الحدث- روان سمارة
فلسطين الحاضرة على محرك البحث "جوجل" باسم ليس لها، هي حاضرة على كافة تطبيقاته لكن بهوية أخرى هي هوية إسرائيل، فإسرائيل المتفوقة علينا تكنولوجيا هي المرجعية لمحرك البحث الأهم وتطبيقاته، فبدأ النشطاء الشبابيون الفلسطينيون بقيادة حملاتهم الفردية، لينجح أحمد بركات في أن يضع القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ويستمر محمود حريبات في نضاله لإدراج الخارطة الفلسطينية تحت اسم فلسطين، كل هذا في ظل غياب رسمي شبه تام عن المشهد.
خدمة GPS التي يقدمها موقع جوجل هي ليست استثناء، فالخدمة التي تعتمد الخرائط الإسرائيلية، أخذت أسماء الطرق ومسالكها وفقا لهذه الخرائط، التي أغفلت وجود الفلسطينيين أصحاب الأرض عليها، ومشاركتهم للإسرائيليين في تلك الطرق.
تقول صفاء دويك مديرة دائرة نظم المعلومات الجغرافية وتكنولوجيا المعلومات في بلدية رام الله لـ"الحدث": "حاولنا مرارا العمل على إدراج أسماء الشوارع والطرق التي يستخدمها الفلسطينيون ضمن خدمة الـGPS إلا اننا كنا نفشل دائما، لوجود تعارض بين إدراج الأسماء الفلسطينية والأسماء الإسرائيلية".
وحول الجهة الرسمية التي تقع عليها مسؤولية التواصل مع جوجل قالت دويك لـ"الحدث": "هذه تندرج ضمن مسؤوليات وزارة الاتصال، التي يقع على عاتقها تشكيل هيئة للتواصل مع جوجل والتفاوض معها".
باستثناء بلديتي رام الله والبيرة
مشهور أبو دقة وزير الاتصالات السابق أكد أن الوزارة عملت جاهدة على إقرار نظامي العنونة والترميز، وذلك بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي، والبلديات، وقامت الوزارة باستقدام مهندس بريطاني وذلك لاعتماد رمز بريدي خاص بكل منزل ومؤسسة، وهو ما لا يوجد في إسرائيل أو بريطانيا اللتان تعتمدان على العنونة من خلال الأحياء فقط. إلا أن عقبة كبرى واجهت عملهم تتمثل في غياب التسميات عن الشوارع الفلسطينية في كافة البلديات والمجالس الفلسطينية باستثناء بلديتي رام الله والبيرة.
ويكمل أبو دقة: "كيف يمكن أن نتوجه لجوجل ونحن لا نملك أسماء للشوارع؟ وكيف يمكن أن نضع خرائط إلكترونية خاصة بنا بدون أسماء للشوارع والميادين؟"
ويرى أبو دقة ان هناك تقصيرا واضحا من المجالس المحلية، فالأسماء هي عنواين وهي من حق المواطن، لكننا نفتقد للثقافة، فحتى الشوارع والميادين التي تحمل أسماء خاصة بها، نحن نطلق عليها تسمياتنا الخاصة، التي قد ترتبط بمكان، أو معلم ما.
أحمد بركات الناشط الشبابي الذي نجح في إدراج القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، قال أن من واجبنا قبل التوجه لجوجل أن نبدأ بإطلاق التسميات على شوارعنا الداخلية والخارجية، فلا يعقل أن نتوجه لجوجل ومعظم طرقنا بلا أسماء، أو تعتمد تسميات إسرائيلية.
وأشار أحمد إلى أن الجزء الأكبر من المسؤولية يقع على عاتق الحكومة، التي من الممكن أن تستثمر الشباب الناشطين إلا أنها تصر على تهميشهم، وحصر مبادراتهم بالفردية فقط.
GPS فلسطيني
شركة الراعي الصالح هي إحدى الشركات الفلسطينية التي استحدثت جهاز GPS خاصا بالمناطق الفلسطينية، وتسعى خلال الشهر القاد لتطوير تطبيق خاص بالهواتف المحمولة من خلال الاتصال بخدمة 3G.
وذكر مدير عام الشركة ميخائيل يونان لـ"الحدث" أن هذا الجهاز الذي يعرف باسم I GO تحدث معلوماته بشكل سنوي، ويباع في السوق الفلسطيني بأسعار تتراوح بين 750 – 1000 شيقل فقط، وأن المشكلة الأولى التي تواجهها الشركة هي غياب الأسماء عن الشوارع، ففي الخليل التي يوجد فيها ما يزيد عن 1000 شارع لا نجد إلا خمسة وعشرين فقط أطلقت عليها تسميات.
وحول الطرق الخارجية قال حنا يونان في لقاء مع "الحدث": "التسميات الخارجية التي تعتمدها إسرائيل هي أرقام وضعت من قبل الانتداب البريطاني عام 1928، فطريق القدس البيرة هو ما كان يعرف بطريق 60، لكن إسرائيل استخدمت الاسم عندما فتحت طريقا التفافيا يمر بجبع ليصبح هو طريق 60".
وأشار حنا يونان إلى أننا كفلسطسنيين من الممكن ان نقبل بتسميات الطرق الخارجية فتسميتها لا تعود لإسرائيل، وأذكر أن وزارة الأشغال الفلسطينية قد استخدمت هذه التسميات في بعض مشاريعها.
من جهته أكد ميخائيل يونان على أننا كفلسطينيين لا مستطيع التحكمم في الطرق الخارجية، والرابطة بين المدن لأنها تقع في المنطقة المصنفة ج، والتي تقع تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.