ترجمة الحدث- أحمد أبو ليلى
نشرت صحيفة هآرتس مقالاً لآري شافيت يتحدث فيه كيف اقترح مصطلح الاعتراف بالدولة اليهودية وكيف تبناه نتنياهو.
وإلى نص المقال:
الحقيقة هي، أني أنا المسؤول عن هذا الأمر. انا غير عقلاني، وأحمق، وجاهل لأنني وضعت مطلب الاعتراف بالدولة اليهودية في مركز النقاش العام الإسرائيلي. لا ألوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. لا ألوم روث غافيسون، أو تسيفيا غرينفيلد، جادي توب أو بن درور يميني. دعوا اللوم لي. أنا المتمرد. أنا المذنب. أنا القومي اليائس والذي يؤمن بعمق بالدولة اليهودية والديمقراطية.
هذا هو ما حدث في أوائل سبتمبر 1993 تم نشر النص الكامل لاتفاقات أوسلو. باعتباري داعية سلام ومنافق، كنت متعطشاً لقراءة النص والتمعن فيه بحماسة، وبعد دقائق قليلة أصبت بالذعر ودهشت حين اكتشفت أن اتفاق السلام يهدف الى انهاء الصراع بين الحركة القومية اليهودية والحركة الوطنية الفلسطينية وأنه لم يأت على ذكر أي منهما على الإطلاق. وفي حين اعترفت إسرائيل بالشعب الفلسطيني وبحقوقه المشروعة، فإن الفلسطينيين لم يعترفوا بالشعب اليهودي وبحقوقهم. أسس هرتزل الدولة اليهودية في بازل، واعترفت الأمم المتحدة بالدولة اليهودية في بحيرة من النجاح، ولكن في أوسلو نسيت الدولة اليهودية.
وأصبح هذا الثقب الأسود في الاتفاق مع الفلسطينيين شغلي الشاغل. قضيت سنوات في عزلة رائعة لكتابة العديد من المقالات للمطالبة بالاعتراف الصريح بالشعب اليهودي وبحقه في تقرير المصير في بلده وعلى الوطن التاريخي. كان نقاشي من منطلق أن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، ليس نزاعا إقليميا، ولكنه صراع هوية وجودية. انها تنطلق من حقيقة أننا لم نشهد لهم وأنهم لم يروا لنا، ولنا جميعا كانوا يعيشون في حالة إنكار المتبادل. وما دام الأمر كذلك، كان السبيل الوحيد للسلام هو الفصل الحقيقي والاعتراف المتبادل - دولتين لشعبين.
أول من استوعب النهج الجديد كان في الواقع قادة معسكر السلام. في المحادثات التي أدت إلى صياغة مبادرة جنيف في وقت مبكر من العام 2000، طالبوا المتحاورين الفلسطينيين على الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. حتى تم قبول طلبهم، وإن كان جزئيا وبشكل هزيل. في وقت لاحق، اعتمد رئيس الجيش الإسرائيلي المتقاعد موشي يعلون خطا مماثلا. وكذلك فعل لاحقا وزير الخارجية وتسيبي ليفني. في أعقاب صدمة الانتفاضة الثانية، ازداد الطلب على اعتراف صريح بدولة ديموقراطية قومية يهودية ونال هذا المطلب المزيد والمزيد من الدعم.
في يوم 11 يونيو 2009، نشرت مقالا هنا اقترحت صياغة 10 كلمة: دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب دولة إسرائيل اليهودية. بعد ثلاثة أيام كانت هذه الصيغة قصيرة الفحوى هي خطاب نتنياهو في بار ايلان. إن الموقف الذي يجب ان يتخد لحل الصراع كان يجب ان يتضم الاعتراف بحق الدولة اليهودية للديمقراطية في الوجود والتي يجب أن تصبح الموقف الرسمي لإسرائيل. واليوم أصبح الأمر مقبولا أيضا من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والمرشحة الرئاسي هيلاري كلينتون، وكثير غيرها في المجتمع الدولي.
هل مفهوم دولة يهودية وديمقراطية يمنع السلام؟ على العكس تماما. فقط عندما كل طفل فلسطيني في الدهيشة وبلاطة يعرف أن هناك شعب اليهودي لديه أيضا حقوق في هذه الأرض سيبدأ السلام. هل مفهوم دولة يهودية وديمقراطية يعني إدامة الاحتلال؟ على العكس تماما. فقط عندما يعلم كل مراهق في أوفاكيم ومجددل أن تقسيم البلاد مطلوب لضمان استمرارية المشروع الصهيوني وهنا تبدأ نهاية الاحتلال. هل هي فكرةأن تكون هناك دولة يهودية هي فكرة معادية للديمقراطية؟ لا بل على العكس تماما. في هذا الشرق الأوسط المتعصب والعنيف، لا يمكن إلا لدولة يهودية أن تكون ديمقراطية وفقط دولة ديمقراطية يمكن أن تكون يهودية.
يجب ان تعترف اسرائيل بالحقوق الكاملة والمتساوية لجميع مواطنيها، ولكن العالم يجب أن يعترف بحق صغير لناس معرضون للتهديد وللاضطهاد، حقهم في وطن. الأصدقاء والزملاء الأعزاء، لا ترفع يدك ضد وعد بلفور، قرار التقسيم للأمم المتحدة، وإعلان الاستقلال وحق الدولة اليهودية - دولة إسرائيل - في الوجود.