، وفريق إلى الخليل فبئر السبع ومصر، وقد غادرها، في الوقت نفسه، السير ألان كننغهام المندوب السامي.

 

فقد سافر في سيارته إلى مطار قلندية، وهناك امتطى، طيارة أقلته إلى مطار حيفا، وأنزل العلم البريطاني عن دار الحكوممة على جبل المكبر ورفع مكانه علم الصليب الأحمر. ومن حيفا أقلت المندوب باخرة بريطانية إلى بلاده. وبرحيله وجنده ولى عهد الانتداب الأدبار، ذلك العهد الذي دام ثلاثين عاماً في هذه الديار. ومما هو جدير بالذكر أنه ما من أحد من سكان هذه البلاد من العرب ولا من اليهود خرج لوداع المندوب السامي، ولا ذكر أحد منهم الإنكليز وحكمهم بكلمة خير.

 

وفيما كان الجيش يجتاز شوارع المدينة مودعاً، دخل اليهود عمارة المسكوبية، دخلوها من بابيها الغربي والشمالي القريبين من الأحياء اليهودية. وكانت فئات أخرى من رجال الإرغون، في ساعة مبكرة من صبيحة ذلك اليوم، قد احتلت العمارات، ذات القيمة الاستراتيجية، المجاورة لها، ومنها عمارة جنرالي ودار البرق والبريد، وبنك أنغلو-بالستين ومقر البوليس العام، والسجن المركزي.

 

وحاول العرب، في الوقت نفسه، أن يدخلوا المسكوبية من بابها القبلي، إلا أن مؤخرة الجيش التي لم تكن قد برحت المكان بعد صدتهم، وعندما رحلت هذه كان اليهود قد احتلوا جانباً كبيراً من ساحة المسكوبية، وكان الجندي الأخير من جنودها ممتطياً دبابته، مشيراً إلى اليهود الزاحفين من ورائه، مخاطباً العرب بقوله: "انظروا ها قد بدأ اليهود زحفهم!" ولقد أطل من الدبابة، في الوقت نفسه، ضابط بريطاني، وراح ينادي بأعلى صوته الجنود اليهود قائلا لهم: "الآن تستطيعون التقدم واحتلال مكاننا."