خاص "الحدث"| حقائق حول مادة الحشيش.. لابُدّ من معرفتها

الحدث- عفاف ربيع

معرفة أكثر أنواع المخدرات بين الشباب امر لا بد منه، يُعدُّ "الحشيش" المدخل الأول لدخول عالم تعاطي وإدمان المؤثرات العقلية والمواد المخدرة الأخرى، ويعود انتشاره بشكل كبير بين الشباب في الفترة الأخيرة إلى ارتباطه بمفاهيم غير صحيحة حول المادة وتأثيراتها على الصحة النفسية والعقلية والجسدية.

الحشيش

هو من المواد المسببة للهلوسة وتشويش الإدراك عند المتعاطي، ويُستخرج الحشيش من نبات القُنّب الهندي من العصارة الصمغية التي تفرزها الأجزاء العليا النامية من البنات، وهي عبارة عن مادة راتنجية، والمادة المسؤولة عن تغير الحالة النفسية للمتعاطي هي مادة دلتا تتراهيد روكانبويل  (T.H.C) ويؤثر الحشيش على الجهاز العصبي المركزي عند الإنسان؛ إذ تختل أحجام وأشكال المرئيات مثل إدراك المسافات وتقدير الزمن، كذلك لا يستطيع تذكر الأحداث القريبة، وينزل في عالم الخيالات بحيث تعتريه هلوسات بصرية وسمعية مصحوبة بشعور وهمي بأنه متيقن من كل شيء؛ مع العلم أنه يصبح لديه ضعف في التركيز، وعدم قدرة على إدراك أخطائه أومتابعته المهام التي يقوم بها.

ويختلف تأثير الحشيش من متعاطٍ لآخر؛ وذلك يعتمد على قدرة التحمُّل التي لا يستطيع أي شخص تقديرها. لذا فتجربة الحشيش هي مغامرة ومقامرة على الصحة العقلية والجسدية ومستقبل المتعاطي.

آثار وأضرار الحشيش على المتعاطي

من الناحية الجسمية

احمرار العينين، وانخفاض ضغط الدم، وسرعة ضربات القلب، وعدم التوازن الحركي، ويعطل الحشيش خمائر الكبد، ومن ثَمَّ يعمل على خلل في وظائف الكبد، ويؤثر على الجهاز التنفسي مما يؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة، ويؤثر على الجهاز الجنسي لدى الجنسين؛ فيؤثر تعاطي الحشيش على هرمون الذكورة بحيث تظهر لدى السيدات المتعاطيات للحشيش ملامح رجولية مثل تضخم الصدر وضمور الثديين وظهور الشعر على الذقن، ولدى الرجال يصبح لديهم ملامح أنثوية مثل الصوت الناعم وتضخم الثديين.

الحشيش والجنس: الكثير من الشباب يقع فريسة المفاهيم غير الصحيحة التي تُروَّج حول تأثير الحشيش على القدرة الجنسية، لكن ما أثبتته الدراسات، ومن خلال حالات الإدمان التي راجعت مراكز الفطام؛ فقد ثبت أنهم يعانون من ضعف في الصحة الجنسية ومن مشاكل جنسية بحيث يدخل الشخص في خيالات جنسية مثيرة، وفقدان القدرة على إتمام العملية الجنسية بشكل سليم، ويعاني الغالبية في مراحل متقدمة من الضعف الجنسي.

الحشيش والاضطرابات النفسية

لقد أكد الكثير من العاملين مع متعاطي الحشيش بأن نسبة الإصابة بالاضطرابات والأمراض النفسية منهم عالية، ومن أكثر تلك الاضطرابات:

1. الشك المرضي: ويشتد لدرجة أن المتعاطي يشك في أقرب الناس له.
2. الخوف والهلع: لديه خوف ونوبات هلع تتمثل أحيانًا في عدم القدرة على التنفس.
3. ظهور المعتقدات الاضطهادية، وأن هناك من يريد تصفيته وقتله، وأنه مطارد من المخابرات.
4. القلق والأرق والتوتر والعصبية وحدة المزاج وتقلبه.

مضاعفات الإدمان على الحشيش

1. اللامبالاة وعدم الإحساس بالمسؤولية: إذ يصاب بحالة من الكسل والتبلد وفقدان الطموح والانزواء وتبلد الانفعال وسوء الحكم على الأمور.
2. مضاعفات عقلية وعلى رأسها الخلط والهذيان وضعف الذاكرة والتركيز .
3.  ارتكاب الجرائم؛ فتحت تأثير الحشيش ونتيجة فقدان السيطرة على النفس قد يرتكب جرائم مثل السرقة، القتل .... إلخ.

كما نود أن نلفت انتباه الشباب أن المروِّجين في الفترة الأخيرة قد عمدوا إلى خلط مادة الحشيش بمواد إفيونية مصنعة؛ وذلك لإسقاط العديد من الشباب في براثن الإدمان.

التدخل مع متعاطي الحشيش يعتمد بالدرجة الأولى على قناعة المتعاطي بأنه بحاجة إلى مساعدة، وأن يكون لديه إيمان بأهمية التوقف عن تعاطي الحشيش، وهذا بدوره يحتاج إلى دعم من الأشخاص المحيطين به، ويحتاج أيضًا استخدام لغة داعمة ومشجعة للمتعاطي بضرورة التوقف.