الإثنين  26 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ع79| فلسطين: رجال الأعمال يستيقظون باكراً والديون تلاحقهم في أحلامهم

2017-02-08 08:52:33 AM
ع79| فلسطين: رجال الأعمال يستيقظون باكراً والديون تلاحقهم في أحلامهم
رجال أعمال

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

"معظم رجال الأعمال يستيقظون باكراً، إلا إذا لاحقتهم الديون المتراكمة في أحلامهم". هكذا وصف لـ " الحدث" صاحب شركة للمقاولات في مدينة رام الله، أسامة عمرو، حال رجال الأعمال الفلسطينيين عند استيقاظهم من النوم مبكراً، حيث تدق عقارب الساعة لديهم الساعة 5:30 صباحاً، لتعلن موعد بدء العمل والتسابق في توقيع "الشيكات" والقروض البنكية".

 

ومَن تزاحمه الديون وتوقظه من أحلامه، يستيقظ متأخراً حيث لا تغفو عيناه ولا تكف يداه عن صنع فنجان القهوة، وقد تفور القهوة على عجل أثناء غليانها، وهي بذلك تمارس موهبة الدوران في إبريق صغير لمدة لا تتجاوز 3 دقائق. وبالمقابل هي تدور في موضع غليانها بالتزامن مع دوران وتخبط الأفكار في عقل صانعها من رجال الأعمال، وهذا التخبط غير مقرون في مدة زمنية.

 

إذاً "رجل الأعمال الفلسطيني يتوقف عن العمل، فقط عند الذهاب للنوم لساعات محددة" حسب ما ذكر أسامة. ولكن ماذا يفعل بعض رجال الأعمال الفلسطينيين عند الاستيقاظ من النوم؟

 

معظم رجال الأعمال أكدوا في حديثهم لـ " الحدث" أنهم يستيقظون باكراً عند الساعة 5:30 صباحاً لقراءة الصحف المحلية اليومية، وكذلك الحصول على المعلومات السياسية والاقتصادية من مختلف المواقع الإخبارية عبر شبكة الإنترنت، ومنهم من يجذبه فضوله للتعرف على التحليلات الاقتصادية المحلية والدولية، وآخرون يفضلون قراءة الأخبار بشكل مختصر وسريع، ويكتفون بالعناوين. ولكن ماذا يفعلون بعد قراءة الصحف والأخبار؟

 

عمرو :"حتى أثناء المشي أفكر"

 

واللافت حسب ما ذكر أسامة لـ "الحدث"، "أن معظم رجال الأعمال متقدمون في العمر، وبذلك يهتمون بصحتهم الجسدية ويمارسون بعض الأنشطة الرياضية في الصباح قبل التوجه للعمل".

 

وأضاف أسامة: "عندما أستيقظ صباحاً أمارس رياضة المشي، وأثناء المشي تدور في رأسي عدة أفكار حول العمل الذي سأقوم به اليوم".

 

"الأصدقاء المقربون أيضاً هم مصدر للأخبار، وما يحدث من حولنا، لذا قبل العمل نجلس سوياً في جلسة صباحية، ونتبادل الأحاديث ووجهات النظر، قبل التوجه الساعة 9 صباحاً إلى العمل لتفقد الأعمال في الشركة الخاصة بي والمتخصصة بالمقاولات. وعند الوصول تبدأ التحضيرات للقاءات مع الزبائن أو عمل زيارات ميداينة لعدة مواقع".

 

سبيتاني: "أشرب الماء قبل كل شيء"

 

"أستيقظ الساعة 6:00  صباحاً، وأشرب الماء، وهذا أهم شيء قد أفعله في الصباح الباكر"، هذا ما تحدث عنه نائب الرئيس التنفيذي لشركة أكرم سبيتاني وأولاده، أكرم سبيتاني، في حديثه لـ "الحدث".

 

وقال أكرم: "بعد شرب الماء ، أتناول وجبة الإفطار، فهي مهمة جداً لبدء يومي، ومن ثم أشرب القهوة وأقرأ الصحف ( أون لاين)، وبشكل عام أنا أحصل على المعلومات الهامة من خلال قراءة العناوين والأخبار السريعة، وإن توفر الوقت لدي أراجع الصحف اليومية".

 

حليلة: "ما في يوم بمر بدون قراءة"

 

"أقرأ الأخبار الاقتصادية وبعض المراجع والكتب الساعة من 6:30 حتى الساعة 8 والربع صباحاً"، هذا ما يفعله الرئيس التنفيذي لشركة باديكو سمير حليله كل صباح.

 

وقال حليلة: "رجل الأعمال الفلسطيني عليه أن يكون كل صباح على جاهزية تامة لقراءة ومعرفة أخبار العالم".

 

فقها: "أطالع صحيفة يديعوت أحرنوت يومياً"

 

وحسب ما ذكر بعض رجال الأعمال سابقاً، فقد تكون مطالعة الصحف والأخبار هي الشيء المتفق عليه بينهم، وهذا ما أكده مدير عام باديكو الصناعية عبد الحكيم فقها في اتصال هاتفي مع "الحدث".

 

وقال: "كل يوم أطالع صحيفة يديعوت أحرونت الإسرائيلية، ومن المهم معرفة الأخبار السياسية التي تحدث في الجانب الاسرائيلي والفلسطيني كذلك، غير قراءة الأخبار الاقتصادية، وتصفح بعض المواقع الإخبارية مثل: موقع الحدث، القدس العربي، وكالة معاً الإخبارية، دنيا الوطن، ومواقع أردنية مثل خبرني".

 

الحجة: "أتحدث إليك وأوقع الشيكات"

 

"كل دقيقة في حياة رجل الأعمال مهمة، وفي كل صباح أقسم العمل خلال اليوم ووفق ساعات محددة"، هذا ما يفعله رجل الأعمال ربحي الحجة، وهو مدير عام شركة ربحي الحجة.

 

وقال الحجة: "فعلياً أنا لا أضيع وقتي بتاتاً، وكل دقيقة محسوبة علي، لذا أنا أتحدث إليك حالياً وفي ذات الوقت أوقع الشيكات البنكية".

 

وأضاف لـ"الحدث": "أستيقظ الساعة 5:30 صباحاً، ثم أشرب فنجان القهوة، وأتوجه في جولة ميدانية لتفقد المشاريع حتى الساعة 7:50.

 

"ومن الساعة 7:50 وحتى الساعة 8:00 أشارك المهندسين في اجتماع عمل. وبعد الساعة 8:00 أعاود الجولة الميدانية لباقي المشاريع. وعند الساعة 10 صباحاً وحتى الساعة 2:00 ظهراً اتفقد البنوك. ومن ثم أعاود العمل في المكتب حتى الساعة 8 مساء".

 

وقال: "يوم الجمعة، هو يوم عمل بالنسبة لي، وأعمل لمدة 4 ساعات، وأستيقظ في هذا اليوم الساعة 5:30 صباحاً كباقي الأيام العادية".

 

النتشة: "أتعرف على هموم الناس"

 

"أستيقظ الساعة السابعة صباحاً، لأستمع لهموم وقضايا الناس، عبر رسائل خاصة تصل هاتفي الخاص، ولا أشعر بقيمة اليوم إلا من خلال قضاء حاجة مواطن، أو مريض أو طالب، وحتى رجل عجوز". هكذا يبدأ مالك شركة هدى للمحروقات في الضفة الغربية طارق النتشة يومه العادي.

 

وأضاف النتشة في اتصال هاتفي مع "الحدث": "أشعر بالإنجاز عندما أقدم خدمة للناس، وأساهم في قضاء حوائجهم، وهذا سبب نجاحي، وأنا أؤمن بالحديث الشريف القائل: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، إذا حب الخير للغير هو مفتاح نجاح الإنسان في حياته".

 

الخضري: "جريدة القدس تصل غزة الساعة 9:30 صباحاً"

 

"أنا إنسان بسيط، وأستيقظ من النوم لأمارس ما يمارسه باقي الأفراد". هذا ما قاله رجل الأعمال جودت الخضري من قطاع غزة لـ "الحدث". ولكنه أشار في حديثه إلى ممارسة الطقوس اليومية التي يمارسها معظم رجال الأعمال في فلسطين وهي قراءة الصحف وتصفح المواقع الإخبارية.

 

واللافت في قطاع غزة حسب ما ذكر الخضري أن جريدة القدس تصل إلى القطاع الساعة 9:30 صباحاً، وقد تتأخر أحياناً في الوصول، وبذلك تقل نسبة تصفح الجريدة بعد وصولها، لأن الجميع يعتمد على المعلومات السريعة التي تتناقلها المواقع الإخبارية عبر شبكة الإنترنت، وهذا ما أكده الخضري.

 

خوري: "أطالع ما وراء الخبر"

 

"رجل الأعمال لا يستطيع فصل السياسة عن الأقتصاد". هذا ما أكده لـ " الحدث " الرئيس التنفيذي لشركة دار الشفاء باسم خوري.

 

وقال خوري: "كل صباح أطالع الأخبار السياسية والاقتصادية، ولا أستطيع أن أقوم بتخطيط استراتيجي لعملي دون الاطلاع على ما يحدث من أحداث كل يوم".

 

وأضاف: "رأس رجل الأعمال عليه أن يلف بزاوية 360 درجة، وأن يمتلك المجسات، حتى  يدرك ما يدور حوله، وألا يتلقى المعلومات فقط كما هي، وعليه أن يدرك ما وراء الخبر، وأنلا يكتفي بقراءة الخبر وحده، عليه أن ينوع من المعلومات التي يحصل عليها، وأنا، وفق عملي، يتوجب علي الاطلاع على الأبحاث والدراسات التي تعنى بتطوير الأدوية".

 

سبب النجاح

"لو كان هناك وصفة للنجاح لأصبح كل سكان الكون أغنياء"، هذا ما قاله رجل الأعمال جودت الخضري في حديثه عن سبب نجاحه ووقوفه أمام معترك يتنافس فيه رجال الأعمال في فلسطين، وقد يصف البعض الاقتصاد الفلسطيني  كحوض صغير تتنافس فيه الأسماك بأحجام متوسطة.

 

"هل سأحصل على منصب وزير في أمريكا؟" هذا التساؤل الذي طرحة الرئيس التنفيذي لشركة دار الشفاء باسم خوري في ختام حديثه حول محدودية التنافس بين رجال الأعمال في فلسطين. ولكن رغم هذا الحوض الصغير الذي يتنافس فيه رجال الأعمال، حسب ما وصفه خوري، إلا أنه فضل العودة من أمريكا إلى فلسطين ليستثمر في البلاد.

 

وقال: "لا مكانة لي بين محيط يملؤه سمك القرش، وفي فلسطين أستطيع التنافس مع الأسماك داخل الحوض الصغير".