الحدث- محمد غفري
في الوقت الذي تشتد فيه الصراعات الداخلية في منطقة الشرق الأوسط، وما نتج عن هذا الصراع من ضحايا ومشردين بالملايين، يأتي محرك البحث العالمي "جوجل" بينة الفينة والأخرى ليذكرنا بأشهر الشخصيات العربية والإسلامية عبر التاريخ، وما كان لهذه الأمة من فضل على البشرية يوماً ما.
اليوم الأربعاء 7 ديسمبر، يحتفل "جوجل" بأحد أشهر علماء الفلك عبر التاريخ عبد الرحمن بن عمر الصوفي، وأسمه بالكامل عبدالرحمن بن عمر بن سهل الصوفي الرازي.
وإليكم هذه النبذه المختصرة عن هذا العالم المسلم وانجازاته العلمية، التي لها الفضل على العديد من الاكتشافات الفلكية حتى اليوم.
هو عبد الرحمن بن عمر الصي ولد عام 9 محرم 291 هجرية (7 ديسمبر 903م) في بلاد فارس بمدينة الري، وهو من عهد عضد الدولة البويهي، وأول من قال أن الأرض كروية الشكل، وكان من أثبت كروية الأرض قبله هو “إراتوستينس”.
يعتبر عبد الرحمن من أكبر علماء الفلك، وعلى حسب رأي المؤرخ جورج سارطون هو من أعظم وأفضل علماء الفلك الإسلاميين، وكان من أصدقاء عضد الدولة الخليفة البويهي الذي أعتبره معلمه الفلكي، لعلمه الواسع بحركة الأجرام ومواضع النجوم الفلكية، وقام ببناء عضد الدولة لأجل عبد الرحمن الصوفي مرصد خاص في مدينة شيراز، الذي قد ساعدته في أعماله الفلكية.
توفي عبد الرحمن الصوفي عن عمر يناهز 82 عام بتاريخ 8 محرم 376 هجريا .
ومن المساهمات المهمة التي قدمها عبد الرحمن الصوفي هي رصد وعد وتحديد أبعاد النجوم فى العرض والطول بالسماء، واكتشاف بعض النجوم التي لم يسبق أن رأها أي شخص سابقا، وقام برسم السماء في خريطة كان يحسب بها مواضيع النجوم ودرجة اللمعان والأحجام جميعها، وعمل فهرس لتصحيح أخطاء النجوم لمن قبل ، وأكدوا الأوربيون بملاحظاته الدقيقة للفلك واصفيين أياه بـ”الدومييلي” معترفين أنه :
"من أعظم الفلكيين الفرس الذين ندين لهم بسلسلة دقيقة من الملاحظات المباشرة، ولم يقتصر هذا الفلكي العظيم على تعيين كثير من الكواكب التي لا توجد عند بطليموس، بل صحح أيضا كثيرا من الملاحظات التي أخطأ فيها، ومكن بذلك الفلكيين المحدثين من التعرف على الكواكب التى حدد لها الفلكي اليوناني مراكز غير دقيقة".
ويعتبر الصوفي أحد أول الفلكيين الذي رصد ولاحظ تغير أقدار وألوان الكواكب، كما أنه أول شخص يرسم للكواكب الحركة الصحيحة لها، وأيضا من لاحظ وجود سحابة ماجلان الصغري والكبري .