الحدث- رام الله
الكلمات التي نستعملها يومياً تشكل واقعنا وتقولب حياتنا. فالكلمات التي نختارها إما تجعلنا نبدو أقوياء، أو ضعفاء وهي التي تمكننا من ترك الانطباعات الجيدة أو السلبية.
بطبيعة الحال المواقف الحياتية المختلفة تفرض علينا الكلمات التي علينا استخدامها، فأسلوب المخاطبة الذي نعتمده في العمل يختلف بشكل كلي عن المناسبات الاجتماعية الذي بدوره يختلف عن اللغة المستخدمة في المنزل. لكن هناك بعض الكلمات بغض النظر عن مكان استخدامها تملك تأثيراً كبيراً، وتجعلك أكثر إقناعاً. هذه القوة يمكنها أن تسهل حياتك سواء المهنية أو الاجتماعية وحتى الزوجية.
لأن/ بسبب
لأن أو بسبب يتم استخدامهما عادة لشرح الدوافع الكامنة خلف طلبك، فأنت تريد هذا الشيء بسبب النتائج الفلانية. وفق الخبراء فإن الدوافع المرفقة بالأسباب مزيج سحري يرفع نسبة موافقة الطرف الآخر على ما تطلبه. في إحدى الدراسات طلب من بعض الأشخاص تجاوز صف الانتظار، سؤال «هل يمكنك أن تمنحني مكانك؟» قوبل بالرفض أما حين تم تعديلها، وتم إرفاقها بالسبب لتصبح: «هل يمكنك أن تمنحني مكانك؛ لأنني تأخرت على عملي؟ » فحينها قوبل الطلب بالموافقة.
شكراً
الشكر هو تعبير فوري عن التقدير والامتنان، وعادة ما يتم استخدامه بعد انتهاء الحديث. لكن الخدعة هنا هي استعمال كلمة شكراً عند بداية الحديث، وحينها ستلمس التأثير السحري لها. مثلاً حين تبدأ حديثك بجملة «أشكرك لأنك استجبت بسرعة»، ثم تبدأ بحديثك فإن الإيجابية التي فرضتها ستجعل الآخر إيجابي بدوره.
أنت
خلال حديثنا مع الآخرين غالباً ما نستخدم كلمة «أنا»؛ لأننا ومنذ البداية جعلنا الحديث يتمحور حولنا. مثلاً «أريد القيام بهذا الشيء؛ لأنني أحتاج إلى الأمر الفلاني»، لكن لو تم تعديل الجملة لتتمحور حول الآخر، فحينها ستظهر وكأنك تتفهم وجهة نظره واحتياجاته وما يفكر به. الجملة السابقة يمكنها أن تصبح «القيام بالشيء الفلاني سيجعلك تلاحظ التأثير هذا أو ذاك». هذا التعديل البسيط سيجعل الطرف الآخر محور الحديث، وبالتالي سينخرط به بشكل إيجابي.
نحن/ معاً
تأثيرهما مشابه لتأثير أنت وإنما بشكل مضاعف، فأنت لا تجعل طرفاً واحداً محور الحديث هنا، بل مجموعة كاملة من الأشخاص. الكلمتان تجعلك تبدو إيجابياً ومدركاً لاحتياجات محيطك سواء في العمل أو في المنزل أو في الحياة الاجتماعية. وحين يشعر محيطك بأنه جزء مما تطرحه فهو سيعتبر الطلب فرصة مشتركة يجب الموافقة عليها.
لو
الجميع يحذر من استعمال كلمة «لو»؛ لكونها تعبر عن التردد والضعف. قوة هذه الكلمة تكمن في استعمالها بشكلها الصحيح خصوصاً وأنه بالإمكان استخدمها لإبراز الصورة العامة كأجزاء وليس للتمني. ما يعني أن كلمة "لو" لا يجب أن تكون في جملة واحدة مع «أتمنى» و «أشعر بالندم». استعمالها لجعل الآخر منفتحاً على أفكارك يكون بهذا الأسلوب، « لو تم اعتماد الخيار الفلاني فستلمس التأثير هذا؛ لكن لو تم اللجوء إلى الخيار الآخر فإن النتائج ستكون كالتالي». أنت بهذه الطريقة تعرض خيارات منطقية بأسلوب مقنع للغاية بعيداً عن التردد والتمني.
ممكن
خلال أي حديث هناك الكثير من النقاط التي قد لا تعجبك أو لا توافق عليها. عوض استخدام كلمة «كلا» أو «لا يمكن» يمكن اللجوء إلى كلمة «ممكن». هذه الكلمة تجعلك تبدو منفتحاً على تقبل أفكار الآخرين وبعيداً كل البعد عن السلبية. أي حديث يتحول إلى تخاطب سلبي مصيره الجدال وعدم التوصل إلى حل. استعدادك للتقبل والتفكير سيجعل الآخر يدرك أن ما يطرحه لا يعجبك لكن وبما أنك لم تقابله بالسلبية فسيجد نفسه وبشكل لا إرادي يصبح أكثر ليونة، وبالتالي مستعداً لتقبل أفكارك.
سوف
كلمة سوف تنقل الحديث من الوقت الراهن إلى المستقبل ما يجعلها كلمة قوية جداً؛ لأنها تؤكد للآخر أن المحادثة التي حصلت للتو ستترجم إلى أفعال ما يبعد أي سوء فهم في الموضوع، ويحولك من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ. هذا الانتقال يجعلك جديراً بالثقة بالنسبة للآخرين؛ ما يجعلهم منفتحين على أفكارك وما تطلبه منهم.