الحدث- محمد غفري
أكد مصدر أمني فلسطيني مطلع، اليوم الأربعاء، أن أشخاصاً من الخارج وشبكة شركات وهمية تعمل على تسريب أراض فلسطينية للمستوطنين في بلدة سلواد شرق مدينة رام الله.
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه في تصريح خاص لـ"الحدث"، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ إخلائها البؤرة الاستيطانية "عامونا" التي كانت تقام على أراضي بلدة سلواد، شرعت تحاول شراء الأراضي من المواطنين الفلسطينيين من أجل العودة "لعامونا".
وقال المصدر، أنه تم الكشف عن أشخاص من خارج البلاد وشركات وهمية تتخذ من الأردن مقراً لها، يعرضون على المواطنين مبالغ طائلة من أجل شراء أراضيهم، قبل تسريبها للاحتلال.
ولكن بحسب ما ذكر المسؤول الفلسطيني فإن العملية توقفت الان بعدما تابعت بلدية سلواد القضية، وكشفت محاولات هذه الجهات المشبوهة شراء الأراضي وتسريبها للاحتلال، وشرعت البلدية بتحذير المواطينين من كل شخص مشبوه يحاول شراء أراضيهم، وأنها ستسرب للاحتلال في حال تم بيعها.
وأكد أن بعض عمليات التسريب قد توقفت بالفعل بعد الكشف عنها، فيما لا يعرف حتى اللحظة إن كانت هناك أراضي قد سربت بالفعل من "تحت الطاولة" على حد وصفه.
وكان رئيس رئيس بلدية سلواد شرق رام الله، عبد الرحمن صالح قد كشف، أمس الثلاثاء، أن شبكة شركات وهمية تتخذ من الأردن مقرّاً لها تحاول شراء أراضٍ كانت تقام عليها مستوطنة "عمونا" التي تم إخلاؤها مطلع العام الجاري، وتسريبها للمستوطنين.
60 ألف دينار للدونم
وأوضح صالح، في حديث مع صحيفة "العربي الجديد"، أن هذه الشبكة تقوم بدفع مبالغ طائلة وصل سعر الدونم فيها إلى 60 ألف دينار أردني، رغم أن سعره في الحقيقة نحو ألفي دينار فقط، وأن بعض المواطنين ذهبوا إلى الأردن ودفعت لهم تلك المبالغ، وحينما تم التواصل معهم تذرّعوا أنهم يشترون أراضٍ فقط، رغم أن هذه الشبكة لها أسبقيات بشراء أراضٍ وعقارات في القدس كذلك.
ووفق صالح، فإن تلك الشركات هي: شركة وطن، وشركة وهيب، وشركة الأرض المقدسة، وأن المسؤولين عنها منهم فلسطينيون وأردنيون، ومن بينهم نائب في مجلس النواب الأردني، لافتا إلى أنه تم إحباط محاولة من قبل إحدى الشركات وتدعى "وطن" للاستيلاء على إحدى الأراضي من خلال التزوير، ولكن تم رفع قضية ما زالت مستمرة على هذه الشركة، وأحبطت عملية البيع التي كادت أن تتم لأرضٍ في سلواد بمبلغ نصف مليون دولار.
وحذّر رئيس بلدية سلواد من أن محاولة الاستيلاء على دونم واحد من أراضي عمونا من شأنه أن يكون موطئ قدم للمستوطنين من أجل السيطرة على المكان، حيث يحاول المستوطنون العودة إلى المستوطنة بأية طريقة.
ولفت إلى أن البلدية وبالتعاون مع العديد من المؤسسات تحاول توعية الأهالي بما يجري، وخطورته على المنطقة، علاوة على التواصل مع الأمن الفلسطيني وإطلاعه على ما يجري، حيث إن بعض أصحاب الأراضي وقّعوا على تعهدات بمنع البيع إلا بعد التشاور مع البلدية.