الأربعاء  09 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| هل تعكس زيارة وفد "حماس" للقاهرة تطور علاقاتها مع مصر؟

2017-09-11 04:07:33 PM
خاص
معبر رفح

 

الحدث- محاسن أُصرف

 

بينما بدأ المواطن الفلسطيني بالشكوك حول جدّية تطبيق التفاهمات التي رعتها مصر في يونيو الماضي بين حركة "حماس" و"محمد دحلان" النائب المفصول من حركة فتح، فوجئ بخروج وفد رفيع المستوى إلى القاهرة لاستكمال ما بُدء والوصول إلى تفاهمات أعمق من أجل ترتيب البيت الفلسطيني وحل القضايا العالقة والتي تُؤثر بشكل مباشر على تفاصيل الحياة الإنسانية في القطاع.

 

تعكس تطور العلاقة

وبحسب محللون فإن الزيارة تعكس التطور النوعي في العلاقات بين "حماس" و"القاهرة"، وفي هذا السياق يقول "إبراهيم المدهون"  الكاتب والمحلل السياسي: "إن طبيعة الوفد الذي ضم شخصيات رفيعة المستوى على رأسها "إسماعيل هنية" رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" بالإضافة إلى ما رشح من تصريحات حول الزيارة من قبل المكتب الإعلامي لـ"هنية" والذي أكد أن الزيارة ثُنائية تهدف من جهة إلى عقد لقاءات بين حماس الداخل والخارج خاصة بعد انتخابات الحركة التي أسفرت عن اعتلاء "إسماعيل هنية" رئاسة المكتب السياسي خلفًا لـ"خالد مشعل" واعتلاء "يحيى السنوار" عرش الحركة في غزة خلفًا لـ"هنية" يؤكد على عمق العلاقة ويؤسس لآلية جديدة في التعامل مع "حماس"، لافتًا إلى أنها "نقطة تحول مهمة في علاقة الحركة مع القاهرة".

 

ويأمل "المدهون" أن تُسفر الزيارة عن خطوات يُمكن الاستفادة منها في المرحلة القادمة سواء ما يتعلق بموضوع المُصالحة الفلسطينية أو على مستوى ترتيب البيت الفلسطيني وخصوصًا إعادة ترتيب المشروع الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية، مُشددًا على أهمية الدور المصري في تقريب وجهات النظر بين "حماس" والسلطة الفلسطينية وكذلك الفصائل الفلسطينية المختلفة بعيدًا عن الإقصاء والتناقض، وقال:" إن الوصول إلى هذه النقطة لم يكن عبثًا بل بإرادة حقيقية واستجابة فاعلة من الحركة من أجل الوصول إلى مشاركة حقيقية في القرار بما يصب في صالح الواقع الفلسطيني بشكل عام والتخفيف من الأزمات التي يُقاسيها الفلسطينيون في القطاع في ظل حصار مُطبق منذ 10 سنوات تُشارك فيه الولايات المتحدة الأمريكية ودول الإقليم.

 

لن تُحقق انفراجة سريعة

وردًا على سؤاله بأن تُحدث الزيارة انفراجة سريعة في الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، أجاب "المدهون" بالنفي ليس إحباطًا وإنما من واقع العلاقات والقرار السياسي على المستوى الإقليمي والدولي إضافةً إلى الواقع الأمني المُعقد، وقال: إن الواقع الإقليمي والدولي من شأنه أن يُعيق تحقيق أي انفراجة سريعة"، ويستند في ذلك إلى مُخرجي قرار الحصار الضارب أطنابه في القطاع لأكثر من 10 أعوام متتالية وهم الولايات المتحدة الأمريكية التي وضعت شروطه وأجبرت مصر على أن تُبقي غزة معزولة طوال السنوات السابقة – حسب ما قال- وأضاف أن مصر لا يُمكنها أن تدخل في مواجهات كبيرة مع أمريكا وإسرائيل وأن ما تقوم به يأتي في إطار المناورة في مساحة ضيقة وشدد أن الخروج من هذه البوتقة المأزومة بالعلاقات السياسية لا يبتعد عن إيجاد توجه حقيقي من الجهات الفلسطينية للمصالحة وإعطاء نموذج لإحراج المجتمع الدولي.

 

نقطة تحول مهمة

ولم يبتعد "ناجي شراب" في تحليله لزيارة وفد حماس بقيادة هنية للقاهرة، لكنه ركز أهميتها من ناحية إحداث حالة من اللقاء بين حركة حماس في الداخل والخارج، وقال: "إن سماح مصر بهذه الحالة يعكس تطور علاقاتها مع "حماس" في غزة ويُؤصل لعلاقات أكثر متانة ودور أكثر فاعلية للقاهرة في حلحلة الواقع الفلسطيني ليس على المستوى الإنساني فحسب بل السياسي" خاصة في ظل استمرار سيطرة "حماس" على القطاع ودورها في حماية الحدود المصرية وضبط الأوضاع الأمنية في سيناء.

 

ولم يستبعد "شراب" أن تخرج الزيارة بمجموعة من القواعد والأسس التي تحكم العلاقة بين مصر وغزة وذلك في إطار التفاهمات التي تم الإعلان عنها مع "محمد دحلان" برعاية القاهرة سابقًا والعمل على بلورتها والبدء بتنفيذ خطواتها في برامج ملموسة على الأرض.

 

ويتوقع "شراب" أن تُناقش قيادة حماس خلال الزيارة العديد من الملفات كـ المصالحة الفلسطينية ولئم صدع الانقسام الداخلي، إضافة إلى بحث الملفات الأمنية مع الجانب المصري والعمل على تعزيزها خاصة في ظل تطبيق حماس بعضًا منها على الأرض بما يُشير إلى جديتها في تحسين علاقاتها مع مصر بما يُحقق النفع للشعب الفلسطيني سواء على مستوى تخفيف أزماته وتوحيد فصائله على جوهر القضية في إطار الشراكة الحقيقية في منظمة التحرير مع كافة الفصائل والأطراف.