الحدث الفلسطيني
وجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تحية إلى كافة أبناء الشعب الفلسطيني بكافة أطيافهم ومواقع تواجدهم. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الأربعاء في مدينة غزة.
وقال هنية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الحركة: "تحية إلى مقاومتنا الباسلة وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام كل التحية إلى مقاومتنا البطلة وجميع الأجنحة والتشكيلات العسكرية، هذه المقاومة التي واجهت العدو وإرهابه في كل ميدان، ولا زالت تعد العدة ليل نهار من أجل تحقيق طموحات شعبنا في التحرير والعودة، فللمقاومة كل التقدير، وهي مصدر فخر واعتزاز لشعبنا وأمتنا ولكل أحرار العالم".
وأكد هنية على أنَّ المقاومة شرف فلسطين وفخر الشعب وأمل الأمة. كما شكر الأجهزة الأمنية التي ردت على اغتيال الشهيد القائد مازن فقها بتوجيه ضربة موجعة لأجهزة أمن العدو ولاحقت عملاءه وأذنابه. مضيفا: "كما نحيي الشهيد محمد الزواري ابن تونس الشقيقة الذي التحق بكتائب القسام نصرة لفلسطين المباركة".
وتابع هنية: "اليوم من قلب فلسطين وغزة الأبية أخاطب شعبنا الفلسطيني في كل مكان، شعبنا الواحد الذي لا يقبل التجزئة. فلا تلتفتوا إلى همهمات المفرطين، هؤلاء الذين يحاولون بكل إمكاناتهم أن يجرونا عن الثوابت والمقدسات".
وجدد هنية قوله إن "حركة المقاومة الاسلامية حماس أثبتت مجدداً كما في كل مراحلها أنها حركة أبية أصيلة، من أصالة رؤيتها وعمق نهجها وتضحية أبنائها ومؤسسيها الأبطال وعلى رأسهم الشيخ المؤسس أحمد ياسين".
وعن الرئيس السابق لحركة حماس خالد مشعل، قال هنية: "ولئن غادر الأخ خالد مشعل موقع القيادة كنتيجة لعملية شمولية على مستوى حركتنا نعتز ونفخر بها، فإنه بالتأكيد لن يغادر خندق المقاومة ولا الدور الجهادي والسياسي كقائد وطني وقامة شامخة".
وأردف هنية "حماس قد أصدرت مؤخرا وثيقتها السياسية التي تضمنت الرؤية والمبادئ والأهداف التي تسير وفق مضامينها وتعمل بمقتضاها، وتمثل الوثيقة موقفها الموحد من مجمل القضايا التي نواجهها، وبرهنت هذه الوثيقة على قدرة الحركة على الجمع بين الماضي والمعاصر والاستراتيجي والمرحلي، وفتحت الأبواب أمام مقاربات سياسية وفكرية تعكس حيوية الحركة وقدرتها على التجديد والتوازن في عصر المتغيرات السريعة".
وشدد هنية: "هذه الوثيقة قدمناها لشعبنا لنؤكد من خلالها اننا نريد ان نعمل مع الجميع ضمن استراتيجية جامعة في السياسة والمقاومة، لبناء مؤسساتنا وعلاقاتنا الداخلية والخارجية". مشيراً إلى أن: "أي صفقة تنتقص حقنا في فلسطين هي صفقة فاشلة لن تلزم شعبنا اليوم ولا في المستقبل وسنقف سداً منيعاً في وجهها مهما كلفنا ذلك من ثمن".
وقال هنية: "نعمل على تعزيز صمود أبناء المدينة المقدسة وابقاءها رمزا لكفاح شعبنا والحفاظ عليها كأيقونة للنضال ووجهة للمقاومة".
وأضاف هنية: "محاولات الاحتلال فرض امر واقع في المسجد الاقصى عبر مخططات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني وقرار نتنياهو الاخير بالسماح للوزراء واعضاء الكنيست باقتحام الاقصى لن تؤتي نتاجها وسيبقى المسجد الأٌقصى إسلاميا خالصا ولن يكون للاحتلال فيه موطئ قدم".
وتابع: "نعلن بكل وضوح اننا نرفض نسب حائط البراق للصهاينة المحتلين، فحائط البراق جزء أصيل من المسجد الاقصى المبارك ولا يمكن التنازل عنه. كيف نتنازل عنه وهو موروث النبوة في ليلة الإسراء".
واستنكر هنية قائلاً: "كيف نتنازل عنه وقد فجر الشعب الفلسطيني ثورة اطلق عليها قورة البراق عام 1929. وهنا نجدد العهد والالتزام لأهل القدس الذين يحمون بيت المقدس".
وعن الضفة الفلسطينية، قال هنية: "عيوننا على الضفة الصامدة التي تتعرض لتقطيع الاوصال والتهويد والاستيطان، لفصل اهلها عن امتدادهم الطبيعي وارضهم عبر الجدار والطرق الالتفافية والحواجز العسكرية".
وأتبع: "مازالت الضفة الباسلة تحمل في حناياها جذور ثورة يغذيها جيل مبارك فجر انتفاضة القدس لذلك سنعمل على مواجهة ما يجري في القدس والضفة ودعم صمودهم في مواجهة العدو، وإرساء مقاومة تجعل العدو يدفع غاليا ثمن احتلاله. وسوف نتعاون مع مكونات شعبنا للتصدي للتغول الاستيطاني وجدار الضم، واقول هنا ان معضلتنا في الضفة تكمن في التنسيق والتعاون الأمني والاعتقالات والملاحقات واجهاض الانتفاضة. ومن هنا فإننا نجرم التعاون الأمني في الضفة وندعو إلى وقفه فوراً التزاما بالنهج الوطني السليم وبأدبيات حركات التحرر الوطني.
وحول زيارات وفود الحركة إلى القاهرة، صرح هنية: "ما زيارات وفودنا المتتالية إلى مصر الشقيقة إلا تأكيداً على هذا المسعى وقد وجدنا من الإخوة المسؤولين كل الاستعداد للعمل على مواجهة أزمة غزة، وقد صدرت الأوامر الرسمية في مصر لتنفيذ حزمة من الاجراءات والسياسات وبدأ ذلك بدخول الوقود المصري إلى قطاع غزة بالشاحانات التي تحمل علم مصر. والبناء مستمر في معبر رفح لإعادة فتحه في اقرب وقت اضافة الى بحث المشاريع الاستثمارية مع الإخوة في مصر، وأسفرت المباحثات عن جملة من النتائج التي سيكون لها دور في تخفيف الحصار المنافي للإنسانية".
وتحدث هنية عن موقف الحركة من دولة قطر قائلا: "لا يسعنا ونحن نتحدث عن حصار غزة إلا أن نستذكر الموقف الأصيل لدولة قطر الشقيقة، في دعم شعبنا الفلسطيني والوقوف إلى جانب غزة في سنوات الحصار والحروب، فكان لها المواقف المشرفة العروبية الإسلامية في المشاريع كلها، الإعمار، والإسكان، والرواتب والوقود والكهرباء والصحة والبنى التحتية، كما استقبلت غزة سمو الامير الوالد الشيخ حمد في عروة الحصار مقدما دعما قطريا احدث نقلة نوعية في حياة الناس في غزة وسار على نهجه وأكمل هذه المواقف المشرفة سمو الأمير تميم بن حمد آل قاني أمير دولة قطر العزيزة".
وأوضح هنية أن قطر كانت نعم العون والسند في سنوات الحصار وساعات العسرة، ووجه تحيته لدولة قطر. كما شكر كل من قدم الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وكان لهم بصمات واضحة وتحديداً تركيا التي قدمت الدعم السياسي والمالي والإنساني".
وبالعودة إلى لقاءات القاهرة، بين هنية أن: "الأخ يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة عقد لقاءات فلسطينية فلسطينية في القاهرة ستشكل توطئة للمصالحة المجتمعية، هناك دماء سقطت وجميع الدماء غالية علينا ونريد أن نعيد الحقوق إلى أصحابها ونعيد المناخات التي يمكن أن ننطلق منها جميعا من أجل إعادة ترتيب البيت الفلسطيني. هذه التفاهمات سوف تنعكس إيجابا على أهلنا في القطاع".