الأربعاء  09 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث"| الأهالي يشتكون من اكتظاظ الصفوف في مدرسة خاصة بمدينة البيرة

2017-09-09 08:20:32 AM
متابعة

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

"الصف الواحد في المدرسة الخاصة يضم وفق النظام 34 طالباً، فإن زاد العدد عن الحد المسموح به حتى ولو طالباً واحد، فإنه بهذه الحالة بحتاج إلى استثناء من قبل وزير التربية والتعليم". هذا ما أكده لـ"الحدث" مدير عام التعليم العام أيوب عليان.

 

 أَضاف :"وفق النظام المعمول به في وزارة التربية والتعليم فقد تم تحديد عدد الطلاب في الصف الواحد للمدارس الخاصة على أن لا يزيد العدد عن 34 طالباً، لاسيما وأن هذا العدد مقترن بجميع المراحل الدراسية ولا يقتصر على مرحلة دون اخرى وعلى عكس المدارس الحكومية".

 

وأوضح عليان قوله بأن وجود 35 طالباً في الصف الواحد لدى المدارس الخاصة قد يخلص مشكلة داخل المدرسة، لاسيما وأن إنضمام طالب إضافي على الصف الدراسي يستدعي الحاجة إلى الحصول على استثناء من قبل وزير التربية والتعليم د.صبري صيدم.

 

أضاف : "إن كان هناك مدرسة خاصة قد تجاوزت العدد المسموح في الصف الواحد، يحق لأهالي الطلبة حينها تقديم شكوى لوزارة التربية والتعليم بهذا الخصوص، ونحن نتخذ حينها الإجراءات اللازمة".

 

أما المدارس الحكومية فقد يختلف الأمر لديها بحسب اختلاف المراحل الدراسية، لاسيما وأن زيادة عدد الطلبة يرافقه فتح شعب إضافية بما يتناسب مع النظام بحسب ما ذكرعليان لـ"الحدث".

 

في ذات السياق، قال: "يتم تحديد العدد وفق المراحل الدراسية المختلفة، فإن تم إضافة طالب جديد على الشعبة الصفية الواحدة يتم بعد ذلك فتح شعبة اخرى لاستقبال طلاب جدد".

 

وعليه، فإن الصفوف الإبتدائية أي من (الصف الأول وحتى الرابع) تضم وفق نظام الوزارة 40 طالباً، وإن زاد العدد طالباً واحداً يتم فتح شعبة إضافية.

 

أما الصف الخامس والسادس فهو يضم 45 طالباً. وما تبقى من الصفوف تضم 50 طالباً مروراً بالصف السابع ووصولا الى المرحلة الثانوية والنهائية وأن زاد العدد طالباً واحداُ يتم أيضاً فتح شعبة إضافية لاستقبال الطلاب الآخرين كما في المراحل السابقة.

 

قال : "في جميع المدارس الحكومية في الضفة الغربية لا يوجد العدد 50، ولكن تم وضعه وفق نظام وزارة التربية والتعليم وبناءً على دراسات علمية جرت في هذا الخصوص، لاسيما وأن مساحة الغرفة في الصف الواحد للمدارس الحكومية لا تتجاوز 50 متراً".

 

أضاف : "أغلب الصفوف في مدارس مديرية رام الله تضم طلبة وبأعداد تتراوح ما بين لعشرينات والثلاثينات، بينما قد نجد الاكتظاظ في بعض مدارس بيتونيا".

 

العدد 50 وبمساحة 50 متراً

 

قد يستوقفك العدد 50 و مساحة بـ 50 متراً. والحصة الدراسية حددت بـ 45 دقيقة موزعة على عقول الطلبة. إذا هل يكفي الطالب الواحد 9 ثواني من وقت الحصة الدراسية؟ وهل تتحقق الاستفادة المرجوة؟ وبالنظر للمساحة هل يكفيه متر واحد من الصف؟

 

قال الأخصائي النفسي محمد الطويل لـ"الحدث":" الطفل الذي لديه تركيز عادي يحتاج إلى أقل من الثانية لاستيعاب المعلومة، بينما الطفل الذي يعاني من قلة التركيز والتشتت قد يحتاج إلى (5- 10) ثواني لاستيعاب المعلومة. أما من كان عمرهم العقلي أقل من عمرهم الزمني فقد يحتاجون إلى دقيقتين لاستيعاب المعلومة".

 

وعن اكتظاظ الصفوف بالطلبة، قال الطويل: " كلما زاد عدد الطلبة، زادت الأيادي المرفوعة للسؤال، وقلت الاستفادة من الحصة وقل الاستيعاب والتركيز".

 

وتدلل هذه العبارة بأن زيادة عدد الطلبة في الصف الواحد قد يؤثر على العملية التعليمية وعلى الأستاذ أيضا، فكيف له أن يتحكم بالصفوف الابتدائية التي يصل عدد طلابها وبالصف الواحد إلى 40 طالباً أو حتى 50، لاسيما وأن الطلبة الصغار يتمتعون بروح اللعب أكثر من الكبار فهو ملاذهم الثاني بعد الأكل.

 

إذا فقدان للمعلومة وقلة في التركيز، هذا ما يحدثه الاكتظاظ داخل الصف الواحد، لاسيما وأن زيادة العدد أيضاً قد يقلل الأهالي من ناحية والأستاذ من ناحية أخرى إذ يصعب حينها التواصل ما بين الأستاذ والطالب ذاته.

 

قال الطويل : "مدة الحصة الدراسية 45 دقيقة. وبسبب الاكتظاظ قد يحتاج الاستاذ إلى إعادة الحصة ذاتها للمرة الثانية حتى يحقق الافادة للطلبة".

 

" درج واحد بـ 3 طلاب"

 

قال الأخصائي النفسي محمد الطويل: "لقد تفاجأت في إحدى المدارس التابعة للمعارف وبلدية القدس بجلوس الطلبة على المقاعد الدراسية وبشكل ملازق للمعلمة، غير أن البعض يجلس في زاوية الغرفة ولا يدركون ملامح المعلمة".

 

أضاف : "المناطق المهمشة مثل حي كفر عقب لا يهتمون كثيراً لمسألة الاكتظاظ، لاسيما وأن المنطقة تضم 18 مدرسة تابعة للمعارف وبلدية القدس، غير أن هذه المدارس غير مهيأة للدراسة ومساحة الغرف  الصفية صغيرة، وتضم الغرفة الواحد 45 طالباً وعلى الدرج الواحد يجلس 3 طلاب".

 

في ذات السياق، قال: "المدارس التابعة للمعارف الإسرائيلية تضم 45 طالباً ولكنها في ذات الوقت تضم غرفاً ذات مساحة كبيرة تكفي لعدد الطلاب، غير أن حكومة الاحتلال قد خصصت نظاماً يعتمد على توفير استاذين في ذات الحصة(مركز) للاشراف على عملية التعليم".

 

ويذكر أنه وفق نظام المعارف الإسرائيلية فإن الصف الواحد يضم 32 طالباً.

 

" قدمت شكوى وتكرر الفعل"

 

قال الوالد أشرف ملحم لـ"الحدث" وهو والد أحد الطلاب الذين يدرسون في مدرسة محمد آل راشد مكتوم الخاصة في مدينة البيرة: " في العام الماضي توجهت بشكوى للإدارة بخصوص جلوس 32 طالباً في الصف الثاني، وتمت الاستجابة وعقد اجتماع لأهالي الطلبة وتم تقليل العدد إلى 26 طالباً. وهذا العام تم تكرار ذات المشكلة في الصفوف الاخرى (السابع والثامن)".

 

أضاف : "في بداية الأمر كانت مشكلة زيادة عدد الطلبة قد طال الصفوف ( الأول، الثاني، الثالث، الرابع، ولكن اليوم نجد الصفوف العليا أيضا قد اكتظت بالطلبة هذا العام".

 

وفي ذات السياق، قال : "هذا الأمر سببه الأهالي والمدرسة ذاتها، لاسيما وأن الأهالي  يتأخرون في عملية تسجيل أبنائهم في المدرسة في شهر أذار من كل عام، وهم بدورهم يماطلون في التسجيل. أما المدرسة فيقع اللوم عليها أيضا فلماذا تستقبل الطلاب الجدد؟"

 

وعن تراجع المستوى التعليمي لابنه في الفصل الأول قال: "أصبح ابني لا يحفظ المواد، غير أنه لم يعد يشعر بالراحة الكاملة داخل الصف. لاسيما وأننا نتكلف سنوياً بدفع 7 آلاف شيقلاً للمدرسة، وبذلك من حق ابني أن يتعلم في ظل ظروف مريحة ويحصل على الاستفادة الكاملة".

 

وكتب أهالي الطلبة  في مدرسة محمد آل راشد مكتوم الخاصة في مدينة البيرة مشتكين من تزايد أعداد الطلبة: "الصف السابع فيه 35 طالباً ولا يوجد مراوح أو مكيفات"، "ابني في الصف الثامن وعدد الطلاب 36 طالباً"، " ابني ما بركز وبضل مشتت"، "ابني لا يشعر بالراحة وهدف المدرسة لم يتحقق".

  

 

  

 

 

وقال أحد الأهالي : "المشكلة تكمن في الصف الثامن وبه 37 طالباً، وهناك 7 طلاب لم يسجلو بعد بشكل رسمي ، لماذا لا تفتح شعب إضافية؟".

 

عمدت مراسلة "الحدث" بإجراء اتصال أول مع مدرسة محمد آل راشد مكتوم الخاصة في مدينة البيرة لرد على شكاوى الأهالي تجاه ضم الصفوف لأكثر من العدد المسموح وزارياً، وعليه فقد حصل المراسل وبعد الحديث الهاتفي مع " السكرتير" على اجابه مفادها بأن مدير المدرسة لم يعد من الحج بعد وسيعاود الاتصال بـ"الحدث" ولم يتصل لحتى اللحظة، لاسيما وأن المراسلة  قد حاولت عدة مرات الاتصال بالمدرسة ولم يجب أحداً على مدار يومين.

 

وفي نهاية المحاولات : قامت المدرسة برفع سماعة الهاتف منذ الصباح الباكر ولعدة ساعات متواصلة حتى انتهاء الدوام، في إشارة لعدم الرد والتواصل مع الإعلام في هذه الفترة لحل الموضوع. وصحيفة "الحدث" تنتظر رداً رسمياً من مدير المدرسة.