الإثنين  07 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث"| هل صرفت الحكومة الفلسطينية ما تعهدت به من دعم مالي لتعزيز صمود المقدسيين؟

2017-11-07 07:56:10 AM
متابعة
البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة (تصوير: محمد غفري)

 

الحدث- محمد غفري

"الحكومة الفلسطينية تقدم دعماً مالياً لسكان البلدة القديمة في القدس" هذا العنوان المقتبس من وكالة رويترز العالمية وعناوين أخرى مشابهة احتلت المانشيت الرئيس للعشرات من الصحف والمواقع الإلكترونية الفلسطينية والعربية يومي 25 و26 تموز 2017، خلال أحداث المسجد الأقصى المبارك أو ما عرفت بأزمة البوابات الإلكترونية.

 

في ذلك الوقت قرر مجلس الوزراء الفلسطيني "البدء بالتنفيذ الفوري والعاجل لتوجيهات سيادة الرئيس بتقديم الدعم لتعزيز صمود أهلنا في القدس من خلال اللجنة العليا للقدس".

 

وقررت الحكومة يومها خلال الاجتماع الأسبوعي الذي عقد في بلدة الرام، صرف مبلغ 25 مليون دولار دعماً لصمود المقدسيين على النحو التالي: 15 مليون دولار لدعم قطاع الإسكان وترميم البيوت، 1000 دولار شهرياً ولمدة ثلاثة أشهر لتجار البلدة القديمة، تغطية فاتورة استهلاك الكهرباء كاملة عن سكان البلدة القديمة لمدة شهرين، مكافأة 1000 شيقل لحراس المسجد الأقصى، نصف مليون دولار كمساعدة لمراكز جامعة القدس الواقعة في البلدة القديمة، دفع الأقساط الجامعية للفصل الأول عن طلبة البلدة القديمة الملتحقين بالجامعات، دعم مستشفيات المقاصد والمطلع.

 

وعلى الرغم من إعلان الحكومة في بيانها الصحفي الذي وصل لـ"الحدث" نسخة منه البدء بالتنفيذ الفوري والعاجل لهذا القرار، إلا أن عدد من المقدسيين في قطاعات مختلفة أكدوا أن ما وصل من هذا الدعم هو القليل.

 

وفي مقابل ذلك، تفيد الجهات الرسمية الفلسطينية أنها باشرت بدفع ما تعهدت به، منها ما تم صرفه، ومنها ما يحتاج لبعض الإجراءات، في حين تبقى الجزء الأكبر وهو المتعلق بدعم قطاع الإسكان والترميم بقيمة 15 مليون دولار.

 

الحكومة لم توفي بعهدها

المحاضر المقدسي المختص بالهندسة المعمارية د. جمال عمرو، أكد لـ"الحدث" أن الحكومة الفلسطينية لم تقدم الدعم المالي المتعلق بقطاع الإسكان وترميم البيوت في القدس، وما أعلنت عنه في ذلك الوقت لم يكن سوى "فقاعة إعلامية".

 

أما عضو الغرفة التجارية في مدينة القدس المحتلة حجازي الرشق والمسؤول عن هذا الملف تحديداً، كشف هو الآخر أن الحكومة الفلسطينية لم تنفذ ما تعهدت به لتجار البلدة القديمة في القدس من صرف مبلغ 1000 دولار لكل تاجر ولمدة ثلاثة شهور.

 

وأكد الرشق في حوار مع "الحدث"، أن ما تم صرفه من دعم مالي هو لعدد قليل جداً من التجار، حتى أن هؤلاء التجار القلة من تلقوا الدعم المالي لم يصرف لهم كامل المبلغ المعلن عنه.

 

هذا الأمر تسبب بحالة استياء شديد للتجار المقدسيين في البلدة القديمة بحسب ما قال الرشق، فالتجار المقدسيين يعيشون بالأصل حالة ركود اقتصادي، بسبب إجراءات الاحتلال التعسفية التي أدت لضعف الحركة الشرائية، وهو ما تسبب بإفلاس بعض التجار لدرجة الفقر، وإغلاق عدد كبير من المحال التجارية (17% من المحال التجارية مغلقة).

 

كذلك أكد الرشق، أن فواتير الكهرباء المستحقة على سكان البلدة القديمة لم تدفعها الحكومة كما تعهدت بذلك عن شهري تموز وآب لهذا العام، على الرغم من تحضيرهم لقوائم الأسماء بعد التواصل مع شركة كهرباء القدس.

 

وأضاف الرشق، أن الحكومة أيضاً لم تدفع القسط الجامعي عن الفصل الأول للطلبة المقدسيين من سكان البلدة القديمة.

 

(سرين، أسيل، مي، سارة، نرمين) كلهن طالبات مقدسيات يعشن تحت حراب الاحتلال في البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، كل هذه الأسماء لم تدفع عنها الحكومة الفلسطينية القسط الجامعي عن الفصل الأول للعام الدراسي 2017/2018 كما تعهدت بذلك.

 

مي هديب طالبة مقدسية تدرس في إحدى فروع جامعة القدس في البلدة القديمة، أكدت أن الحكومة لم تدفع عنها قسطها الجامعي للفصل الأول.

 

تروي هديب لـ"الحدث"، أنه تم جمع أسماء الطلبة الجامعيين وتعهدوا لنا بدفعها عن الفصل الأول، وعندما كنت أتوجه لدفع القسط كانت مسؤولة التسجيل تبلغها أن الحكومة سوف تدفع عنها القسط، واستمر ذلك التأجيل حتى أخر يوم من أيام التسجيل، مما وضعها تحت حرج دفع قسطها الجامعي وإلا سيضيع عليها الفصل الأول.

 

هديب أكدت لـ"الحدث"، أن الحكومة لم تدفع القسط الجامعي عن الفصل الأول ولا عن أي طالب مقدسي من الطلبة الجامعيين في البلدة القديمة.

 

فيما يتعلق بحراس المسجد الأقصى، فكان لهم نصيب من هذا الدعم، حيث صرفت الحكومة الفلسطينية لهم ما تعهدت به من مكافأة مالية بقيمة 1000 شيقل قبل أسبوع، بحسب ما أكد لـ"الحدث" أحد حراس المسجد الأقصى إسماعيل الشروانة.

 

الرد الرسمي

مدير مكتب محافظ القدس محمد هلسة في لقاء عبر الهاتف مع صحيفة "الحدث"، أكد أن الجهات الرسمية باشرت بدفع هذه المبالغ ومنها ما تم إنجازه بشكل كامل، ومنها ما تم رفعه إلى وزارة المالية ليتم صرفه، فيما تبقى الجزء الأكبر وهو المتعلق بقطاع الإسكان وترميم البيوت في البلدة القديمة لأنه يحتاج للوقت ولن يتم إنجازه بهذه السرعة والسهولة.

 

وأوضح هلسة، أنه تم دفع فواتير الكهرباء لمدة شهرين عن سكان البلدة القديمة، وتم دفع المكافأة المالية لحراس المسجد الأقصى ورجال الإسعاف وغيرهم من الذين شاركوا في الدفاع عن المسجد الأقصى.

 

وفيما يتعلق بدفع الأقساط عن الطلبة الجامعيين، أكد هلسة أنها لم تدفع بعد لكونها تحتاج لإجراءات من قبيل تسجيل الطلبة للساعات وتحديد المبلغ، وسوف يتم صرفها لهم على الفصل الثاني.

 

وأضاف هلسة، أنه تم دفع المبالغ المالية لعدد كبير من تجار البلدة القديمة، وتبقى من لم يستكمل الإجراءات المطلوبة منه لدى الغرفة التجارية والمحافظة.

 

خاتمة

في الوقت الذي تمعن فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي في اتخاذ قرارات جديدة تشدد من حصارها المفروض على المقدسيين في البلدة القديمة، وتحصي عليهم أنفاسهم، تتلكأ الحكومة الفلسطينية في تنفيذها لتعهد مالي بقيمة 25 مليون دولار، اعتبر إقراره في ذلك الوقت بالتاريخي.

 

هذا المبلغ الذي لم يستكمل صرفه للمقدسيين بعد، أقر نتنياهو ما يفوقه بمئات الملايين خلال الأسبوع الماضي لشق طرق التفافية للمستوطنين، وسط حالة من الرخاء يعيشها المستوطنون في البلدة القديمة في القدس.