الحدث- عامر بعلوشة
في يومه الثالث في قطاع غزة، وبعد تسلّم حكومة التوافق الفلسطيني مسؤولياتها في القطاع، إلتقى الدكتور رامي الحمد الله رئيس حكومة التوافق اليوم الأربعاء، بمجموعة من الشباب والمؤثرين على مستوى القطاع، داخل فندق الآركميد المقيم به الحمد الله.
حالة من التزاحم كانت من الكثير من الشباب، أملاً منهم في الجلوس مع الحمد الله وإيصال صوت الشباب الفلسطيني الذي دفع سنوات حياته لقاء الإنقسام والأزمات السياسية المتلاحقة.
الحمد الله خلال كلمته أشاد بدور الشباب الفلسطيني على كافة الأصعدة والمحافل الدولية، وأعرب أن ذلك يأتي بوازع عمق وقساوة التجربة التي مرّ بها الشباب الفلسطيني.
وأوضح الحمد الله أن وحدة الصف هي خير وسيلة للنهوض بالشباب الفلسطيني، حيث أن الإنقسام كان هو العائق الأكبر أمام الشباب.
وأكّد بدوره على عزم حكومته المضيّ قدماً في إنهاء كافة ملفات الإنقسام الفلسطيني، مشيداً بالدور الحمساوي في التعاطي مع ملف المصالحة وتقديم التسهيلات لتمكين حكومة التوافق الوطني.
كما أعرب الحمد الله عن جزيل شكره للدولة المصرية التي ترعى إتفاق المصالحة، وتتدخل بكامل ثقلها من أجل إنهاء هذا الملف وطيّه إلى الأبد.
وأوضح الحمد الله أن قطاع غزة له أكثر من عشرة أعوام وهو في حالة تراجع على كافة الأصعدة، وأن إنهاء كافة المشكلات التي يعاني منها القطاع لن تكون بجرّة قلم أو بشهر وشهرين، مؤكداً على أن كل خطوة تقوم بها الحكومة هي بتوجيه من السيد الرئيس محمود عباس.
وتطرق الحمد الله للعديد من القضايا والملفات الساخنة والتي تؤثر بشكل مباشر على سير حياة المواطن الغزي، والتي تتمثل بـ :
أولاً: ملف الموظفين، حيث أعرب الحمد الله عن أنه ملف صعب وليس سهل، ولكنها لا يصل لدرجة المستحيل، وأن كل شيئ ممكن حلّه طالما توفرت الإرادة الحقيقية للحل، دون التطرق لتفاصيل حل المشكلة بشكل عملي.
ثانياً: المعابر، حيث أوضح الحمد الله بأن 70 بالمئة من سكان قطاع غزة لم يسافروا من قبل، وأن الرئيس الفلسطيني أعطى تعليماته لجهاز حرس الرئيس بسرعة تولي مهامه في إدارة معابر قطاع غزة، لتسهيل عملية فتح المعابر وبالأخص معبر رفح البري.
ثالثاً: الأمن، حيث أكد الحمد الله بأنه لا يوجد دولة في العالم تقبل أن يكون لها أكثر من شرعية وتمثيل سياسي، وأنه لا يمكن القبول بدولة ذات نظامين سياسييّن بداخلها.
رابعاً: إعادة الإعمار، حيث قال الحمد الله بأن هناك تعهدات من الدول المانخة بمبلغ قيمته 5 مليارات دولار، وأن ما تم دفعه من هذا المبلغ هو فقط 1.8 مليار، ونوّه أنه هو بنفسه المشرف المباشر على لجنة إعمار غزة، وأن اللجنة تعمل جاهدة لدفع موضوع الإعمار وإنجازه في أسرع وقت.
موضّحاً بأن 8350 بيت إما تم إعمارها أو هي تحت الإعمار أو أنها توفر لها ميزانية، وهي ما نسبتها 64 بالمئة من مجمل المنازل المهدمة كلياً.
وناشد الحمد الله الدول الملتزمة بضرورة الوفاء بالتزاماتها تجاه إعمار غزة، منوّها إلى أن القطاع يحتاج إلى محطة تحلية مياه مركزية وهي بتكلفة 500 مليون دولار، وأنه تم توفير جزء من هذا المبلغ لصالح هذا المشروع.
وأشار الحمد الله بأن السلطة الوطنية ارتأت في إنهاء الإنقسام سحباً للذرائع من الإحتلال الإسرائيلي، الذي يتذرع بعدم وجود ممثل للشعب الفلسطيني، وأنه لا يعرف مع من يمكن التفاوض.
وحول ملف الكهرباء، قال الحمد الله بأنه كان هناك خلل جسيم في توزيع الكهرباء بالقطاع، والآن هناك محاولات لتشغيل محجطة التوليد عبر الغاز الذي أوفر من السولار بثلاثة أضعاف، مما يقلل حجم استهلاك الوقود ويزود من حجم الكهرباء.
كما تطرق الحمد الله لملف الأدوية والتحويلات الطبية، حيث صرّح بأن غزة استهلكت 330 مليون شيكل في ملف التحويلات الطبية لوحده في العام الحالي، مشيراً إلى أنه كان هناك خللاً كبيراً في إدارة الأدوية التي كانت ترسل إلى قطاع غزة، حيث جزء منها كان يتم بيعه في المراكز التجارية.
وتابع الحمد الله بالتأكيد على جدية الحكومة في إنهاء كافة تلك الملفات، مؤكداً على ضرورة إنتهاج المقاومة السلمية كسبيل وحيد لمقارعة المحتل الإسرائيلي.
من جانب آخر قال الناشط محمد التلولي والذي كان من ضمن المشاركين في الإجتماع الشبابي لمراسل (الحدث)، بأن الدكتور الحمد الله أوجز كافة الملفات التي يعاني منها الشارع الفلسطيني، وأنه فعلاً إذا كان هذا التصور واصل للقيادة الفلسطينية، فإننا اليوم بإنتظار أن يتم ترجمة هذه التصريحات إلى واقع يلامسه المواطن في غزة
وأشار التلولي إلى أهمية إشراك الشباب الفلسطيني في مراكز صنع القرار الوطني، وإخراج الشباب من موقع المعطوف عليه من قيادته، مؤكداً على وجود كادر شبابي مميز في قطاع غزة، يستطيع المشاركة والنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني.