الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| دهسها مستوطن.. إيقاف علاج الطفلة تولين ووالدها يعجز عن رعايتها

2017-09-10 10:46:14 AM
خاص
الطفلة الجريحة تولين عصفور

 

الحدث- محمد غفري

 

يقف المواطن عمر عصفور عاجزاً أمام تكاليف الرعاية الخاصة التي تحتاجها طفلته الجريحة تولين، وسط تهرب من قبل إدارة التأمين الإسرائيلية في إكمال ما هو واجب عليها من نفقات لعلاجها، وتهرب رسمي فلسطيني من تبني حالتها.

 

رفقة صديقتها الطفلة الشهيدة إيناس خليل، كانت تولين يوم 19 نيسان 2014 في طريقها لمنزلها الواقع على الطرف الاخر من الشارع الاستيطاني رقم "60"، لا تحمل معها سوى الأقلام والألوان والدفاتر وبقايا طعام ضاقت به أمعائها الصغيرة ذرعاً وكان مصيره كالعادة إلى الحقيبة الوردية.

 

مضى أكثر من ثلاث سنوات على حادث الدهس الشهير، عندما أقدم مستوطن على دهس طفلتين فلسطينيتين من قرية سنجل شمال رام الله، أودى الحادث في ذلك الوقت بحياة الطفلة إيناس، فيما أصيبت تولين بجروح بالغة الخطورة.

 

ومنذ ذلك الوقت بدأت تولين رحلة العلاج داخل أحد مشافي الاحتلال الإسرائيلي في الداخل المحتل، حتى شهر أيلول من العام الماضي، عندما توقف التأمين الإسرائيلي عن دفع تكاليف العلاج، على الرغم من مطالبة المستشفى بضرورة إكمال علاجها.

 

وخلال السنوات الثلاث الماضية، تكبد والد الطفلة تولين كافة تكاليف الإقامة والمواصلات والمأكل والمشرب له ولزوجته إلى المستشفى الإسرائيلي، كذلك تكاليف الرعاية الصحية الخاصة لطفلته من دراسة وأدوية ومصروفات.

 

السيد عمر عصفور في حوار خاص مع "الحدث"، قال إنه خلال سنوات علاج طفلته وحتى الان وصلت قيمة الأموال التي صرفها أكثر من 350000 شيقل، لم يغطي منها التأمين الإسرائيلي الملزم بالدفع سوى أقل من النصف.

 

وأوضح عصفور، أن التأمين ومن خلال مطالبة المحامي الخاص دائما ما يبلغه أن يقوم بدفع كافة المصروفات وسوف يصرف له ذلك بعد حين، إلا أن هذه المبالغة الطائلة أثقلته بالديون ويواصل التأمين التهرب.

 

وأضاف عصفور، حتى يأتي الموعد ويعترف التأمين الإسرائيلي بما عليه من التزامات مالية لا أدري من أين سأتدبر كل هذه التكاليف، عدا عن إيقاف علاج طفلتي.

 

علاوة على ذلك، الطفلة تولين تدرس في مدرسة خاصة منذ ثلاث سنوات وهي الان في الصف الثالث، كذلك هي تحتاج بشكل دائم للأدوية، ولمرافقة خاصة تهتم بها خلال دوامها المدرسي، نتيجة انشغال والدتها بالاهتمام ببقية أخوتها.

 

هذه التكاليف أوضحها عصفور كالاتي: مرافقة للطفلة 1500 شيقل، تكسي خاص تحتاج إليه يومياً لأنها من ذوي الاحتياجات الخاصة ولا تستطيع التنقل في المواصلات العامة بقيمة2000 شيقل، والقسط المدرسي 1200 شيقل، وتكاليف الأدوية 800 شيقل.

 

وبالتالي يصل مجموع ما يدفعه والد الطفلة تولين شهرياً هذه الأيام أكثر من 5000 شيقل، عدا عن القضية الأهم المتعلقة بتوقف علاجها.

 

ما يطالب به والد الطفلة تولين وهو مواطن متوسط الحال، هو تكفل السلطة الفلسطينية بمصاريف طفلته الشهرية، وعلى حد تعبيره "أنا ما بشحد على ظهر بنتي"، وإنما يحتاج لجهة رسمية تتكفل بدفع هذه التكاليف شهرياً بشكل مباشر للمدرسة والتكسي والصيدلية والمربية، دون أن يمر أي شيقل واحد على جيبه.

 

كذلك يطالب عصفور بورقة رسمية من قبل وزارة الصحة الفلسطينية تثبت حاجة طفلته بالعلاج، حتى يجبر التأمين الإسرائيلي على مواصلة علاجها.

 

عصفور يتهم جهات رسمية فلسطينية بالتهرب من مسؤوليتها، فهو يراسل بشكل مستمر عدة جهات رسمية إلا أنها تتهرب منه بهذه الذرائع "هي مصابة بحادث دهس.. لديك شقيق رجل أعمال.. ادفع انت وبالاخر راح تتعوض من التأمين الإسرائيلي".

 

يرد عصفور على ذلك، لماذا أدفع أنا من جيبي وأضع على نفسي ديون طائلة قد تعرضني للسجن، فيما يعالج المسؤولين في مستشفيات خاصة إسرائيلية؟ ما دخل شقيقي بدفع ما هو مطلوب من الدولة التي أعلنها الرئيس على حدود 67 وطفلتي أصيبت من قبل مستوطن داخل حدودها؟ ما هو الضامن لدي إن كان التأمين الإسرائيلي سيدفع لي أم ماذا؟ ومتى سيرجع لي المبلغ؟

 

تعاني تولين هذه الأيام من عجز في يدها اليمين ومشاكل في النطق وصعوبة في المشي وتصغر سنها بثلاث سنوات، نتيجة توقف عمل الجسم والدماغ لفترة طويلة.

 

إذا تقف الطفلة تولين عمر عصفور التي فقدت زميلتها إيناس شهيدة وباتت عاجزة من ذوي الاحتياجات الخاصة معلقة أمام جشع التأمين الإسرائيلي، وتهرب الجهات الرسمية الفلسطينية من مسؤوليتها، حتى أن أحد المسؤولين قال لوادها يوماً: "خليها عندك في الدار مهي معاقة وراح يطلع إلك مبلغ منيح من التأمين!!".