الثلاثاء  14 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

جبال القوقاز تشتعل.. ولاجيء من اشعلها!/ بقلم: تحرير بني صخر

فصول إنسان

2017-11-20 03:18:59 PM
جبال القوقاز تشتعل.. ولاجيء من اشعلها!/ بقلم: تحرير بني صخر
تحرير بني صخر

 

كان الضحية الكبرى في هذا الفصل، بأن حمل على الأكفان في نهاية المطاف، وعلى قمة الجبل المتلحف بالزرقة تحت غطاء الثلج انتفضت أمعاءه مخرجة دماءه الحارة.

 

الجبال تهتز، وبركان الدماء ما أن وصل أرجلنا حتى ازداد قوة بوجعنا، دمعة وأخرى تليها لن تراها فالرماد أعماك!

 

اليوم اكتفى الجبل من وجعنا وهدأ رفقا بنا، لكن باطن الجبل مريض يأن وسيهدأ فقد أن قذف ما بداخله فوقنا لكن عطفا ورفقا سيعاود هدوءه والشفيع هو حلم رأه قابعا بإحدى العنيين.

 

 رحل فلان ممزقا ما تبقى منا أما ما تبقى منه لا مفر منه، أنعود بجسده إلى سوريا، أم سنكتفي بدفنه على الحدود لكن احتمالية أن ندفن معه هناك كبيرة بكبر حجم الألغام المترامية ما بين الخطوة والتي تليها.

 

ترانا سنذهب لخيار الاندثار مع الثلج في موسكو؟ أنقذفه لأسفل الجبل؟ التفكير عقيم، لكن الأمنيات تقول: "عساه عساه لا يموت"

 

يقولون إن الموت راحة لكن تتغير الحكايات عند لاجيء ليصبح الموت حيرة ومنفى وموت على موت والفارق أنك تشعر، لكن إن شعرت فهل أنت ميت؟

 

 القصد فيما قلت أن الموت محتم لكن موت الروح لا علم لأحد به، والخيارات كثيرة كأن تبقى عالقة على الحدود أو في بيت الموطن حيث كبرت ولربما ستبقى تأن، تبكي وتصرخ إلى ما لانهاية.

 

الآن الموت مشكلتنا خشية على جسده من البرد، ولكن هل يشعر الميت؟ عاقل أو مجنون من يتحدث! لنقل إنه مجنون، أو أن الخطوط تشابكت وابتدأ الجنون، ربما لن يحتمل جسده فيهم واقفا رافضا للموت مطالبا بدفء موطنه، هو لاجئ وهل يحق للاجيء أن يحلم بالعودة واشتمام رائحة الوطن؟

 

لا زلت اذكر ذاك اللاجيء السوري على جبل القوقاز في سوريا، محياه كالبدر والابتسامة موجعة مفرحة فجمالها آخاذ، مع الوقت يصبح صورة تلازمك تماما كعملك أو حلمك وإن رأيته فأنت محظوظ وملعون في آن واحد. 

 

في قمة الجبل ستلمحه ينظر في الأفق ويسرح ويخوض الحروب أكثر وأكثر ليصل ليوم الانفجار العظيم قصف بيت الطفولة واحترقت العائلة فلمن يعود؟  

 

عاد للانتفاض، ومن بعيد هنالك صوت يناديه: "أنت سوري؟"