الأحد  13 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المفتول: صناعة يدوية وتمكين اقتصادي لنساء "دير بلوط"

20 طناً من المفتول سنوياً!

2016-07-24 12:35:24 PM
المفتول: صناعة يدوية وتمكين اقتصادي لنساء
المفتول

 

الحدث- آيات يغمور

 

عندما احتدت الأزمة الاقتصادية وباتت متطلبات العيش الأساسية مفقودة، استطاعت نسوة من قرية دير بلوط، الواقعة جنوب غرب مدينة نابلس، من تمكين أنفسهن اقتصادياً، وإنقاذ أسرهن مادياً، من خلال الزراعة.

 

وبجهودٍ تضافرت ما بين جمعية فلسطين للتجارة العادلة، وبين مؤسسة كنعان، شاركت 17 امرأة من دير بلوط في إنتاج 20 طنّاً من المفتول، الذي قامت كنعان من جهتها بتوفير مواده الأولية؛ لتقوم النساء بصناعته يدوياً، فيتقاضين 6 شواقل مقابل الكيلو الواحد.

 

تحضير المفتول يدويا

 

سريعاً وبعد انتهاء شهر رمضان، بدأت النساء في الخامس عشر من الشهر الحالي وسيواصلن إلى شهر أيلول، ينقعن البرغل لمدة لا تتجاوز الخمسة دقائق في مياه باردة، ثم يضفن الطحين تدريجياً مع تحريك مستمر باستخدام اليدين، تكبر الحبة رويداً رويداً، إلى أن تنضج ويصبح حجمها متوسطاً وملمسها طرياً.

 

ومن هنا تبدأ مرحلة التصفية عبر المصفاة، حيث يضاف الماء والملح إلى الخليط، فيترك على نار هادئة لعشر دقائق إلى أن يبدأ البخار بالتصاعد.

 

"الآن نحن في مرحلة التنشيف"، هكذا قالت سهام خالد، أم حكمت التي تعمل ضمن تجمع نساء دير بلوط: "البرغل بحاجة إلى تنشيف بعد التصفية، ثم نفلفله حبة حبة، وبعدها نقوم بفرده مع تعريضه إلى الشمس مباشرة لمدة 3 أيام متواصلة". وأضافت أم حكمت أن اليوم الرابع تجري فيه عملية التعبئة.

 

وفي سؤال طرحته الحدث حول أعمار النساء المشاركات في إنجاز هذه العملية اليدوية في إنتاج المفتول، أجابت أم حكمت بأن أعمارهن تتراوح بين 18-50.

 

المفتول..مصدر رزق يعيل الأسر

 

عائلات كبيرة ومحتاجة، أنقذت نفسها من الفقر، من خلال الالتزام ببرنامج زراعي ملحق بدورات تدريبية لجعل المنتج مطابقاً لمواصفات ومعايير عالمية تجعل من غالبية المنتوج الزراعي صالحا لأغراض التصدير، فيصبح العائد المادي أكثر ربحاً.

 

من السيدات من تعمل وتعيل أسرة مكونة من 12 فرداً، ومنهن أيضاً من استطاعت أن تدفع تكاليف جامعتها كاملة حيث درست وتخرجت من جامعة بيرزيت، ومنهن من تعمل لتدرس أبنائها أيضاً، بيوتٌ مفتوحة وتعتال من الزراعة ومشاريعها.

 

وأكدت أم حكمت أن العملية تستمر ما بعد انتهاء موسم المفتول في أيلول، فهناك موسم قطف الزيتون، الذي ما إن ينتهي إلى أن تشرع النساء بزراعة الثوم والبصل، وبعدها تأتي مرحلة التعشيب، إلى أن يأتي موسم زراعة الفقوس والبامية!

 

ومن جهتها، أوضحت جمعية فلسطين للتجارة العادلة أن عملها يقتصر على مساعدة النساء وتمكينهن اقتصادياً من خلال إلحاقهن بمؤسسات تعنى بالزراعة، إضافة إلى دورات تدريبية تطور عملهن وتجعل إنتاجهن أكثر فاعلية.

 

ومن الجدير ذكره، أن العرف الفلسطيني اعتاد تناول المفتول خلال أيام الشتاء الباردة، خاصة المثلجة منها، لما يحمله من طاقة حرارية تدفئ الأجسام.

 

الحاجة أم مجدي أكدت لـ"الحدث" أنها عندما تشاهد نشرات الأخبار الجوية، وتجد أن الأيام القادمة ستحمل معها الثلوج، تقوم بتحضير "المفتول" وتفرزه بالثلاجة استعداداً للثلج، ومن ثم تقوم بطبخه في ذلك اليوم.