الجمعة 16 أيار 2025
الحدث- أحمد أبو ليلى
في خطوة وصفتها صحيفة هآرتس الاسرائيلية بأنها خطوة غير عادية، نشر مكتب رئيس الوزراء في دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقتطفات من اجتماع جرى في شباط الماضي بين نتنياهو ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب قال خلاله نتنياهو إن نقل السفارة لن يؤدي إلى إراقة الدماء، ولن يسبب تصعيدا أمنيا.
وقال التقرير الذى كتبه مستشار الامن القومى بالوكالة آنذاك يعقوب ناجل "ان رئيس الوزراء سئل عن نقل السفارة، فشرح أن ذلك لن يسبب اراقة دماء فى المنطقة كما يقوله الناس. وذكر التقرير ان المحادثة حول نقل السفارة جرت خلال الغداء فى البيت الابيض الذى حضره نتنياهو وترامب ومستشارون من الجانبين. كتب ناجيل أن رئيس الوزراء أوضح أنه يؤيد تحريك السفارة.
كما نشر مكتب نتنياهو أجزاء من التقرير الموجز لاجتماع آخر عقد في 16 يناير / كانون الثاني، أي قبل أربعة أيام من تنصيب ترامب، بين سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة ومايك فلين الذي كان من المقرر أن يكون مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض.
واوضح التقرير الذي اورده مكتب رئيس الوزراء ان "السفير اوضح ان نقل السفارة سيساعد على دفع السلام وليس العكس". واضاف "اننا سننقل رسالة اننا في القدس للبقاء. ان تحريك السفارة سيجبر الجانب الاخر على التعامل مع الكذبة التي تصاغ ان اسرائيل ليس لها اي علاقة بالقدس، وستقودهم الى فهم ان اسرائيل ستبقى الى الابد وان عاصمتها ستكون القدس ".
وقال جاكوب ناجيل لصحيفة "هآرتس" انه حتى قبل تنصيب ترامب اكد نتانياهو في لقاءات في القدس ان كل نقاش مع البيت الابيض حول مسألة السفارة يجب ان يوضح بوضوح ان موقف اسرائيل هو نقل السفارة.
واضاف ناجيل انه خلال اجتماعين مع فلين عقد بين فوز ترامب في الانتخابات وتولي منصبه في كانون الاول / ديسمبر وكانون الثاني / يناير، كان هو وغيره من المسؤولين الاسرائيليين الذين حضروا، لديهم موقف واضح، في حين قال ان الامر يعود الى الادارة الاميركية لتقرير متى و كيفية يتم نقل السفارة.
وكانت خلفية التحرك الاستثنائي الذي قام به مكتب رئيس الوزراء هو تقرير من فوكس نيوز أن نتنياهو طلب من ترامب عدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في هذه المرحلة. وقال مكتب رئيس الوزراء ان "تقرير فوكس نيوز هو كذبة". واضاف ان "نتانياهو يدعم نقل السفارة الاميركية الى القدس". هذا هو موقف رئيس الوزراء نتنياهو الواضح والمتسق، الذي ذكر اليوم أيضا ".
سبب آخر للإفراج غير المعتاد عن السجلات هو توجيه انتقاد لنتانياهو من رئيس حزب البيت اليهودي وزير التعليم نفتالي بينيت الذي أشار في سلسلة من التصريحات العامة والتغريدات إلى أن السبب وراء عدم تحرك الولايات المتحدة لنقل السفارة إلى القدس هو موقف نتنياهو من المشكلة.
وكان بينيت قد قال خلال اجتماع لهيئة الكنيست يوم الاثنين انه خلال الحملة أشاد ترامب اكثر من مرة بالاستيطان اليهودي في جميع انحاء اسرائيل كما قال انه سينقل السفارة الى القدس. وقال بينيت "منذ انتخابه وحتى الان، حدث تغيير فى روح الامور، ومصدر هذا التغيير ليست واضحة تماما".
وكان بينيت دعا الاحد نتانياهو الى التوضيح لترامب ان اسرائيل تتوقع من الولايات المتحدة نقل سفارتها من تل ابيب الى القدس والاعتراف ب "القدس الموحدة تحت السيادة الاسرائيلية".
واضاف بينيت ان نقل السفارة الامريكية الى القدس سيعزز اسرائيل ويعزز فرص السلام الحقيقى. وكتب بينيت على تويتر: "إن أي اتفاق يقوم على تقسيم القدس محكوم عليه بالفشل".
