الحدث - كريم سرحان وعصمت منصور
أكد البيت الأبيض مساء امس الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سيعلن عن موقفه بشأن الاعتراف بإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس في خطابه اليوم الأربعاء.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرس، في مؤتمر صحفي عقدته أمس الثلاثاء: إن ترامب "صلب للغاية" في مخططاته الخاصة بموضوع القدس.
من جهة ثانية، كشف مسؤولون أميركيون لـ "سكاي نيوز" إن الرئيس دونالد ترامب سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في خطاب مرتقب، الأربعاء، سيعلن فيه أيضا نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وأكد المسؤولون أن "ترامب سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، معتبرا ذلك "حقيقة تاريخية".
وثيقة أمن قومي
لكن مسؤولين أمريكيين قالوا لرويترز شريطة عدم نشر أسمائهم إن من المتوقع أن يوقع ترامب على وثيقة أمن قومي - كما فعل أسلافه - بالإبقاء على السفارة في تل أبيب لستة أشهر أخرى لكنه سيلتزم بالتعجيل بعملية النقل.
وقال مسؤول أمريكي إن إدارة ترامب ستحتاج إلى وقت للتغلب على مسائل لوجستية مثل توفير مبنى آمن للسفارة وتوفير مقرات لسكن موظفي السفارة في القدس.
ويبدو ترامب، الذي وعد خلال حملته الانتخابية الرئاسية العام الماضي بنقل السفارة إلى القدس ويتوقع أن يعلن عن ذلك في خطاب له الأربعاء، عازما على إرضاء القاعدة اليمينية المؤيدة لإسرائيل التي ساعدته في الفوز بالرئاسة.
وذكر المسؤولون أن اعتراف ترامب بالقدس هو التزام بوعده وبوعد قطعه رؤساء سابقون، إضافة إلى ان هذا الاعتراف يحظى بدعم الحزبين.
وأوضح المسؤولون أن ترامب سيبقي مسألة حدود السيادة الإسرائيلية في القدس لمفاوضات الحل النهائي.
وبحسب المسؤولين، فإن ترامب سيوجه وزارة الخارجية للبدء بعملية نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، مشيرين إلى أن هذا النقل قد "يستغرق سنوات"، ولن يضع الرئيس الأميركي جدولا زمنيا لذلك.
وسيعبر ترامب في خطابه أنه لا يزال ملتزما بالتوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ومتفائل بإمكانية تحقيق ذلك، واستعداده لدعم حل الدولتين إذا كان موافق عليه من قبل الطرفين.
وسيشير الرئيس الأميركي إلى أن "تأخير الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لم يحقق شيئا لعملية السلام على مدى عقدين".
وبحسب المسؤولين فإن ترامب سيؤكد على أن موقع السفارة الأميركية "ليس جزءا من أي عملية سلام. لا يؤخرها ولا يسهلها." كما أنه سيجدد دعمه للوضع القائم في الحرم الإبراهيمي.
3 خيارات أمام ترامب
من جهة ثانية، قال موقع تيك ديبكا المقرب من دوائر اجهزة الامن في دولة الاحتلال إن هذا الاعلان يجعل الموقف القانوني اكثر غموضا لان عدم توقيع الرئيس على قرار تمديد عدم نقل السفارة ست شهور اخرى سيجعل القانون بنقلها نافذا بشكل تلقائي.
وهنا يظهر التساؤل بشأن أن يكون الرئيس الامريكي قرر الامتناع عن التوقيع بشكل متعمد وهو ما يمكن اعتباره قرارا بتقل السفارة مع تفضيله الابقاء على الباب مفتوحا للتراجع؟
عندما امتنع ترامب عن التوقيع يوم الاثنين الماضي على تمديد تنفيذ القانون الذي صوت عليه قبل 22 عام والذي لا ينص فقط على نقل السفارة بل اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل فانه ابقى بشكل مقصود القرار معلقا في الهواء وعدم معرفة أي شخص بخطوته القادمة.
القانون المذكور نص بشكل واضح بأن القدس لن تقسم وستبقى عاصمة لإسرائيل لذا فان الضغط الذي يمارس على الإدارة الامريكية بدءا من الفلسطينيين الذين يهددون باللجوء الى التظاهر مرورا برئيس فرنسا مكرون وصولا الى وزيري خارجية الاردن ومصر، ليس في مكانه.
اليوم الأربعاء سيجد الرئيس الامريكي نفسة امام ثلاثة خيارات لمعالجة هذا الموضوع:
اولا: الاعلان عن القدس عاصمة لدولة اسرائيل وهذه ستكون خطوة مكملة لامتناعة عن التوقيع على قرار تمديد تجميد تنفيذ القانون الخاص بالقدس ولن يكون هناك اي مانع من نقل السفارة بشكل فعلي.
ثانيا: الامتناع عن الاعلان عن القدس عاصمة لاسرائيل وعدم التوقيع على القانون في نفس الوقت وهو ما سيعني انه تخلى عن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وهو ما سيعتبر شرخا يحدث لاول مرة في الباب الموصد امام نقل السفارة وتمهيد لنقلها.
ثالثا: عدم الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وفي نفس الوقت التوقيع على تمديد تنفيذ القانون ست شهور اخرى وهو ما سيعتبر خضوعا للضغط العربي والأوروبي.