الثلاثاء  08 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تقرير "الحدث"| من غزة إلى القدس: يا أقصى منتا وحيد

2017-07-24 08:39:05 AM
تقرير
قطاع غزة (ارشيف الحدث)

الحدث- عامر بعلوشة

لا زال قطاع غزة وبرغم كل ما  يعانيه من مآسي، حاول الاحتلال من خلالها تجريده من إنتماءه الوطني، وتسليط إهتمام أهله صوب الحاجيات الإنسانية والحياتية؛ يدافع عن ما تبقى من كرامة فلسطينية، وعن القدس والأقصى والمقدسات، رغم بعد المسافات، وقواطع الإنقسام، وفواصل الحدود والاحتلال.

 

توترٌ ملحوظ يجوب أروقة القطاع بعد الإجراءات الأخيرة التي يتبعها الاحتلال بحق المسجد الأقصى والمقدسات الفلسطينية والإسلامية، ويأتي ذلك أيضاً بالتزامن مع الهبة الجماهيرية الحاصلة في الضفة الغربية، واشتعال الشارع المقدسي والضفاويّ عموماً أمام الاحتلال، مما أدى بدوره إلى إرتقاء عدد من الشهداء، وعشرات من الإصابات.

 

هذا الوضع من جانب غزيّ لاقى رفضاً شعبياً وفصائلياً على المستويات كافة، حمل في مضمونه ردات فعل غاضبة من الكل الفلسطيني في غزة، وصولاً للخروج بعدة مسيرات جابت أروقة القطاع، مع اندلاع العديد من المواجهات على السياج الفاصل، أدت إلى إصابة المواطن عوض بربخ برصاص الإحتلال شرقي خانيونس.

 

آراء غزّية

وفي استقصاء "الحدث" لبعض آراء النشطاء الغزيين، قال الناشط أمين عابد لـ "الحدث": "نحن نشعر بالخجل أمام ما يجري بالقدس، ونسعى بقدر ما استطعنا إلى المساهمة ولو بالكلمة، في هذه الجولة التاريخية، التي يحاول الاحتلال من خلالها فرض واقعاً جديداً على أهلنا في القدس، وعلى المسجد الأقصى المبارك".

 

وتابع عابد: "سأقوم بنفسي بالمشي نحو أقرب نقطة قرب القدس، ومن غزة سأوصل تضامني وتعاطفي، أمام ترسانات الاحتلال ومن قبلها ترسانات الإنقسام، التي باعدت بيننا وبين الأقصى، وحرمتنا حتى من إيصال صوتنا وإزعاج سلطات الارهاب الاسرائيلية".

 

وفي تعليقه على الموقف الغزيّ تجاه ما يجري بالقدس، قال الناشط محمد العطار في هذا الخصوص: "للتذكير فقط، عندما أٌحرق أبو خضير وبدأت القدس وغزة بالانتفاض، وبعدها تدخلت غزة بالصواريخ وليس بالانتفاض".

 

مشيراً إلى أن الاحتلال قد استخدم أسلوباً قمعياً قوياً مع أهل غزة، لإحتواء مقاومتها وإبعادها عن أي مواجهة خارج القطاع، وهو ما نجح به الاحتلال على حد رأيه، وما يشكل بدوره عائقاً أمام كل غزّي يحاول نصرة القدس والمسجد الأقصى.

 

ومن جانبه قال الناشط الحقوقي وديع العرابيد لـ "الحدث": "ما يجري بالقدس هو مهانة لكل فلسطيني ولكل مسلم وعربي حر، وهو انتهاك واضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، الذي أكّد على حرية العبادة وقدسية الأماكن الدينية بشكل عام".

 

وتابع: "أهل قطاع غزة طالما كانوا في صدارة الدفاع عن الأرض والمقدسات، ولكن ما يجب الوقوف أمامه، هو رد الفعل الإسرائيلي المتوقع تجاه أي رد فعل غزّي، فأنا أعتقد أن إسرائيل ستتبع القسوة المطلقة تجاه غزة، خاصة وأن هناك تجارب أثبتت ذلك".

 

وواصل العرابيد: "حزين لأنني أشعر بالعجز تجاه ما يجري بالقدس، وقلبي وقلوب شباب غزة جميعا، تتوق لبيت المقدس"

 

ومن جانب آخر حطّت قضية القدس في صدارة المواقف أو هي تمثّل منذ عدة أيام القضية الأبرز عبر مواقع التواصل، حيث أطلق العديد من النشطاء والمغرّدين "هاشتاغات" مختلفة، معبّرين فيها عن رفضهم المطلق، للسياسة القمعية التي تمارسها دولة الاحتلال، كان من أبرزها هاشتاغ "البوابات لأ"، وهاشتاق "حرية العبادة"، وهاشتاق "freedomofworshio"، وجميعها لاقت تفاعلاً كبيراً لدى النشطاء والكتاب الغزيين.

 

وفي نفس السياق لمعت العديد من المواقف الغزّية المنادية بضرورة استغلال هذه الحالة من الاعتداء الإسرائيلي، في اتجاه الوحدة الوطنية، مطالبين طرفيّ الإنقسام بأهمية العمل الجاد والتوحد أمام الاحتلال، معتبرين أن أقوى ضربة يمكن توجيهها لنتنياهو ولحكومته هو إعلان الوحدة الوطنية، وحل حماس للجنة الإدارية وعقد الإنتخابات، كما جاء على لسان الكاتب والمحلل "عبد الله أبو شرخ".

 

كما وقال الناشط والكاتب سامح العمصّي لـ "الحدث": "لا زالت القدس جرحنا النازف، وعلى أسوارها تتكسر كل العنتريات الكاذبة، وبازارات المزايدة الرخيصة".

 

وتابع: "القدس هي ما يجمعنا بعد أن فرقتنا الأجندات الإقليمية والمال المسموم، القدس هي آخر قلاعنا التي إن سقطت سقطنا جميعاً، وإن ما يحدث اليوم هو نذير موت لكل الكيانات المتصارعة على بقايا الوطن".

 

ووجه العمصي في حديثه لمراسل "الحدث" رسالة للقيادة الفلسطينية قال فيها: "من هنا ومن أجل الدماء التي سالت ولا زالت تسيل، لزامٌ على قيادة الشعب الفلسطيني أن تكون على مستوى الحدث، وأن يتقدّم طرفي الإنقسام خطوة بإتجاه طيّ صفحة الماضي، والتوجّه نحو تعزيز اللحمة الوطنية والمصالحة، وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الضيقة".

 

وأضاف: "لن نتقدم خطوة واحدة باتجاه الانعتاق من هذا الإحتلال إلا بعد المصالحة الوطنية".

 

وأشار العمصي في حديثه: "وللأمانة فإن الرئيس عباس بخطابه الأخير قد مشى للأمام لما يمكن البناء عليه وطنياً، وأرى أنه من الحكمة أن ترد حماس على خطوة الرئيس بحلّ اللجنة الإدارية والتوافق على حكومة وحدة تمهّد للانتخابات العامة".

 

وفي موقف فصائلي نظمت القوى الوطنية والإسلامية  في غزة العديد من  الوقفات التضامنية والمؤتمرات الصحفية، شاركت بها كافة أطياف و ألوان وفصائل العمل الوطني، مؤكدين فيها على ضرورة سحب الاحتلال لقراراته الأخيرة بالقدس، ومحذرين من عدم وقوف الشعب في غزة والضفة صامتاً إزاء ما يحصل من تهويد وتقسيم للقدس والمسجد الأقصى.

 

وقد حمّلت كافة الأطر والتوجهات السياسية الفلسطينية في غزة الإحتلال مسؤولية ما يجري في القدس، محذرين من الخطورة الشديدة التي قد تنجم عن مثل هذه الممارسات الخطيرة، بحق أطهر بقاع الأرض.