الحدث ــ محمد بدر
نشر موقع "ميداه" الإسرائيلي تحليلا عن التخوف الإسرائيلي من إنضمام مصر للمحور الإيراني، ترجمته الحدث وجاء فيه:
لقد جلب السلام مع مصر سنوات طويلة من الهدوء، ولكن دراسة واقعية للشرق الأوسط تثير تساؤلات هامة حول مستقبله.
تجدر الاشارة إلى ان إسرائيل منذ 40 عاما على علاقة مع مصر، منذ الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس المصرى أنور السادات للقدس والتي وقعت بعدها معاهدة سلام بين البلدين. إن معاهدة السلام مع مصرــ أكبر وأقوى دولة في العالم العربي ــ غيرت ديناميات الصراع العربي الإسرائيلي.
وكسر السادات المحرمات العربية بصناعته لعلاقات حسن الجوار مع الدولة اليهودية، وتم فتح الطريق أمام اتفاقات أخرى. إن إزالة مصر من دائرة الحرب تمنع إمكانية شن حرب ضد إسرائيل على جبهتين، شرقا وغربا، وتوفر الكثير من المال لمؤسسة الدفاع. وكان الثمن الإسرائيلي، هو الانسحاب من سيناء وإزالة المستوطنات، كان ثمنا ثقيلا، ولكن اليوم يمكن القول أنه كان من المجدي للبلاد أن تكون هادئة لمدة أربعين عاما.
وقد واجهت معاهدة السلام اختبارات صعبة على مر السنين. وكانت الاحداث التي تلتها عامل إضعاف لها، كالهجوم على المفاعل العراقي عام 1981 والحرب اللبنانية الثانية التي بدأت عام 1982 والانتفاضة الفلسطينية عام 1987 والحرب الاسرائيلية ضد الفلسطينيين "المتطرفين" منذ العام 2000. حتى حكم الإخوان المسلمين في مصر (2012-2013)، ورغم ذلك لم تلغى معاهدة السلام.
ومع ذلك، لم ينفذ المصريون معاهدة السلام بالكامل، ولم يتم "التطبيع" الكامل. والسبب الرئيسي لذلك هو وجود حواجز ثقافية ودينية متجذرة في العالم العربي فيما يتعلق بالعلاقات مع الدولة اليهودية، التي ينظر إليها على أنها دولة أجنبية في المنطقة. في غياب أي تغيير كبير في أنظمة التعليم في الدول المحيطة بنا، فإن الموقف تجاه اليهود لن يتغير، وتوقعات التوصل إلى علاقة مع الدول العربية هي أحلام.
إن بقاء معاهدة السلام مع مصر ليس أبديا ولا يمكن أن تصمد تحت كل الظروف. يجب أن يوضع في الاعتبار أن التغيير في موقف مصر تجاه إسرائيل يرجع أيضا إلى ابتعادها عن الاتحاد السوفياتي وقربها من الولايات المتحدة. لقد فهم المصريون أن الولايات المتحدة وحدها هي التي تملك القدرة على التأثير على إسرائيل في عودة سيناء إلى مصر، إن الوضع الدولي للولايات المتحدة في العالم في طريقه للتآكل، والولايات المتحدة ـ سواء في عهد أوباما أوالرئيس ترامب ـ تنفصل عن قضايا الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، يتزايد وجود روسيا في المنطقة ويبدو أن مصر تتفاعل مع الواقع الجديد. وها هي تشتري أسلحة من روسيا، وتشتري أيضا مفاعلين نوويين روسيين الصنع، مما يخلق حالة من الاعتماد على روسيا على المدى الطويل.
كما أن البعد الإقليمي الذي يتسم بارتفاع قوة إيران يبعث على القلق أيضا. دول المنطقة التي تشعر بعدم استعداد الولايات المتحدة للوقوف في وجه إيران لديها خياران، إما الانضمام إلى التحالف ضد إيران أو التحالف مع إيران، كما تفعل تركيا وقطر. وتعتبر مصر عضوا في المعسكر السني المعتدل الذي يعمل على احتواء النفوذ الإيراني، وهو أيضا بحاجة إلى مساعدات مالية سخية من المملكة العربية السعودية ودول الخليج. ومع ذلك، دعمت مصر الأسد، حليف إيران في سوريا. وإذا لم تصمد دول منطقة الخليج أمام الضغوط الإيرانية، فقد تغير مصر لونها مقابل مساعدات اقتصادية من إيران. ومن شأن هذا التغيير أن يدمر معاهدة السلام مع إسرائيل.
وأخيرا، فإن التطوير العسكري المصري في البر والبحر والجو يستحق الاهتمام.
وعلى الرغم من أنه من غير المتوقع أن تحدث مواجهة عسكرية إسرائيلية مصرية في وقت قريب، إلا أنه يجب منع الظروف التي تسهل على مصر شن الأعمال "العدائية". يجب عمل كل شيء للحفاظ على السلام مع مصر، وبكل الأحوال يجب أن لا نترك التفكير في سيناريوهات مزعجة كهذه.