حدث الساعة
وجه السيد الرئيس محمود عباس كلمة لاتحاد الكونفدراليات الفلسطينية لأمريكا اللاتينية والكاريبي "الكوبلاك"، في مناسبة انعقاد مؤتمرهم الرابع.
ومثل السيد الرئيس وألقى كلمته السفير د. حسام زملط مستشار السيد الرئيس، ورئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية لدى الولايات المتحدة.
افتتح المؤتمر في مقر وزارة خارجية نيكارغوا، وخاطب المؤتمر كل من وزير خارجية نيكارغوا، ود. مي كيله مندوبة الرئيس للكوبلاك، ود. حنا صافية الأمين العام للكونفدرالية الفلسطينية لأمريكا اللاتينية والكاريبي وسفير دولة فلسطين في نيكارغوا محمد عمرو.
وفيما يلي نص كلمة السيد الرئيس
معالي السيد دينيس مونكاذا وزير خارجية نيكاراجوا
بناتي وأبنائي رؤساء واعضاء ومندوبي وممثلي المؤسسات والمنظمات والهيئات الشعبية للجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية والكاريبي "الكوبلاك".
الضيوف والحضور الكرام
تحية طيبة وبعد،،،
يطيب لي أن أتوجه اليكم برسالتي هذه ﻷعبر لكم عن شكري على دعوتكم الكريمة لحضور مؤتمركم الرابع الذي يعقد هذا اليوم في العاصمة النيكاراغوية ماناغوا.
كنت أودّ أن أكون معكم الْيَوْمَ في هذا المحفل الهام، ولكني معكم وأتابع مؤتمركم بروح اﻷب الفخور ببناته وأبنائه، وأنتم تجددون إتحادتكم وعملكم المشترك، ومستمرون في اﻹلتحام مع شعبكم وقيادتكم في النضال من أجل الحرية ونيل الحقوق المشروعة التي صادرها أطول وآخر إحتلال وإستعمار في هذا العالم.
نود أن نؤكد لكم على دعمنا ومساندتنا ﻻنعقاد مؤتمركم هذا من أجل تجديد وتأكيد وحدتكم وقيادتكم الشرعية في الكوبلاك والأستمرار في عمل هذه المؤسسة التي تعبر عن انتمائكم لوطنكم الأم وقضيته العادلة في دول المنافي واللجوء والشتات الفلسطيني في أمريكا اﻻتينية والكاريبي.
"الكوبلاك" التي كانت وما زالت تعتبر أحد روافد العمل الشعبي الهام لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في نضالنا من أجل احقاق الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف بما فيها حق تقرير المصير وإنهاء اﻹحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس وحل قضية الاجئين الفلسطينيين حلا عادﻻ وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ﻻ شك أنكم تابعتم مؤخرا الخطوات التي قمنا بها من أجل إستعادة وحدتنا الوطنية الفلسطينية وتعزيز جبهتنا الداخلية وتمكين حكومة الوفاق الوطني من القيام بمهامها بشكل كامل وبمسؤولياتها وفق النظام والقانون في إدارة قطاع غزة كما في الضفة الغربية، وترسيخ الشراكة الوطنية للوصول الى إنجاز المشروع الوطني في الحرية واﻻستقلال، مؤكدين دوما وفي جميع خطوات تحركنا التزامنا الكامل بالقانون اﻻساسي وحماية النظام السياسي التعددي الديمقراطي، والعودة لصندوق اﻹقتراع، والحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني المستقل.
وأيضا تابعتم هبة أهلنا في القدس في تموز الماضي وإلتحام شعبكم وقيادتكم في معركة الدفاع عن قدسنا ومقدساتنا المسيحية واﻹسلامية والتي أرغمت اﻹحتلال على التراجع عّن الخطوات غير القانونية التي إتخذها بخصوص المسجد اﻷقصى.
إننا مستمرون في تحقيق اﻻنجازات في مسيرة نضالنا مستخدمين أدوات النضال الشعبي السلمي على اﻷرض وأدوات القانون والنظام الدولي في دعم قضيتنا العادلة في مختلف المحافل الدولية.
إن أحد أهم ركائز هذه اﻻنجازات التي نحققها يوميا هو عملكم على مدار السنوات في الدفاع عّن قضيتكم وخلق رأي عام وتضامن دولي في الدول التي تعيشون فيها، ونجاحكم كمواطنين في هذه الدول العظيمة ومساهمتكم في بناء وتطوير المجتمعات التي أنتم جزء أساسي منها، لهو مصدر فخر لنا.
فلا تناقض بين انتمائكم لوطنكم اﻷم فلسطين ومواطنتكم ووفائكم للدول والشعوب التي تعيشون فيها، والتي نود ان نعبر عن شكرنا وتقديرنا لشعوبها وحكوماتها ونخص هنا شعب وحكومة البلد الصديق نيكاراغوا بقيادة الرفيق دانييال اورتيغا ونائبته السيدة روساريو موررييو على كافة مواقف الدعم والمساندة في جميع المنظمات الدولية وذلك الى جانب الحق الفلسطيني ومن اجل تحقيق العدالة واﻻستقلال لشعبنا الفلسطيني.
ومن خلال اﻻستمرار بالنضال الشعبي والسياسي والدبلوماسي الذي سيساهم في انهاء اﻻحتلال واﻻستعمار اﻻستيطاني البغيض ﻷرضنا ووضع حد للغطرسة والسياسة اﻻسرائيلية في تجاهل حقوق شعبنا ، ان استمرار اسرائيل في هذه السياسات اﻻستعمارية واﻻستيطانية ﻻ يشكل فقط العقبة الرئيسية في طريق العملية السياسية والحل العادل للقضية الفلسطينية، بل انه يخالف كل القوانين الدولية.
ونود ان ندعوكم كممثلين لجاليات فلسطين في بلدان المهجر واﻻغتراب للمشاركة في احياء مئوية وعد بلفور المشؤوم وتوجيه هذه الفعاليات والتحركات الى القوى المسيطرة على القرار الدولي، من اجل ان تعترف حكومة بريطانيا بجريمتها التاريخية واﻻخلاقية بحق شعبنا الفلسطيني والتكفير عن هذه الجريمة باﻻعتذار، واﻻعتراف بدولة فلسطين وتعويض الشعب الفلسطيني عن النكبات والمآسي التي تعرض لها، وتحقيق العدالة والحرية لشعب فلسطين واﻻعتراف بحقه في اﻻستقلال ودولته ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 وفي القلب منها القدس العاصمة اﻻبدية لدولة وشعب فلسطين.
أودّ ان أعيد التاكيد على دعمنا ومساندتنا لمؤتمركم هذا وضرورة أن تعملوا من أجل أن يشمل تجمعكم وتمثيلكم هذا جميع مؤسسات المهجر وبما في ذلك أهلنا وأحبتنا في التشيلي، وأن تجربتكم الرائدة في هذا المجال من العمل الذي يربو عن الثلاثين عام لهي محل إعتزازنا وتقديرنا.
نتذكر بإعتزاز موقفكم التاريخي والوطني عندما أسستم الكوبلاك عام 1984 ردا على اﻹجتياح اﻹسرائيلي للبنان وأوهام شارون بتصفية منظمة التحرير. ومنذ ذلك التاريخ وأنتم ﻻ تدخروا جهدا في مساندة قضيتكم الأم من خلال عملكم الدؤوب في جميع أماكن تواجدكم.
واليوم تجددون رسالتكم في توقيت حاسم يسعى فيه الواهمون للنيل من وحدة الشعب الفلسطيني وتمثيله الوطني.
أن تجمعكم هذا ليس أي تجمع، بل هو إمتداد لمعركة شعبكم من أجل الحرية واﻹستقلال ونيل الحقوق المشروعة.وإمتداد لمعركتنا ضد اﻹنقسام والمحاوﻻت البائسة لتصفية قضيتكم العادلة وشرعية تمثيلكم ونظامكم السياسي.
إن إرادتنا صلبة من أجل تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا لشعب فلسطين العظيم، فمنظمة التحرير خلقت لكي تبقى بيت الكل الفلسطيني، ممثل قضيته العادلة حتى التحرير والعودة بمشئة ﷲ.
أكرر شكرنا وتقديرنا لنيكاراغوا شعبا وحكومة وقيادة، شكرنا الموصول والدائم للرفيق دانيال اورتيغا ونائبته الرفيقة روساريو موررييو على كل هذا الدعم والمساندة لقضيتنا وشعبنا والى مؤتمركم الذي تستيضفه وزارة الخارجية النيكاراغوية في العاصمة ماناغوا هذا اليوم.
بارك ﷲ فيكم، وعلى موعد لقائكم في القدس باْذن ﷲ وقد تحققت أمانينا وتحررت ديارنا ونال شعبنا حقوقه الكاملة.
وفقكم ﷲ وسدد خطاكم