الحدث- رام الله
قال رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مستهل لقائه برئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إن السلام لن يتحقق من خلال المؤتمرات الدولية، بل من خلال المفاوضات المباشرة، طالباً من فالس مساعدته في إطلاق مفاوضات مباشرة مع الرئيس محمود عباس.
وقال نتياهو:" السلام لا يأتي من خلال الإملاءات الدولية، أو من خلال مؤتمرات تعقدها دول من كل أنحاء العالم تجلس وتريد اتخاذ قرارات حول مصيرنا وأمننا في الوقت الذي ليس لها أي صلة مباشرة بذلك."
وقال نتنياهو: "ورغم اختلافاتنا حول الطريق الأفضل لتحقيق السلام إنني أثمن كثيرا التزامك بالسعي نحو السلام. أعلم الأهمية الكبيرة التي توليها لوضع حد للعنف المروع الذي يدور في منطقتنا منذ فترة طويلة. وأود أن أشكرك وأشكر الرئيس هولاند على التزامكما بالسلام."
وأوضح نتنياهو: "السلام يتحقق من خلال التفاوض المباشر بين الطرفين وفي التفاوض المباشر يجب على القيادة الفلسطينية أن تقف أمام خيار واضح وهو خيار بسيط: الاعتراف بالدولة اليهودية أم مواصلة تربية شعبها على زوال إسرائيل يوما ما. ووفقا للخيار الآخر ستقام دولة فلسطينية ليس للعيش إلى جانب إسرائيل بل من أجل تدميرها."
وأردف: "أستطيع أن أقول لكم بناء على تجربتي الطويلة إنني أعلم مدى صعوبة التفاوض المباشر ولكن هذه كانت الطريقة لتحقيق السلام مع الأردن وقبل ذلك مع مصر. وتم التوصل إلى معاهدتي السلام من خلال التفاوض المباشر وإنهما تجاوزتا اختبار الزمن والكثير من العواصف. تم إنقاذ حياة الكثيرين لأننا جلسنا مع أعداء سابقين بشكل مباشر وبدون شروط مسبقة واتخذنا قرارات صعبة."
نتنياهو يريد مبادرة فرنسية أخرى ويدعو إلى إطلاق عملية سلام في باريس
وقال نتنياهو: "إنني مستعد لاتخاذ قرارات صعبة، ولهذا السبب سأرحب بكل سرور بمبادرة فرنسية أخرى وهذا هو التغيير المهم الذي يجب أن يطرأ فيها: يمكن لتلك المبادرة أن تعقد في باريس لأنها ستكون مكانا رائعا لتوقيع معاهدة سلام."
وأوضح: "ويمكن لهذه المبادرة أن تسمى المبادرة الفرنسية لأنكم ستستضيفون هذه الجهود الحقيقية التي تسعى إلى تحقيق السلام ولكن هذا هو الفرق: أنا سأجلس بمفردي وبشكل مباشر مع الرئيس عباس في قصر الإيليزيه أو في أي مكان آخر ستختارونه. سيتم طرح جميع القضايا المعقدة على مائدة المفاوضات: الاعتراف المتبادل والتحريض والحدود واللاجئين ونعم – المستوطنات أيضا. كل شيء."
وأحثك على عدم السماح للقيادة الفلسطينية بالتملص من هذا الخيار الصعب. القيادة الفلسطينية لا تعتبر المبادرة الفرنسية تشجيعا للتوصل إلى تسوية بل وسيلة للتهرب منها. ورئيس الوزراء الفلسطيني الحمدالله قال قبل عدة أيام إنه يأمل بأنه سيتم فرض جدول زمني على إسرائيل بدلا من أن يتم تحقيق السلام من خلال التفاوض.
نريد دولة فلسطينية منزوعة وتعترف بالدولة اليهودية
وقال نتنياهو: "نريد دولتين للشعبين، دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية."
وأضاف: "لا توجد هناك قضية معقدة للدرجة أنه لا يمكن حلها إذا كان الطرفان مستعدين للتحدث إلى بعضهما البعض. وأنا أكثر من مستعد لذلك."
وأردف: "إسرائيل لا تريد شيئا أكثر من السلام. وآمل أنك ستشجع الرئيس عباس على قبول المبادرة الفرنسية التالية – مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة ما بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني في باريس."
فالس: سنبحث أفكار نتنياهو
من جانبه عبر مانويل فالس عن استعداده لبحث عملية السلام مع الفلسطينيين.
وقال: "سنطرح افكرانا والمبادرات التي نسعى إلى تفعيلها واستعداداتنا لعقد اللقاء المقبل في باريس يوم 3 يونيو حيث الهدف منه هو إعادة حشد المجتمع الدولي لتحقيق غاية واحدة وهي السلام."
وأكد فالس على دعم فرنسا لحل الدولتين قائلاً: "إن إحدى الغايات التي نسعى إلى تحقيقها هي السلام ودولتين للشعبين وخلق أكثر الظروف إيجابيةً وحيويةً من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. سمعت اقتراح رئيس الوزراء وسأبحثه مع رئيس الجمهورية. وكل ما يمكن أن يساهم في تحقيق السلام والتفاوض المباشر, نحن نؤيده."