الثلاثاء  16 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

السامري الطيب "شرير" في بن غوروين

2014-10-21 09:20:16 PM
 السامري الطيب
صورة ارشيفية

خاص الحدث - جميل عليان
في كل مرة يسافر فيها السامري يعقوب إلى ما وراء البحار عليه أن يجتاز مطار بن غوريون، لكن جواز سفره الإسرائيلي، لا يمنحه نفس التعامل الذي يتلقاه اليهود الآخرين.
عندما كان يعقوب السامري في طريقه للعاصمة الهولندية امستردام، قبل أسبوعين، احتجز وقتا طويلا، والسبب من وجهة نظره "أصله السامري".
ويعقوب وهو واحد من ابناء الكاهن الاكبر لطائفة السامرين، مثل غيره، يسافر كثيرا، أما لأسباب تجارية، أو لتقديم محاضرات تعريفية عن أبناء مجتمعه الصغير.
ويسكن السامريون على قمة جبل جرزيم جنوب نابلس، لكن جزء آخر منهم انتقل للعيش في حي مخصص له في منطقة حولون جنوب تل أبيب.
وقال يعقوب وهو شاب يرأس أيضا جمعية الأسطورة السامرية، إن الإجراءات الإسرائيلية في المطارات لا تعامل السامرين على قدم المساواة، مثل اليهود.
عندما وصل الشاب إلى المطار قادما من حيث يسكن جرزيم، أوقفه أفراد من الأمن الإسرائيلي وطلبوا إخضاعه للتفتيش، "كان تفتشيا قاسيا حتى أنهم أخذوا حذائي والحقيبة التي كنت أحملها".
ولمدة 40 دقيقة خاض الشاب الذي يدير أيضا مصنعا لتصنيع الطحينة يدعى "براخا" وهو الاسم العبري لواحد من أسماء جبل جرزيم الـثلاثة عشر، إجراءات تفتيش عبر عن غضبه منها، شملت تفتيش جهاز الهاتف النقال.
وللسامريين علاقات تجارية ليس فقط مع الأسواق الإسرائيلية إنما أيضا مع أسواق افريقية وأوروبية، فهم يستوردون السمسم ويعيدون تصديره بعد تحويله لطحينية.
ويحمل السامريون بطاقتي هوية، الأولى فلسطينية، والأخرى إسرائيلي، ويسافرون عبر المعابر والمطارات الاسرائيلية، كونهم يخضغون للقانون الاسرائيلي.
لكنهم يشتكون من ان امن المطار يتعامل معهم كاغراب.
و يعقوب الذي يجيد الحديث الدبلوماسي في تعامله مع حل المشكلات التي يتعرض لها، اظهر كما يقول حنقا شديدا في المطار، فهو لا يرى أي" ضرورة لكل هذه الاجراءات التي يتعرض لها السامريون".
وقال" سألتهم ماذا تريدون. انا لا احمل ممنوعات. لا احمل مخدرات، وارفض هذه الاجراءات ضدي". واثناء وجوده رهن الانتظار لتفتيش حقائبه، شعر السامري بحاجته للذهاب لقضاء حاجته، لكن الامن رفض، قبل ان يوافق في نهاية الامر تحت ضغط الحاجة.
والسامريون كما يقولون هم بقايا السلالة الحقيقية لشعب بني اسرائيل، عاشوا في ارض كنعان ضمن المجتمع الفلسطيني في مدينة نابلس قبل ان ينتقلوا في نهاية الثمانينات الى قمة جبل جرزيم الذي يتعتبرونه قبلتهم المقدسة. وينأى هؤلاء الذين لا يتجاوز عددهم ال 780 نفرا بنفسهم عن الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، ويتخذون موقفا وسطيا بين الجانبين. وقال يعقوب" نحن لا نتخذ مواقف سياسية. نحن نعمل من اجل ان يحل السلام في هذه الارض".
ويقول يعقوب انه يسعى للوصول الى أي مكان لنشر هذه الفكرة حول السلام، لكن مجرد وصوله الى مطار بن غوريون يشعر بالاحباط. وغالبا ما يتم سؤال الشاب اثناء تجواله في اوروبا  عن قوميته ليجيب كما يقول. "انا السامري الطيب".. ويضيف " عندما اجيبهم هكذا يعرفون اني قادم من هذه البلاد.
"تصيبهم السعادة ويعاملوني باحترام شديد في كل مكان. في الشارع والمطارات وفي السفارات ايضا" اضاف الشاب.
والسامري الطيب تعبا للمعتقدات المسيحية، هو الرجل الذي ساعد المسيح اثناء عودته قادما من اريحا في طريق ذهابه الى القدس. وهناك موقع اثري مرتبط بهذه الحادثة، يعتبر احد اهم محطات الحج المسيحي الى هذه البلاد، لكن المكان يقع تحت السيطرة الاسرائيلية.
وأسس كاهن سامري مركزا ومكتبة دينية تيمنا بذلك السامري، اطلق عليه مركز "السامري الطيب".
ويؤمن السامريون بالاسفار الخمسة الاولى من التوراة، الذين يقولون انها جعلت من الجبل الذي يسكنون عليه مركزا للعالم، منه تنبع انهار الجنه، وعليه يقدمون القرابين لله في اعيادهم. وليس للقدس اي اعتبار عند السامريين، ويقولون انها لم تذكر ولا مره في توراتهم.
ويتمتع السامريون وفق القانون الاسرائيلي بالحقوق التي تمنحهم اياها الجنسية الاسرائيلة، وايضا بالحقوق ضمن النظام السياسي الفلسطيني.
بالنسبة ليعقوب الذي يحمل جنسيتين ويستطيع من خلالهما، التعبير عن ارائه المعتدلة الوسطية تجاه الصراع الدائر بحرية، فان العبور عبر بن غورين، مسألة معقدة كثيرا، فالوقوف في الوسط وعدم التدخل بشيء ليست تذكره للوصول السريع الى مقصورة الطيارة. فعندما انتهى الشاب من اجراءت التفتيش في رحلة امستردام، كان الوقت ينفذ بسرعة، وما ان وصل الى مقعده كانت محركات الطيارة تعمل للاقلاع." استفذت كل الوقت في التتفيش.لم يكن هناك وقت للراحة قبل الاقلاع" قال الشاب.