الخميس  16 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث" | في اليوم التاسع للإضراب.. تضامن شعبي خجول في قطاع غزة والمطلوب توحيد الجهود

2017-04-25 04:32:52 PM
متابعة
فعاليات التضامن مع الأسرى

 

الحدث- محاسن أُصرف

 

رغم تصاعد إجراءات إدارة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى عقابًا لهم على استمرار إضرابهم عن الطعام ليومه التاسع على التوالي، إلا أن حركة التضامن الفلسطيني على المستوى الشعبي والسياسي بقيت خجولة في قطاع غزة، تمثلت بحملات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وبعض مسيراتٍ من الفصائل والأحزاب التي يخوض قادتها في السجون إضرابًا كـ "مروان البرغوثي وأحمد سعدات" وأيضًا خيام اعتصام مؤقتة كل اثنين في مقر الصليب الأحمر وخيمة أخرى دائمة في ساحة السرايا يأوي إليها كل من آمن بقضية الأسرى سويعاتٍ محدودة ثم يخلد إلى التفكير في معاناته اليومية التي تضاعفت مؤخرًا بسبب عمليات اجتزاء رواتب موظفي السلطة وما أعقبها من تدهور معيشي.

 

وكانت قيادات الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال بالإضافة إلى 1500 أسير من كافة السجون هبّوا لتنفيذ إضراب مفتوح عن الطعام منذ 17 أبريل الحالي مُطالبين بتحسين الظروف الحياتية للأسرى داخل السجون ومنحهم بعض حقوقهم المحرومون منها منذ 2006 كـ منحهم الفرصة للتواصل الإنساني مع أهلهم وذويهم عبر تركيب هاتف عمومي في كافة السجون والأقسام، وانتظام زيارات الأهل مرة كل أسبوعين كما كانت في السابق بالإضافة إلى السماح لكافة أقارب الأسير بزيارته والتصوير معه مرة كل ثلاثة أشهر وكذلك إدخال الأطفال من الأبناء والأحفاد ما دون الـ16 عامًا إلى الأسير وتمكينه من ملاقاتهم بشكل مباشر بعيدًا عن شبك الزنزانة، بالإضافة إلى إنهاء سياسة الإهمال الطبي وإخضاع الأسرى المرضى لإجراءات فحص دورية وتمكينهم من إجراء العمليات الجراحية اللازمة دون مماطلة أو تسويف.

 

الرد الإسرائيلي الأقسى

إسرائيليًا وعلى مستوى قرارات الحكومة وإدارة السجون كان الرد على إضراب الأسرى قاسيًا، حيث بدأت بشنّ حملة تنقلات واسعة بحق الأسرى وعمدت تاليًا إلى إقصاء القياديين المضربين عن الطعام إلى العزل الانفرادي وواصلت حملات الدم والتفتيش واستخدمت كافة وسائل القمع المحرمة دوليًا لأجل أن تُثنيهم عن خطواتهم آخرها سحب الملح من غرف الأسرى ليبقى الإضراب "مي بدون ملح".

 

وبحسب "قدورة فارس" رئيس نادي الأسير الذي شدد على أن الحكومة الإسرائيلية تسعى باجتهاد لإفشال إضراب الأسرى وأكد أن مؤسسته أحصت في الأيام الأولى للإضراب قرابة 70 تصريح إسرائيلي من بينهم أربعة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أكد خلالها على ضرورة إفشال الإضراب فيما كانت بقيت التصريحات لوزراء ومسئولين وضُباط شددوا على ذات الهدف بإفشال إضراب الأسرى.

 

إصرار الأسرى وإسناد شعبي

تلك الممارسات لم تفت في عزيمة الأسرى استمروا في نضالهم بمعركة الأمعاء الخاوية ليقينهم أن "الإضراب الوسيلة الأنجح في إخضاع إدارة السجون والحكومة الإسرائيلية لتستجيب لمطالبهم العادلة"، وفي خارج السجون على المستوى الشعبي وجدت  العديد من الحملات التي هدفت إلى إسناد الأسرى وراحت تُعرف بقضاياهم وسُبل معيشتهم القاسية داخل أقبية السجون، كان منها حملة (#عتمة_زنزانة)، تقول "هند الخضري" من فريق الحملة التي انطلقت أمس الإثنين:" إن الهدف توعية الجمهور العربي والدولي بقضية الأسرى وتعريفهم بمدى المعاناة التي يُلاقيها الأسرى داخل السجون أملًا في تشكيل لوبي ضاغط على حكومة الاحتلال وإدارة السجون للاستجابة لمطالب الأسرى العادلة"، وأضافت "الخضري" في مقابلة مع "الحدث" أن تلك الحملات مُهمة لدعم الأسرى وإسنادهم في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها.

 

وتبدو التظاهرات الإلكترونية لدى "الخضري"  الوسيلة الأكثر نجاحًا على مستوى الإعلام الاجتماعي لتوصيل معاناة الأسرى والتأكيد على تضحياتهم بلغة سهلة وبسيطة يلتهمها رواد العالم الأزرق في كل مكان، وأشارت إلى أن حجم التفاعل كان كبيرًا واستطاع المغردون أن يُظهروا قضية الأسرى خاصة "أسرى العزل الانفرادي"بجوانبها الإنسانية بعيدًا عن الحالة السياسية المتشرذمة في المجتمع الفلسطيني.

 

وشددت على ضرورة استمرار حملات الدعم والإسناد باعتبارها وقود الصبر الذي يحتمي به الأسير داخل معتقله، كما دعت إلى توحيد الجهود حول قضية الأسرى وذلك عبر البدء أولًا بمعالجة الخلافات الداخلية التي يُمكن أن تُنهي اهتمام المواطنين بأي قضية سوى "توفير قوته اليومي" وقالت "على السلطة الفلسطينية والحكومة أن تضع قضية الأسرى على سلم أولوياتها ليلتف حولها الشعب الفلسطيني، وعليها أن تُوفر الكرامة لأبناء الشعب الفلسطيني خارج أسر الاحتلال ليتمكنوا من نُصرتهم".

 

وينكم عني

ولم تكن #عتمة_زنزانة الحملة الوحيدة التي أُطلقت على منصات الإعلام الاجتماعي بل تبعها حملة #وينكم_عني للتعريف بالأسرى المرضى الذين يُعانون من سياسة الإهمال الطبي وحرمانهم من العلاج، ودعا القائمون على الحملة إلى محاكمة أطباء إدارة السجون الذين يُشاركون في عملية قمع الأسرى وإهمال علاجهم إلى اللحظات الأخيرة من حياتهم ضمن سياسة قتل صامتة وممنهجة بحقهم تبدأ بالأخطاء الطبية وتتمادى بمنع العلاج وتأجيل العمليات الجراحية وصولًا إلى التعذيب النفسي.

 

المقاومة تؤكد إسنادها

المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وخاصة كتائب الشهيد عز الدين القسام كان لها أسلوب أكثر وجعًا للاحتلال استخدمه لإسناد الأسرى في معركتهم والتأكيد على أنهم على سلم أولوياتها، وبحسب الكاتب والمحلل السياسي مُصطفى الصواف فإن ذلك اتضح جليًا عبر نشرها لفيديو عن الجنود الأسرى لديها موجه إلى عائلاتهم بأن الحكومة الإسرائيلية تكذب بشأن جهودها في الإفراج عنهم، وقال الصواف: "إن الفيديو حمل رسائل كثيرة أهمها رسالة تطمين للأسرى بأنهم على رأس أولويات المقاومة وفي المقابل شكل رسالة ضغط على عوائل الجنود الأسرى ليفعلوا شيئًا ويُحركوا قضية أبنائهم التي يتنصل منها رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو.

 

مسيرات تنظيمية

وبين الفينة والأخرى تخرج المسيرات الشعبية المُنددة بإجراءات الاحتلال بحق الأسرى كان آخرها مسيرة دعت لها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمشاركة قيادات وكوادر ومؤسسات تابعة لها انطلقت من مقر الصليب الأحمر إلى ساحة السرايا التي تأوي خيمة اعتصام دائمة يُشارك فيها أسرى محررين، وقال "هاني مزهر" مسئول الحملة الدولية للتضامن مع أحمد سعدات: "إن الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الأسرى تتطلب توحيد الجهود من كافة الفصائل وأطياف الشعب الفلسطيني لإسنادهم ولانتصار لحقوقهم المسلوبة"، وشدد في مقابلة مع "الحدث" على أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية التي تحفظ حقوق الأسرى مُطالبًا بردع الاحتلال بالأسلوب الذي يفهمه في إشارة منه إلى تحريك المقاومة الفلسطينية الأوراق التي تملكها من أجل تحرير الأسرى وتبييض السجون.

 

ومن جانبه اعتبر رأفت حمدونة المختص بشئون الأسرى والذي لا يُفارق خيمة الاعتصام الدائمة في ساحة السرايا أن النشاطات والفعاليات الشعبية مازالت لم تصل إلى الحد المطلوب رغم أنها تُمثل رمزية مهمة جدًا للأسير الذي يخوض المعركة بين أقبية الزنزانة، وقال:" نحن بحاجة إلى حالة إبداعية في فعاليات التضامن مع الأسرى لإيصال حجم معاناتهم للعالم".

 

وفي الوقت ذاته أكد على ضرورة توحيد الجهود والفعاليات لتكون الرسالة أقوى وأعمق وتُجبر الاحتلال نهايًة على الخضوع لمطالب الأسرى التي هي بمثابة حقوق أساسية لهم نصت عليها القوانين الدولية.