الثلاثاء  08 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | إذا كنت فقدت الأمل من نتنياهو، فماذا تتأمل من ترامب؟

2017-10-25 07:07:50 AM
ترجمة الحدث | إذا كنت فقدت الأمل من نتنياهو، فماذا تتأمل من ترامب؟
ترامب والرئيس عباس (أرشيفية- صورة AP)

 

ترجمة الحدث - أحمد بعلوشة

 

نشرت صحيفة هآرتس المقال التحليل التالي حول عملية السلام.
 

وفيما يلي نص المقال مترجما:

 

دونالد ترمب هو رئيس مثير للمشاكل والريبة، فهو غير سعيد ونزق على الدوام ومن الصعب تصديق أي كلمة يقولها. ولكن ما زال هناك تساؤل: لماذا تقود وسائل الإعلام اليسارية الأمريكية حملة ضده وهو الذي -بحسب ادعاء المنتمين له- قام بثلاث معجزات. الأولى هي استخدام عبارة "حل الدولتين"، والثانية هي الحديث عن "السلام"، أما الثالثة فهي أنَّ ترامب تحدث في الرياض وطالب -أمام جمع من القادة المسلمين- بحرب لا هوادة فيها على الإرهاب.

 

هناك اختلاف جوهري بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي. ترمب هو فتوة كبيرة، وعدم قدرته على إبقاء فمه مغلقا تكشف مراراً وتكراراً عن ضعف مذهل في لغته الأم. وعلى النقيض من ذلك فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متعلم وحسن المظهر ويتحدث العبرية والإنجليزية بطلاقة. ولكن في حين أن نتنياهو متحدث جيد، وترامب يجد صعوبة في صياغة جملة واحدة، إلا أنَّ كلاهما يتقاسمان عجزهما عن إيصال ما يريدون إيصاله.

 

ولكن من هو المسؤول عن فشل هذين الرجلين؟ ربما يكون الأمر واضحاً بالنسبة لترامب الذي لم ترحمه وسائل الإعلام وتحدثت عن كافة مساوئه، إضافة إلى اليساريين، عوضاً عن القضاة الذين يكرهونه أو يجمدون أوامره الصارخة التي أصدرها ضد المهاجرين على سبيل المثال.

 

أما بالنسبة لنتنياهو، فهو كالعادة ينشر الأكاذيب في وسائل الإعلام، وحين تتم مواجهته بأخطائه.. هو يقوم ببساطة بفعل شيء أسوأ من الذي سبقه حتى دون أن يعتذر عن أخطائه القديمة. أما بالنسبة لمحكمة العدل العليا التي تكرر مراراً التشريعات العنصرية والتمييزية التي تنتجها الحكومة، فإنه لا يحتاج إلى الإساءة للمحكمة نفسها، فلديه وزير العدل الذي يقوم بالحفر تحت أسس المحكمة نفسها.

 

وتهاجم كاتبة المقال اليسار الإسرائيلي قائلة: "أما اليسار فنحن لا نعرف بالضبط أين هو، ولكن الجميع يعلم أنه إذا تنحى نتنياهو عن منصب رئيس الوزراء فإنه في غضون يومين سيطلب من العرب أن يقوموا برمينا جميعاً في البحر كتعويض عن نكبة عام 1948".

 

هل ترمب يبحث فعلاً عن دولتين؟

 

لم يذكر ترمب وحده حل الدولتين في خطابه، فنتنياهو تحدث أيضاً عن حل الدولتين في خطابه عام 2009 في جامعة بار إيلان، ولكنه تراجع عن هذا التصريح، ثم تراجع عن ما سبقه وتراجع فتراجع، وهلم جرا. وحذر نتنياهو من العرب الذين يمارسون حقهم في التصويت، وقام بتصريحات متناقضة ومختلفة يصعب من خلالها معرفة موقف ثابت لهذا الرجل.

 

هل لا يزال هناك سياسيون إسرائيليون يصدقون نتنياهو؟ إذا كانت الإجابة سلبية، فلماذا هم على استعداد لإعطاء ترمب فرصة؟ هل أعماهم أيضا بريق "فن الصفقة" الكتاب الذي نشره رجل أعمال فاشل ورث ثروته وجاء يحكم العالم؟

 

من الجيد أن يعلم السياسيون أنه لا أحد مستعد أن يأخذ ترمب على محمل الجد أو يعول عليه. كما أن الإجماع العام هو أن تصريحات الرئيس الأمريكي دائماً كون خالية من المعنى وأنه لا يمكن في يوم أن تتوقع أن يقوم هذا الرجل بشيء يذكره التاريخ.