الحدث- محمد غفري
أنهى ملك الأردن عبد الله الثاني زيارته إلى فلسطين، والتي امتدت اليوم الاثنين نحو ثلاث ساعات، جرى خلالها عقد اجتماع مغلق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، واجتماع اخر موسع، في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله.
وكانت جرت لجلالة الملك عبد الله الثاني، لدى وصوله إلى رام الله، مراسم استقبال رسمية، حيث كان في مقدمة مستقبليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكبار المسؤولين الفلسطينيين.
وبحسب ما نشرت وكالة الأنباء الأردنية "بيترا" فقد اطمأن الملك عبد الله الثاني على صحة الرئيس عباس بعد الفحوصات الطبية التي أجراها مؤخرا، حيث أعرب عن تمنياته له بموفور الصحة والعافية.
وأكد، خلال مباحثات ثنائية تبعها موسعة حضرها كبار المسؤولين من الجانبين، أهمية إدامة التشاور والتنسيق وتوحيد المواقف بين الأردن والاشقاء الفلسطينيين لإحياء العملية السلمية بهدف إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية باعتبارها أولوية إقليمية ودولية.
وشدد، في هذا الصدد، على دعم الأردن الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، ومساندتهم في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وجرى خلال المباحثات التأكيد على أهمية العمل مع الإدارة الأميركية لتحريك عملية السلام وإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادا إلى حل الدولتين، وقال جلالته إن المطلوب تكثيف الجهود لتحقيق تقدم ملموس خلال الفترة القادمة.
ولفت عبد الله الثاني إلى التزام الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالعمل على تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مؤكدا جلالته أهمية تكثيف الجهود لإيجاد آفاق سياسية حقيقة للتقدم نحو حل الصراع.
وتم، خلال المباحثات، التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشريف، وعدم المساس به، لما سيكون له من تبعات سلبية على المنطقة برمتها.
وأعاد التأكيد على أن الأردن، ومن منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مستمر في حماية المقدسات في المدينة، من خلال العمل مع المجتمع الدولي وفي جميع المحافل.
وأشاد الملك الأردني والرئيس عباس، خلال المباحثات التي تخللها غداء عمل، بمستوى التنسيق والتشاور المستمرين بين الجانبين، مؤكدين، في هذا الصدد، أهمية مواصلته لحماية المواقف والحقوق.
بدوره، أعرب الرئيس عباس بحسب ما أوردت وكالة "بيترا"، عن تقديره للجهود التي يبذلها الأردن، بقيادة جلالة الملك، في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، في مختلف المحافل الدولية.
وأشاد الرئيس عباس بالدور الأساسي لجلالة الملك والاردن في إعادة فتح المسجد الأقصى / الحرم القدسي الشريف بشكل كامل، وإزالة فتيل الأزمة الأخيرة، مؤكدا أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ودورها في الحفاظ عليها وحمايتها.
وحضر المباحثات رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير المخابرات العامة، ومدير مكتب جلالة الملك، ورئيس مكتب التمثيل الأردني في رام الله.
كما حضرها عن الجانب الفلسطيني رئيس الوزراء وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ووزير الخارجية وأمين عام الرئاسة ورئيس جهاز المخابرات العامة والسفير الفلسطيني لدى المملكة.
من جانبه قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن الرئيس وضيفه الكبير عقدا جلسة مباحثات مغلقة، تبعها اجتماع موسع بين الوفدين الأردني والفلسطيني.
وأضاف أبو ردينة بحسب ما أوردت الوكالة الرسمية الفلسطينية "وفا"، أن هذه الزيارة الهامة تأتي استمراراً لسياسة التنسيق والتشاور المستمر بين الرئيس وشقيقه الملك عبد الله الثاني، لمواجهة التحديات كافة في العديد من القضايا التي تهم البلدين على قاعدة العمل العربي المشترك الذي تجسد في القمة العربية الأخيرة التي عقدت في البحر الميت.
وأشار أبو ردينة إلى أن الأردن أكد دعمه الكامل للشعب الفلسطيني وقيادته برئاسة الرئيس محمود عباس.
وقال إن الرئيس ثمن الجهود الكبيرة التي يقوم بها الملك عبد الله الثاني في خدمة القضية الفلسطينية، سواء في المسجد الأقصى المبارك، أو طرح القضية الفلسطينية والدفاع عنها في المحافل الدولية كافة.
وقال وزير الخارجية رياض المالكي للصحفيين عقب اللقاء، إن هذه الزيارة تأتي في وقت غاية في الأهمية لإجراء تقييم مشترك لمشكلة الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى في القدس ومحاولة تغيير الواقع القائم في المسجد الاقصى.
وأضاف، جرى تقييم التجربةً والتحضير لمرحلة قادمة نحن نتوقعها من قبل اسرائيل، ومن قبل شخص رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو.
وتابع المالكي، تم الاتفاق على تشكيل خلية أزمة مشتركة تتواصل فيما بينها لتقييم المرحلة الماضية والدروس والعبر وتقييم أي تحديات قد نواجهها في المسجد الأقصى.