الحدث الإسرائيلي
احتفى الإعلام الإسرائيليّ أمس الجمعة واليوم السبت ما زال يُواصل الاحتفال بالخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، حول الاتفاق النوويّ مع إيران، واعتبرت المصادر السياسيّة في تل أبيب أنّ ما ورد في الخطاب هو عمليًا تقبّل الموقف الإسرائيليّ حول خطورة الاتفاق من ناحية، وحول الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة، عن طريق نشر ودعم الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
ومن الجدير بالذكر أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، هنا مساء أمس الجمعة، الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، على كلمته ضدّ إيران، ورأى أنّ هناك فرصة لتغيير الاتفاق النوويّ وسلوك طهران في المنطقة، بحسب قوله.
مراسل الشؤون العسكريّة في القناة العاشرة بالتلفزيون العبريّ، أور هيلر، كان “عاتبًا” على الرئيس الأمريكيّ لأنّه لم يأتِ على ذكر البديل في حال عدم انصياع الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران للشروط الأمريكيّة، وقال في هذا السياق، إنّ الرئيس ترامب، خلافًا لسلفه، باراك أوباما، لم يلجأ إلى التهديد بالتدّخل العسكريّ، زاعمًا في الوقت عينه أنّ الرئيس ترامب أراد ربمّا عن طريق ذلك إرضاء ناخبيه والرأي العام في الولايات المُتحدّة الذي بات ليس مستعدًا وليس جاهزًا لإرسال قوّاتٍ عسكريّة لمُحاربة إيران في الشرق الأوسط، على حدّ قوله.
في السياق عينه، ذكّر موقع (تايمز أوف أزرائيل) ما هو عدد المرات التي ذكر فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران في خطاب الأمم المتحدة؟ وردّ قائلاً: 12 مرة، وفي كلّ مرة لكي يؤكّد على تهديدها، أمّا عدد المرات التي ذكر فيها كلمة الفلسطينيين تساوي صفر.
وحينها قال بنيامين نتنياهو إنّه بعد أكثر من 30 عامًا من تجربتي مع الأمم المتحدة لم أسمع أبدًا خطابًا أكثر جرأةً وشجاعةً من قبل. وتابع رئيس الوزراء الإسرائيليّ إنّ لرئيس ترامب قال الحقيقة حول المخاطر الكبرى التي تواجه عالمنا وأصدر دعوة قوية لمواجهتها من أجل ضمان مستقبل البشرية، بحسب تعبيره.
صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، وفي تحليلٍ نشرته على موقعها الالكترونيّ، كانت كعادتها وسيلة الإعلام العبريّة الوحيدة، التي غردّت خارج السرب، إذا جاز التعبير، وقال المُحلل حيمي شاليف، إنّ خطاب ترامب كان عمليًا “مُحاسبةً ثاقبةً” مع عدوه اللدود، باراك أوباما، وتابع قائلاً إنّه في طهران وفي تل أبيب وجدودا الأسباب التي تُرضي الطرفين من الخطاب، ولكن للجميع بات معروفًا، جليًّا وواضحًا أنّ الدافع الرئيسيّ والمفصليّ للخطاب هو كره ترامب الأعمى لسلفه في البيت الأبيض، ولفت المُحلل الإسرائيليّ إلى أنّ ترامب على استعدادٍ لعزل الولايات المُتحدّة الأمريكيّة عن العالم، وأنْ يُخاطر بمُواجهةٍ عسكريّة، فقط من أجل إرضاء نزواته، على حدّ وصفه.
وبرأي المُحلل شاليف فإنّه بعد أنْ يستيقظ رئيس الوزراء نتنياهو من نشوته، يتحتّم عليه أنْ ينظر إلى طرفي المعادلة: فمن ناحية عليه أنْ يأخذ بعين الاعتبار أنّ ترامب تبنّى موقفه ضدّ إيران قولاً وفعلاً قلبًا وقالبًا، ولكن من الناحية الثانية، يتعيّن على نتنياهو أنْ ينظر جيّدًا في الطرف الثاني من المعادلة، وبنوعٍ من الخوف والكآبة أيضًا: إلى أين ستقود الشراكة مع الرئيس الأمريكيّ المزاجيّ العالم الحرّ، وأيضًا الدولة العبريّة، بحسب تعبيره.
أمّا محررة صحيفة (غلوبس) الإسرائيليّة- الاقتصاديّة، والتي كانت ضيفةً على القناة العاشرة بالتلفزيون العبريّ، فتحدثت بإسهابٍ عن تبيعات إلغاء الاتفاق النوويّ مع إيران على الاقتصاد الأمريكيّ، وقالت في هذا السياق إنّه بعد توقيع الاتفاق قامت إيران بالتوقيع على اتفاقٍ مع شركة “بوينغ” الأمريكيّة لشراء عددٍ كبيرٍ من الطائرات المدنيّة، والتي تصل تكلفتها إلى 3 مليارات دولار، وأضافت أنّ الاتفاق لم يخرج حتى الآن إلى حيّز التنفيذ، ولكن في حال فرض قيودٍ وعقوباتٍ جديدةٍ على إيران من قبل الكونغرس، كما ينص القانون، فإنّ إيران ساقوم بإلغاء الصفقة، التي ستعود سلبًا على الاقتصاد الأمريكيّ، كما لفتت إلى أنّ الدول الأوروبيّة لن تتنازل عن الاتفاق مع إيران، بسبب ارتفاع حجم التبادل التجاريّ بين القارّة العجوز والجمهوريّة الإسلاميّة، وهو الارتفاع الذي بدأ مباشرةً بعد توقيع الاتفاق النوويّ مع طهران، قبل سنتين ونيّف.
المصدر: رأي اليوم