خاص "الحدث"| محاضر فلسطيني مختص بالاقتصاد يفوز بجائزتين عالميتين

الحدث- محمد غفري

يواصل الفلسطينيون تألقهم الأكاديمي في المحافل الدولية وحصدهم لأرفع الجوائز العالمية خلال السنوات الأخيرة، فبعد فوز المعلمة حنان الحروب بلقب أفضل مدرسة في العالم، وفوز مدرسة طلائع الأمل الفلسطينية بلقب أفضل مدرسة في الوطن العربي، وغيرها العديد من الإنجازات الفردية والجماعية التي سجلها الفلسطينون، جاء المحاضر الجامعي د. سامي المعاري ليكمل سلسلة الإنجازات هذه بعد أن فاز بجائزتين عالميتين في مجال الاقتصاد.

وحصد د. سامي ميعاري من فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 على لقب صاحب أفضل بحث علمي للعام 2017 لدى رابطة اقتصاديي الشرق الأوسط، في حين كانت الجائزة الثانية التي نالها معاري وأُعلن عنها هذا الأُسبوع هي جائزة (ماري كوري) في الاتحاد الأُوروبي، وهي جائزة تُمنَح لخيرة ونخبة الباحثين في العالم في المجالات المختلفة.

من هو د.سامي المعاري؟

أبدى د. سامي معاري (39 عاما) في حوار خاص مع "الحدث"، عن سعادته البالغة بهذه الإنجازات التي حققها مؤخراً، وأنها إنجازات مشرفة للوسط العربي في إسرائيل.

وفي معرض الحديث عن نفسه، قال إنه من مواليد مدينة سخنين في الداخل، حيث نشأ وترعرع فيها، وأنهى دراسته الثانوية في مدرستها بتفوق على كافة الطلاب العرب من أبناء جيله.

وأضاف،أنه التحق بعد ذلك بالجامعة العبرية وأنهى منها بشكل متواصل كافة المستويات العلمية من بكالوريوس وماجستير ودكتوراه وكلها كانت في مجال الاقتصاد، ثم قام برسالة دكتوراه جديدة في اوروبا.

بعد ذلك عاد د. معاري إلى إسرائيل ولم يحصل على وظيفة مدرس جامعي، مما دفعه للقيام برسالة دكتوراه جديدة في جامعة كاليفونيا في الولايات المتحدة، وتكرر نفس الأمر عندما عاد ولم يحصل على أي وظيفة جامعية، بحسب ما قال لـ"الحدث".

وتابع، أنه حصل بعد ذلك على منحة من أكبر معهد للأبحاث الاقتصادية في برلين واستمر في دراسته في هذا المعهد لمدة سنة، ثم عاد إلى إسرائيل في شهر شباط 2012.

ومنذ ذلك الوقت بدء د. سامي المعاري يعمل محاضراً في جامعة تل أبيب، على الرغم أنه قدم في وقت سابق طلب للهجرة إلى بريطانيا وتم قبوله في 3 جامعات هناك.

يشار الى أن الدكتور سامي ميعاري هو من أبرز الباحثين في مجال الاقتصاد السياسي وله أبحاث كثيرة في هذا السياق خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وانعكاساته السياسية إلى جانب أبحاث عديدة منشورة في مجلات علمية عالمية محكمة.

وللدكتور معاري كتابان، الأول يتناول وضع العمال الفلسطينيين في سوق العمل الإسرائيلي، والآخر يتناول انعدام المساواة الاقتصادية في إسرائيل.

كما وعمل المعاري مستشاراً اقتصاديّاً لمؤسسات دولية هامة، منها البنك الدولي، وصندوق التطوير البريطاني، كذلك درّس في جامعات عالمية في ألمانيا وإسبانيا وبريطانيا. 

ومن أبرز إسهاماته أبحاثه في كيفية استخدام الاقتصاد لحل النزاعات والصراعات الإثنية والسياسية في العالم.

كما يحفل سجل د. سامي ميعاري بإسهامات عديدة في التوجيه الدراسي والمهني لدى المجتمع العربي في الداخل، وقد عمل متطوعاً لرفع مستوى الوعي في اختيار مواضيع الدراسة في المجتمع العربي.

تفاصيل الجائزتان

وبالحديث أكثر عن الجائزين التي حققها معاري في الشهر الأول من العام 2017، فقد حصد الجائزة الأولى عن لقب صاحب أفضل بحث علمي للعام 2017 لدى رابطة اقتصاديي الشرق الأوسط، وهذه الرابطة تضم في عضويتها خيرة الاقتصاديين في كبرى جامعات العالم، وتبحث في شؤون اقتصاد الشرق الأوسط.

وقد جاءت هذه الجائزة على أثر بحثه عن العلاقة السببية للتجارة الخارجية بين التجمعات السكانية الفلسطينية وإسرائيل من جهة، وبين الصراع وحِدّته بين الفلسطينيين وإسرائيل من جهة أُخرى.

ومن المتفق عليه أن يتسلم ميعاري الجائزة في أيّار المقبل أثناء انعقاد مؤتمر الرابطة في أنقرة.

أما الجائزة الثانية التي نالها د. سامي ميعاري،  وأُعلن عنها هذا الأُسبوع فهي جائزة "ماري كوري" في الاتحاد الأُوروبي، وهي جائزة تُمنَح لخيرة ونخبة الباحثين في العالم في المجالات المختلفة.

وتمكن الدكتور ميعاري من الحصول على هذه الجائزة القيّمة عن بحثه حول تأثير التوترات السياسية على إنجازات الطلبة في المدارس، وانعكاسات ذلك في المدى البعيد على ديناميكية الاقتصاد الفلسطيني. 

ومن الجدير بالذكر بأن جائزة "ماري كوري" هي جائزة مالية كبيرة سوف تمكن الدكتور سامي من التدريس في جامعة أكسفورد في السنوات المقبلة.