الجمعة  04 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث | شخص يفجر نفسه في غزة والتفاصيل

التطرّف، خطر جديد يهدد غزة !

2017-08-17 06:33:06 AM
متابعة الحدث | شخص يفجر نفسه في غزة والتفاصيل
تعبيرية

 

الحدث- عامر بعلوشة

 

ضجّ الرأي العام والشارع الغزّي بشكل كبير، بعد وقوع حادث جديد وأول من نوعه،  حيث قام شخص بتفجير نفسه في قوة تابعة لقوات الضبط الميداني التابعة للقسام، والتي يناط بها حفظ الحدود الفلسطينية المصرية، عند اقترابه من السياج الفاصل مع دولة مصر في مدينة رفح الحدودية.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة إياد البزم إن حدثا أمنيا وقع في ساعة مبكرة من فجر اليوم الخميس، في منطقة الحدود الجنوبية لقطاع غزة شرق معبر رفح، حيث أوقفت قوة أمنية شخصين لدى اقترابهما من الحدود، فقام أحدهما بتفجير نفسه مما أدى لمقتله وإصابة الآخر.

 

وقالت المصادر الصحفية إنه قد قتل في هذا التفجير المنفّذ و أحد أفراد قوة الضبط الميداني وهو الشهيد نضال الجعفري،فيما أصيب 7 آخرون.

 

ومن جهتها أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحماس عن الحادثة، وأكدت على أن ذلك تم خلال محاولة عناصر الضبط الميداني منع المتسللين من الدخول للجانب المصري.

 

وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت العديد من حالات تسلل عناصر من غزة إلى القتال في سيناء، وهذا ما تم الإتفاق على محاربته خلال تفاهمات مصر وحماس الأخيرة.

 

 

تحذيرات سابقة

 

في السياق ذاته يُذكر قيام العديد من الكتّاب والمحللين بالتحذير من مثل هذه الحوادث، نظراً لطبيعة الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تمرّ بها غزة، معلّلين ذلك بتوافر كامل البيئة الخصبة والمناسبة لمثل هذه الأفكار المتطرفة، والتي تنادي بأسلوب الدماء والأشلاء، وأن السكوت عن منابع الفكر المتطرف والتي منها ما هو معلوم في غزة يدفع في نفس الإتجاه.

 

الكاتب أحمد جودة قال  إن كل عوامل التطرف موجودة بغزة، ولكنها خامدة، و انخمادها لا يعني أنها لا تشكل خطراً.

 

 وأضاف جودة في حديث خاص لـ "الحدث" بأن من "مصادر تلك الأفكار أيضاً بعض الجامعات والمواد التعليمية في القطاع، التي تصدّر للطلاب بداية التشدد والطريق، ما يقتضي أن تكون أول ما يجب التعامل معه،" على حد قوله.

 

ولم يختلف مع جودة الكثير من الكتّاب في غزة، الذين منذ وقت وهم يتوقعون وقوع حوادث مشابهة من هذا النوع، على غرار ما جرى بالعراق وسوريا وغيرها.

 

هل هذا بداية لمرحلة جديدة في غزة؟

 

هذا ما أجاب عنه الكاتب والمفكر الفلسطيني عبد الله أبو شرخ، حيث قال:" أعتقد أن من السابق لأوانة الاعتقاد بأننا قد دخلنا مرحلة جديدة".

 

وأضاف أبو شرخ في حديث خاص (للحدث): " ذلك لأن أهل غزة بشكل عام يرفضون التطرف، كما يرفضون الإنزلاق لحمام دم"

 

وفي الحديث عن طرق المواجهة، أشار أبو شرخ بأن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي لتقليص حجم النشاط لهذه الجماعات.

 

وأوضح بأنه يجب مقاومة الفكر المنحرف والضال بفكر آخر مستنير و"هذا ما هو دور كل الكتاب والمثقفين في غزة".

 

العلاقات المصرية الحمساوية

 

وفي التعليق على مدى تأثير هذه الحادثة على الثقة المصرية بحماس والتزامها بمواجهة الإرهاب، قال أبو شرخ: "على الأرجع أن الحادثة سوف تزيد من ثقة الجانب المصري بجديّة حماس وأجهزتها في مقاومة الإرهاب".

 

وتابع: " ويبدو أننا نشاهد الثمار الأولى لفاعلية المنطقة الأمنية.. واضح أن جماعة الإرهاب يشعرون بضيق شديد".

 

وفي السياق ذاته كتب الكاتب الصحفي سعيد الطويل، الذي نادى بضرورة أن يكون هناك تفعيل لعملية توعوية شاملة، وبالأخص لجيل الشباب واليافعين، الذين يذهبون ضحية هذه الأفكار الإرهابية.

 

وأكّد الطويل لـ "الحدث" بأن هناك العديد من الأطراف تسعى لمثل هذه  الحالة وازديادها، وأولها العدو الإسرائيلي، وأن هناك من يموّل هذه الجماعات ويقدم لها كل المستلزمات لهذا الهدف.

 

ونادى بضرورة أن يكون هناك تركيز أمني وثقافي حول هذا الموضوع الذي بدأ يقرع ناقوس الخطر.

 

الجميع في خندق مواجهة الإرهاب

 

هذا ما تترجم أولاً من خلال بيان أصدرته عائلة الشخص الذي قام بتفجير نفسه، حيث استنكرت العائلة في بيانها الجريمة التي قام بها إبنها، وأكدت على أنها تقدم كامل التعازي لأهل الشهيد، وتعلن براءتها التامة عن الفعل ومن ارتكبه، ودعت أبناء شعبنا إلى ضرورة محاربة مثل هذه التوجّهات، والحيلولة دون بروزها كظاهرة في غزة:

 

وفي الإجابة عن إمكانية أن يلجأ بعض من يختلفون مع حماس إلى هذه التيارات المتطرّفة كما حصل في تجارب بعض البلدان العربية، قال الناشط  والفنان اسماعيل البزم، خلال مقابلة مع (الحدث): "جميعنا يُمكن أن نختلف مع حركة حماس، ولكن حين الحديث عن إرهاب وفكر متطرف، فوراً سيكون كل الشارع الفلسطيني في مواجهة هذا الإرهاب"

 

وأضاف البزم: " شعبنا الفلسطيني وأهلنا في غزة هم أبناء أصل، ولا يمكن أن يتخلون عن أبناء جلدتهم أمام في مثل هذه الحالات".

 

 وتابع بأنه من الأهمية النظر إلى مسببات ظهور ذلك والوقوف على حلّها بشكل فوّري.

 

وأكد البزم على ضرورة حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يمرّ بها أهل القطاع، فهي بالطبع أحد العوامل المهمّة التي تدفع نحو التطرّف.