الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متحدون! بسام جميل

2017-06-16 10:46:00 PM
متحدون!
بسام جميل

كنت أقف أمام الاحتمال وانظر حولي باحثاً عن أي هاوية انتظار أخرى لعلي أجد خلاصاً من حيرتي .
 

استخدمت قلما وورقة لكتابة هذا  النص و الآن أعيد طباعته هنا، لا أتذكر أخر مرة كتبت فيها على الورق وأي نص أو مادة كتبت .

 

الحاسب الذي يبدو عجوزاً مجدداً و هذه المرة يحاكي دراجتي النارية التي تعاندني بأحوالها المتقلبة . عدل الحرفي عيار الهواء ليناسب ضخ البنزين في معادل الضخ بالدراجة و قال أن هذا يرجع لمزاجي بتعديل قدرة الدراجة لتكون نحلة أو امرأة غضوب مزمجرة . هل من أحد عاقل يحتار بين هذين الخيارين
 

عن نفسي أرفضهما معاً فأنا أريد دراجة نارية سليمة لا تخذلني على الطرقات و أيضاً أريد حاسباً لا يخذلني و يثير حنقي في كل مرة أحاول أن أفتح ملفاً لأكتب شيئاً أو حتى لأبحث عن مادة أقرأها في الشبكة .
 

الغريب في الأمر أنني أخرج عن النص المكتوب على الورقة، ربما تأثرت بمراجعاتي المسرحية لأنني أحضر ليوم تدريب للأداء المسرحي واعداد الممثلين، شاهدت الكثير من الفيدوهات وقرأت أكثر من المقالات والشروحات لأشحذ ذاكرتي مجدداً. كنت أقف دائماً على صراخ المخرج بعد ارتياح الخشبة بصمت لحظي نسي فيه الممثل دوره فصرخ به المخرج " كمل ..لا تسكت أحكي أي شي .. ارتجل " تلك الصرخة التي لا يريد المخرج للجمهور أن يسمعها فيخرج صراخه صامتاً، يصرخ من معدته لكن ملامحه تفضح غضبه بارتباك الممثل الفتي على الخشبة .
 

استبدلت نوع سجائري منذ وصلت الى لبنان قبل اربع سنين واستهلكت كل الشموع التي صنعت في الصين، استنفذتها كلها في نصوص سابقة .

 

أصبح لدي جثث تنتجها حقول لبنان  وهي البديل عن جثث الحمراء الطويلة التي كانت تفاخر بها سوريا بانتاج التبغ. "يونايتد " اسم ماركة السجائر التي أبتر سيقانها كل يوم و أحرقها دون رحمة، " يونايتد" تعني متحد وهو اسم غريب لانتاج محلي لبناني فهذا البلد الذي كنت أقرأ عن تاريخه الكامل أمام قلعة بعلبك البارحة، هذا البلد هو عكس ما يدعو اليه اسم منتجه إذا صح انه من انتاج حقول لبنان المرادف " السهول التي تقع بين السلسلتين الجبليتين .

 

لبنان الرسمي قبل قرون هو لبنان الجبل و الساحل فقط أما الجهة الأخرى من الجبال التي يفصلها السهل " البقاع عن لبنان الأول و الساحل فهو لبنان المرادف، هكذا ذكره المؤرخون في كتبهم .
 

لا اتحاد أو وحدة حال على الأقل إلا بالحرائق التي تنتجها مجازري بحق هذه السجائر، لا الثراء يعني القتلى بعد الآن ولا الفقر ، لا الطوائف ولا الطوارق في السماء بأسرها .
 

كنت أذكر الشموع الصينية في نصوص سابقة لأنني كنت أستخدمها في دمشق أما الآن و لأول مرة استخدم شمعة صنعها المحتل لأرضي " الاسرائيلي " وهنا لا يمكن أن اخدع نفسي، لا يهم من يصنع الشموع بل ما يجب أن نفعله عندما نبصر بعد أن تتضح الرؤية وتتجلى حولنا حقائق ما بعد العتمة بفعل لهيب راقص.

الشر ينتج الخير أحياناً. هذه الثنائية التي نراها بحسب اهواءنا و مصالحنا، البارود ينير السماء للحظات في احتفالات العام الجديد و يقتل أكثر مما تتسع السماء لضيائه .لا جديد سوى القديم يكرر ذاته فالمرايا تصطف بشكل دائري حول نرجسية هذا العالم و سكانه.


تمل أصابعي من الطباعة فأحررها بالشمع الذي ناله التطبيع مع ما يخلق في بلادي المحتلة ، اسقط قطرات من الشمع الذائب على رأس أصبعي لأتحسس ملمس الخيانة وابتسم أمام قتلاي المتحدون بموتهم في بلد الوحدة الواحدة، الفردية المقاومة لنزعة الاتحاد .