الحدث- عامر بعلوشة
"يُعلن معهد الدوحة للدراسات العليا, أنه سيتم فتج باب التسجيل في 17-2-2017، لذا وجب على الراغبين في التقدم للمنحة أن تتوافر فيهم الشروط التالية .. "
من هنا كانت البداية، بداية رحلة مجموعة من طلاب قطاع غزة، حينما رأوا هذا الإعلان، وأرادوا أن يتقدموا وينافسوا كغيرهم من الآلاف حول العالم، لكن هل فعلاً يتساوى الطلاب في غزة مع غيرهم من الطلاب في هذا العالم؟
كلنا يعلم هذه الخوارزمية التي تسير عليها كل الجامعات، حينما تفتح باب التسجيل للمنح، فعلى الطلاب أن يبذلوا مجهوداً في التقديم، منها تعبئة الطلب، الذي يختلف في معهد الدوحة عن غيره، فيحتاج لمجهود أكبر مقارنة بالمنحة التركية مثلاً، وكعادة الطموحين في أي مكان يسعون جاهدين لتوفير المتطلبات والشروط، مهما استنزفت من وقتهم ومجهودهم، لكن لم تكن هذه هي القضية, فتقول نور مُراد، الحاصلة على منحة في قسم الصحافة والدراسات الثقافية (للحدث):" في دول العالم, الخطوة الأصعب هي الحصول على القبول الجامعي في منحة دراسية، ثم تتبعها خطوات سهلة, لكن أن تكون من غزة وتحصل على منجة وقبول جامعي هو أهون وأسهل بكثير من أن تبدأ بإجراءات السفر.
وتتابع نور لمراسلنا: "نحن مصممون على الخروج من غزة، فهذا حق، وما ضاع حق وراءه مطالب".
لم يكن الحصول على المنحة فقط هو نهاية الطريق، وإنما هنا بدأت المشقة على الطلاب, فالانقسام الفلسطيني أثر بشكل مباشر على الطلاب في رحلة التقديم، فتقول صابرين القيسي, التي حصلت على منح في قسم إدارة النزاع( للحدث):" واجهت العديد من المشاكل أثناء فترة تقديم الأوراق، منها تصديق الشهادات في غزة أو رام الله بسبب الانقسام الفلسطيني بين شطري الوطن، ولم تكن هذه آخر العقبات التي واجهتها فلم أتمكن من الخروج من قطاع غزة حتى".
وتتابع القيسي لمراسلنا: " الآن بسبب إغلاق المعابر وعدم تمكني من الحصول على تصريح مرور من الجانب الاسرائيلي، علماً بأنني تقدمت بطلب مرور منذ أكثر ما يزيد عن ٦٠ يوم، والان انا على موعد مع انتهاء تأشيرتي وانتهاء حلمي بإكمال دراستي".
ووافقها زميلها يعقوب ريان من قسم إدارة النزاع قائلاً:"واجهت مشكلة مريرة في انتظار المعبر, فيما يختص المعبر هنالك مشكلتين، مشكلة داخلية تتمثل في نُدرة فتح معبر رفح, ومشكلة خارجية تتمثل في كثر أعداد المسجلين, مما يجعل احتمالية سفرك نادرة، وهل ينفعُ الدواء الميت؟".
لم يتبقى لهذه المجموعة سوى ثلاثة أيام على انتهاء الفيزا الخاصة بهم, وهكذا سيتم حرمانهم من السفر والدراسة, فمعاناة طلاب غزة لا يتشابهوا الطلاب حول العالم في حرمانهم من حقهم في السفر بسبب المشاكل السياسية في القطاع, فاختتمت الطالبة إسراء صالح, الحاصلة على منحة في قسم العلاقات الدولية قائلة:" لم ندع باباً إلا طرقناه, فتوجهت بمناشدة إلى سعادة الوزير حسين الشيخ عبر أكثر من وسيلة إعلامية, وتحدثت إلى شخصيات سياسية بارزة تملك القرار, وإلى مؤسسات حقوقية, مثل مؤسسة "جيشا" في الداخل, وراسلنا الشؤون المدنية بعد أن مضى على تقديمهم أكثر من 60 يوماً للحصول على تصريح عن طريق إيرز, ولم نحصل على أي رد من الجانب الإسرائيلي".
وأضاف: " من الحري بنا أن ندعم أبنائنا حينما يكونوا مجتهدين، وليمثلوا صورة فلسطين في الخارج بشكل يليق بفلسطين، هذه ليست المرة الأولى التي أحرم من السفر للدراسة أو للتمثيل في بطولات دولية وبرامج دولية، نحن نهيب بكل من هو حريصٌ على أبناء هذه البلد أن يساعدنا في الخروج من قطاع غزة".
وتابعت إسراء (للحدث): "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، لكن أين هو الراع؟ لكي ينظر إلى رعيته ويحرص على كفاية حاجتهم, هذه المجموعة تُمثل كل من يرغب في السفر ولازال مقيداً في أي بقعة صغيرة، في زمن الحريات والديمقراطية، ولا يستطيع الخروج من بقعته".