الحدث- علاء صبيحات
مرج بني عامر الذي لُقّبَ في قديم الزمان بأرض الذهب الأخضر، يعاني مزارعوه هذه الأيام بسبب موسم الأمطار الشحيح والآبار الارتوازية التي صارت تجفّ تباعاً، مما سيجعل من رمضان القادم شهراً عسيراً على الخضار كما يقول رئيس جمعية كفردان الزراعية محمد فهمي.
وقال فهمي في حوار مع مراسل "الحدث" إن لم تمطر "شتوة نيسان اللي بتسوى العدّة والفدّان (وهو مثل فلاحيّ مشهور)" سيكون عاماً أسوداً على الخضار، إذ بلغت نسبة الأمطار في الموسم المطري الماضي 80% ومع ذلك كانت الزراعة تعاني فيه، فكيف لها أن تتحسّن في هذا الموسم ولا تتجاوز نسبة أمطاره حتى اليوم الـ60% على مدينة جنين.
وأكد فهمي أن عدد الآبار الارتوازية الحاصلة على تراخيص أردنية هي 70 بئر كانت تُنتج أربعة ملايين متر مكعّب من المياه قديما، أما الآن فصارت لا تعطي أكثر من ربع مليون متر مكعب فقط، وهذا ما جعل الناس يحفرون الآبار الارتوازية العشوائية التي لا تخدم الزراعة، لأنها لا تعتمد القيم الهندسية ولا تتوزّع بطريقة سليمة.
وبالتالي كما يضيف فهمي لـ"الحدث" فإن الموسم المطري القليل سيُرغِمُ المزارعين على الاعتماد على الآبار الارتوازية، التي لن تزوّد المزارعين بالماء بعد شهر حزيران، ذلك أن الأرض التي تعتمد الزراعة المروية الآن مزروعة بالخيار الربيعي، ومياه الآبار تضخّ ما تمتلكه على هذا الصنف تحديدا مما سيؤدي إلى جفافها في شهر حزيران.
لذلك يؤكّد فهمي أن مساحات الأراضي التي كانت تُزرع في مثل هذا الوقت من العام ستتقلّص بمعدل النصف مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الخضروات خلال شهر حزيران القادم.
أما في شهر رمضان المبارك كما يعتقد الخبير الزراعي فإن الخضار سترتفع ارتفاعاً غير مسبوق لأن الطلب سيزيد والعرض بطبيعة الحال لن يكفي حاجة السوق.
وتابع فهمي، أن الخضروات الورقية تحديداً والخضار الأساسية كالبندورة والخيار سترتفع بمقدار شاسع مقارنة بالسنوات السابقة، كذلك فإن المزارع على حد زعمه سيغيّر النمط الزراعي ويعتمد زراعة ما لا يحتاج للريّ كاليقطين والدخان مما سيصعِّب توفير الخضروات.
دائرة الزراعة في جنين
وفي السياق قال مدير دائرة زراعة جنين المهندس أحمد عبد الوهاب في حوار خاص مع "الحدث" إن التأثر على الأسعار في رمضان يكون بسبب اختلاف الطريقة الشرائية للمستهلكين، بحيث أن الخضار سيرتفع سعرها ككل عام في بداية رمضان ثم ما تلبث أن تعتدل، لكن الخضار ستكون متوفرة أما الطلب عليها سيزيد بشكل كبير.
لكنه أكّد على أن الموسم المطري هو أقل من المعتاد، وبالتالي فإن الزراعة في جنين خصوصا ستتزعزع، أما الزراعة في محافظات الضفة وبخاصة الأغوار وطولكرم ستعوض النقص في الخضروات داخل جنين أو في باقي المحافظات.
وفيما يتعلق بالأثر المباشر للزراعة في جنين فقد أكد عبد الوهاب أن المحاصيل القمحية، البالغة مساحة زراعتها من هذا النوع 100 ألف دونم هي التي ستتأثر بشكل مباشر لانخفاض منسوب مياه الأمطار.
أما الأراضي التي تُزرع بالخضروات كما قال عبد الوهاب والتي تبلغ مساحتها 10-15 ألف دونما ستتقلص هي الاخرى هذا الموسم لعدة أسباب أهمها قلة مياه الامطار بالإضافة للنقص الذي لابد وأن يحصل في مياه الآبار الإرتوازية وجفافها في بداية الصيف.
وأضاف مدير دائرة الزراعة في جنين أن وزارة الزراعة ستقوم بعدة إجراءات لتغطية النقص (إذا ما حصل) في أي نوع من أنواع الخضار أو الفواكه، كإعطاء أذونات للاستيراد من أي صنف يقل في السوق كما فعلت في العام الماضي بعد نفوق آلاف الدواجن بسبب الارتفاع الحاد في درجات الحرارة الصيف الماضي.