الحدث- عامر بعلوشة
أصدرت محكمة صلح غزة قبل عدة أسابيع حكماً بالسجن ستة أشهر وغرامة مالية قدرها ألف شيكل على الصحفية هاجر محمد حرب، والتي أدانتها المحكمة بعدة تهم منها انتحال الشخصية، وتضليل الرأي العام.
ويأتي هذا الحكم الذي صدر غيابياً بحق الصحفية هاجر حرب بعد عام تقريباً على قيام الأخيرة بعمل تحقيق إستقصائي حول وجود فساد في دائرة العلاج بالخارج في وزارة الصحة، حيث يتبيّن من خلال التحقيق تلقّي طبيب من الدائرة مبالغاً مالية لقاء تسهيل السفر للعلاج للمرضى الفلسطينيين في القطاع.
وفي مقابلة خاصة أجرتها الحدث مع الصحفية هاجر حرب قالت حرب بأنها خلال عمل التحقيق تمكّنت من إثبات واقعة الرشوة بحق الدكتور الذي تعامل معها، وذلك كان بحضور أحد السماسرة الذين مهمتهم جمع الزبائن لهذا الدكتور.
وتُضيف حرب لمراسل الحدث: "وبعد أن لاقى التحقيق رواجاً إعلاميا في الشارع الفلسطيني، تفاجئت باتصال من قبل النيابة العامة يفيد بوجود شكوتين مقدمتين ضدي في النيابة العامة أحدهما مقدمة من الطبيب والثانية من قبل المكتب الإعلامي الحكومي، وبعد التواصل مع المكتب الإعلامي قال أن الشكوى المقدمة تطالب النيابة بالتحقيق في الفساد الوارد في التحقيق الاستقصائي ولا تطالب بالتحقيق مع الصحفية، ومع ذلك استمرت جلسات التحقيق مع الصحفية لعدة مرات، حضر فيها كمحامي دفاع المحامية من مركز الميزان ميرفت النحال، وتم توجيه عدة تهم، من ضمنها انتحال الشخصية وتضليل الرأي العام".
وتابعت الصحفية هاجر لمراسلنا: "و بعد عدة أشهر وبعد اضطراري لمغادرة القطاع لتلقي العلاج تفاجأت بزملائي في العمل يتواصلون معي ويبلغوني بوجود إخطار من المحكمة يفيد بوجود تهمتين، وكنت قد تواصلت ع الأستاذ فتحي صباح بصفته متابعاً للقضية ليقوم بتبليغ المحامية ميرفت النحال، ولكن أحداً لم يقم بتبليغ أي من أفراد عائلتي ولا حتي المحامية بشكل رسمي بضرورة حضور جلسات المحكمة وكان ذلك بتاريخ 27/5/2017 أي بعد عدة أيام من وصولي إلى العاصمة الأردنية عمان، ولكن تفاجأت بتاريخ 12/9/2017 بأحد المتابعين يقوم بإبلاغي أن الطبيب الذي ظهر في التحقيق يقوم بنشر منشور عبر صفحته على الفيس بوك يتغنى فيه بالانتصار وينشر لائحة الاتهام والحكم الصادر بحقي على أنه انتصار يحسب له".
وتضيف: "هذا الأمر شكل صدمة كبيرة لنا، ليس لأنه حكماً غيباً لم أحظي فيه على فرصة الدفاع عن نفسي بشكل شخصي لغيابي عن البلاد، ولا حتى ما ينوب عني من محامين أو أهل فحسب، بل لأن الشاهد في القضية هو المكتب الإعلامي الحكومي، الذي قال إن الأمر قد انتهي، أما الشاهد الثاني فهو الطبيب الذي تلقي الرشوة!
ومن جهة أخرى أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيان لها صدر أمس الأربعاء، الحكم الصادر بحق الصحفية هاجر حرب، والتي هي الآن خارج البلاد في رحلة علاجية من مرض السرطان، وعبّرت النقابة في بيانها عن شديد الإستغراب والإستهجان من صدور هذا الحكم، بعد أن كان الإعتقاد بأن المسألة قد انتهت.
وتوضح النقابة بأنها لم تتلقى أي إشعار من أي طرف يفيد بصدور حكم أو حتى حدوث إجراءات قانونية بحق الصحفية هاجر، مؤكدة على أنها ستظل متابعة ملف القضية، وأنها ستبذل كافة جهودها القانونية والحقوقية من أجل حلّ هذه المشكلة.
ومن جهة أخرى تناقلت بعض وسائل الأنباء خبراً مفاده بأن الوحدة القانونية التابعة لمكتب رئيس حركة حماس بغزة يحيى السنوار ستتابع ملف الصحفية هاجر حرب، وهذه الخطوة أتت بعد تساؤلات غزت الشارع الغزّي عن موقف السنوار من هذه القضية، حيث أنه يُذكر بأن السنوار طالب قبل عدة أسابيع الصحفيين بتكثيف العمل الإستقصائي لكشف كافة قضايا الفساد في غزة.