الإثنين  14 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص"الحدث"| طالبات ولكن..

2017-05-03 09:38:37 AM
خاص
صورة (صورة تعبيرية)

 

الحدث- أناغيم زغيبي 

 

طالبات مراهقات تائهات بين تطبيق قوانين اللوائح المدرسية وبين حب إبراز جمالهن وأنوثتهن، يتمردن بكل ما أوتين من قوة لإثبات ذاتهن، تبرج طالبات المدارس سواء بمساحيق التجميل أو التزين بالإكسسورات أو بتدلي شعرهن باتت قضية لا بد من الإسهاب في تفاصيلها.

 

"أنا بحط مكياج بس أنا مؤدبة"

لجين، لم تتجاوز الثامنة عشر من عمرها  تعاني من نظرة الشارع لها أثناء خروجها من البيت إلى المدرسة كل صباح; بسبب مخالفتها لقوانين المدرسة ووضع مساحيق التجميل والإكسسوارات، تخرج مسرعة للتباهي بأنوثتها لتتفاجئ بنظرات المجتمع لها وكأنها خدشت حيائها.

 

وعند سؤالها لماذا تضعين مساحيق التجميل ولا تلتزمين بالزي المدرسي؟

تقول: أنا أكره الزي المدرسي كما أكره إجباري عليه، فعند إرتدائه أشعر بأنني بشعة جداً وأحاول جاهدةً بأن أغطي بشاعة الزي بوضع القليل من الإكسسوارات.

 

وأضافت، "حقيقة أنا لا أشعر أن تزيني يتعارض مع مسيرتي التعليمية  فأنا حتما أعلم ما أريد وأرفض نظرات الشارع لي وكأنني مخلة بلآداب العامة".

 

تنفيذ القوانين رغم حساسية المرحلة

مرحلة المراهقة بحساسيتها تطلب أسلوبا للتعامل مع الطالبات للوصول لحل المشكلة وعدم تضخيمها بعنادهن هذا ما تحدثت عنه مديرة مدرسة الماجدة للطالبات الأستاذة سهير أبو الحاج.

 

"بشكل عام في أول يومٍ دراسي أقوم بتوزيع لوائح قانونية على طالبات المدرسة في الكامل من ضمن هذه القوانين منع استخدام مساحيق التجميل إطلاقا  أثناء ساعات الدوام.

 

وأضافت أبو الحاج "بالرغم من أن الصفوف الدراسية التي تحتضنها المدرسة هي صفوف ثانوية أي مرحلة المراهقة إلا أنها تجد تجاوب إيجابي من قبل الطالبات بالإلتزام بقوانين المدرسة".

 

بالمقابل تؤكد أبو الحاج أن لكل  قاعدة شواذ، وعند سؤالها عن كيفية التعامل مع الطالبات اللواتي تمردن على القوانين المدرسية سواء بالمساحيق التجميلية أو بغيره؟

 

تقول: عند مواجهة حالة كهذه أرفض السماح لها بالدخول إلى الصف وإكمال يومها الدراسي، إلا إذا قامت بمسحه بالإضافة الى تعهدها بعدم مخالفة قوانين المدرسة مرةً أخرى  كما أنني لا أستخدم العنف اللفظي أو الجسدي مع طالباتي لأنني أعتبر أنهنّ في فئة عمرية حساسة جدا.

 

"بين جهل وعناد"

عوامل متعددة تدفع الطالبات للتبرج أثناء ذهابهن إلى المدرسة وغالبها تكون دوافع عفوية مبنية على جهل وتبعية للأخريات اللواتي تكبرهن عمرا أو عناداً بالقوانين القصرية تطبيقا لقاعدة "كل المفروض مرفوض" بالإضافة أن بوجهة نظر الطالبات وضع المساحيق والتزين يكون بمثابة متنفس لهن بعيدا عن الزي الموحد "المريول" هذا ما تحدثت عنه الأخصائية النفسية أماني طه.

 

وعند سؤالها عن الحالات التي تواجهها والطريقة التي تتبعها؟

تقول:  غالبا أنا لا أقابل إلا  الحالات التي تحصل على عدة مخالفات ولا تستجيب للعقوبات الإدارية.

 

وأضافت طه "أحاول دائما فهم أسباب هذا السلوك بالحوار معهن ومشاركتهن الدوافع المؤدية للمخالفة وكيف يمكن التغلب على عقدة المريول وإقناعهن بأن الجمال لا يكمن فقط بالشكل والجسد وأن من الممكن أن تكون الفتاة جذابة وجميلة دون حرق مرحلتها العمرية  والتشبه بالكبار.

 

وتابعت طه، "أصر دائما أن أقنعهن بأن هذه المرحلة هي من أجمل مراحل الحياة ويجب عيشها بكل تفاصيلها بعيداً عن  طمس طفولتهن".

 

وأكدت المرشدة النفسية أماني طه أنه يقع على الأهل دور مهم في التقرب من أطفالهم في هذه المرحلة ومحاولة الوصول إلى قرارات مشتركة بينهم أهمها الإلتزام بقوانين المدرسة أثناء الدوام و الترفيه عن أنفسهن في فترة المساء.

 

كما تحدثت عن أهمية تمييز الطالبات في هذا العمر من خلال إرتداء الزي المناسب لكل مكان.

 

"قصي من لسانك وزيدي ع التنورة منو بيدفو سيقانك ومنو بضلي مستورة"

هذا ما قالته آية بنت الثامنة عشر عند سؤالها عن سبب إلتزامها بالزي المدرسي والقوانين المفروضة عليها.

 

وردا على مخالفاتها بالرأي، تعتبر آية أن الإلتزام بالزي المدرسي أمر مفروغ منه  فهو جزء لا يتجزأ من الأخلاق والقيم التي ترعرعت عليها،  وتحاول جاهدة بأن تحمي نفسها من ذئاب الشارع وأن تعكس طهر بيتها بهذه الطريقة، حيث تعتبر أن إتباعها لهذه السلوكيات أكسبها حب المعلمات ورضا الوالدين وفرض احترام الشارع لها    وأنهت آية بالحديث "الحيط الحيط و يا رب السترة ".

 

بين مؤيد ومعارض والكثير من التوجيهات والنصائح والقائمة التي لا تنتهي، لاشيْ يفقد من الطفل براءته سوى تعرضه للحروب والظلم أما مساحيق التجميل والتزين تبقى أمور عرضية يمكن التعامل معها في فترة المراهقة وتصويب زهراتنا لتجميل عقولهن والتطوير من ذاتهن  وبناء شخصياتهن لتجعل منهن رائدات ماجدات.

 

* أناغيم زغيبي طالبة اعلام في سنتها الثانية  في جامعة بيرزيت