السبت  28 حزيران 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص"الحدث"| الأم تتفوق على ابنتها في امتحان الثانوية العامة لعام 2017 (فيديو)

والابن : " أمي ستصبح محامية"

2017-08-02 01:04:12 PM
خاص
ابتسام حمدان وابنائها (تصوير :الحدث)

 

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

قالت ضاحكة : "أثناء دراستي للثانوية العامة كنت عندما آخذ قسطاً من الراحة ( أطبخ)، وأعاود الدراسة ومن ثم أعود لـ (جلي الأطباق) وحصلت على معدل 93.4".

 

 

لم تهدأ تلك الابتسامة، ولم تكف عن ذكر تفاصيل قد غابت عنها بسبب تزويجها وفق العادات والتقاليد وبعمر لا يتجاوز 17 عاماً، حيث لم تتمكن حينها من إكمال تعليمها المدرسي رغم تفوقها بسبب انجابها للأطفال، واكتفت عام 1993م بحصولها على شهادة ( أول ثانوي) أي الصف الحادي عشر. فهل توقفت هنا؟

 

هي ابتسام محمد حمدان(40)عاماً، وتقطن في قرية عارورة الواقعة في الجهة الشمالية الغربية من مدينة رام الله، حصلت هي وابنتها ملك (19)عاماً هذا العام على شهادة الثانوية العامة للفرع الأدبي بعد أن عادت لمقاعد الدراسة بعد انقطاع لسنوات لتخوض تجربة جديدة وبين زميلاتها في المدرسة.

 

الوالدة ابتسام حصدت مجهوداً مكنها من الحصول على معدل ( 93.4) أما ملك فقد حصلت على معدل (71).

 

قالت: "عند اعلان النتيجة قفزت من الفرحة، ونسيت بأن ابنتي ملك قد نجحت أيضا، شعرت حينها بشعور الطالب المتفوق".

 

أضافت مبتسمة : "توقعت الحصول على هذه النتيجة، لاسيما وأني حفظت كل كلمة كتبتها في الامتحان، وقد حصلت على النتيجة عبر رسالة ترسل من خلال شركة (جوال) لمعرفة النتيجة، وقد شعرت بسعادة لا توصف عندما قرأت العلامة".

 

واستكملت حديثها: "ومن شدة الفرحة نسيت أن أجامل ابنتي التي صدمت عندما تأخر وصول الرسالة من جوال لاعتقادها بأنها قد رسبت في امتحان الثانوية العامة (إنجاز)، وبعد وصولها تبين حصولها على معدل 69، ولم تكن هذه العلامة الصحيحة".

 

وقالت :"توجهنا إلى مدرسة البيرة الثانوية وحصلت ابنتي على الشهادة الرسمية حيث تبين حصولها على معدل 71 ... وهنا كانت الفرحة فرحتين.. فرحة الأم وابنتها معا".

 

يذكر أنه وبعد إصدار نتائج الثانوية العامة (إنجاز) الشهر الماضي، كانت قد تعثرت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" بمنشورات توضح وجود خلل في احتساب معدلات ونتائج طلبة الثانوية للفرع الأدبي فقط، لاسيما وأن البعض أشار أيضا إلى وجود خلل تقني في الرسائل التي تصل للطلبة وضمن جملة التوجيهي"انجاز".

 

وكان قد أشار الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور في تقرير سابق نشر على موقع "الحدث" بأن جهاز الحاسوب قام باستبدال مادة التربية الاسلامية بمادة الثقافة العلمية للفرع الأدبي، مما أثر هذا على احتساب المعدل النهائي للطالب.

 

الثانوية بعمر الـ 40 عاماً

قالت : "تقدمت لدراسة الثانوية العامة بالخفاء، فلم اخبر احداً غير زوجي وأبنائي، ولم يعلم أقربائي بذلك فقد يستهجنون فكرة قيام امرأة وبعمر الأربعين العودة إلى مقاعد الدراسة".

 

استنهضت حلماً كانت تخطه على كراستها المدرسية، وبفعل الظروف السياسية وأعباء الحياة الأسرية لم تكمل تعليمها، لتقف الآن بجانب ابنتها على منصة التخرج وهي تحمل شهادة الثانوية العامة وبتفوق، لتكمل حلمها بدراسة الحقوق في جامعة بيرزيت.

 

وبالعودة لعام 2000 أي أثناء وقوع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، قالت ابتسام مستذكرة محاولتها استكمال تعليمها والحصول على شهادة الثانوية: " في تلك الفترة حدث الانتفاضة ولم استطع انهاء العام الدراسي، واكتفيت بالفصل الأول فقط، وبفعل الظروف السياسية لم اكمل حينها حيث كان الأساتذة يتغيبون عن الحصص المدرسية".

 

واستكملت حديثها: "وقد حان الوقت للعودة مجدداً لمقاعد الدراسة، ففي هذا العام قررت أن احقق حلمي بدراسة الحقوق، وفعلا حصلت على معدل يؤهلني لذلك".

 

وعن قرار العودة لتحقيق الحلم، قالت : "بعد أن كبر أبنائي الأربعة، أصبح لدي الوقت الكافي لأعود إلى مقاعد الدراسة بعد انقطاع طويل، وقد حصلت على تشجيع كبير من قبل زوجي وأبنائي لتحقيق ما أحلم به".

 

وقالت : " بدي أموت وأنا محامية".

 

وردا عليها قال ابنها كمال (15)عاماً : " سأجلت لأمي القضايا حتى تترافع عنها".

 

أول يوم  دراسي

"هذه المرحلة هي من أجمل المراحل في حياتها وأكثرها متعة"، هذا ما قالته الوالدة ابتسام بعد العودة قليلاً لليوم الأول من بداية العام الدراسي، حيث لم تتوقع تقبلها بين زميلاتها في الصف الدراسي لاسميا وأن مدير المدرس قد رحب بالفكرة، غير أنها قد اكتسبت بعض الصديقات.

 

قالت: " في اليوم الأول توجهت إلى المدرسة ولكن شعرت بالاحراج حينها، ولكن واجهت تحفيزاً كبيراً من قبل مدير المدرسة مما شجعني على العودة والدخول في اليوم الثاني، وأصبحت طالبة في الصف، وعشت اجواء الثانوية العامة كغيري من الطلاب، لاسميا وأنني كنت اشعر بالضيق عند حصولي على علامة منخفضة".

 

الأم وابنتها تننافسان !

 

قالت الوالدة ابتسام وهي تنظر إلى ابنتها ضاحكة :"كنت أقذف أوراق الامتحان جانباً وأقول لها العربي لعبتي، والانجليزي لعبتي .. هكذا كنت استفز ابنتي ملك لتحصل على علامات مرتفعة".

 

أضافت :" في بادئ الأمر كنا نتساعد في الدراسة ولكن فيما بعد أصبحنا نتنافس في الحصول على علامة أعلى".

 

أما ابنتها ملك فقد وجدت نفسها في دائرة المنافسة مع والدتها للحصول على علامة أعلى. وقالت: " أمي كانت تحفزني للدراسة وأنا في ذات الوقت أتنافس معها، وكنا نتسابق في الحصول على العلامات، ولكن في نهاية الأمر أمي من تفوقت رغم مسؤولياتها الكثيرة".

 

وهنا تساءلت ملك، كيف تمكنت أمها من اجتياز مرحلة الثانوية العامة وبتفوق رغم المسؤوليات التي تقع على عاتقها ومنها القيام بواجبات الأسرة وتربية الأبناء.

 

قالت الوالدة:" بجانب المسؤولية الأسرية كنت أعاني من صداع نصفي ولذا لم أتمكن من إنهاء بعض المواد كباقي الطلاب، وكنت أشعر بالإرهاق احياناً لاسيما وأنني كنت أطالع المادة الواحدة من الساعة السادسة صباحاً وحتى موعد الافطار في رمضان أي الساعة السابعة مساءً".

 

وقال ابنها كمال:" نحن نعامل والدتي كما تعملنا أثناء الدراسة، ونحن نحدد لها وقت الاستراحة وعليها أن تلتزم بها كطالبة وعند الامتحانات ننسى بأنها أمنا".

 

وتأكيداً على أقوال كمال، قالت الأم" " يقولون لي انتهت الاستراحة، أغلقي الهاتف وإلى الدراسة، وعندما أخرج من الغرفة يعاودون إدخالي إليها ..يلا ماما أدرسي".