فيتو الولايات المتّحدة على طلب القرار المصري الذي يحذّر من خطورة القرار الأمريكي حول القدس كعاصمة لدولة الاحتلال، ليس أمرا مستغربا.
قال المحلل السياسي هاني المصري لـ"الحدث" إن القرار صيغ بطريقة ضعيفة، فلم يتجاوز الصفحة الواحدة، لكنه لا يبعد مصر عن دورها في القضية الفلسطينية.
"الأوطان لا تتحرر بمجلس الامن فقط" بحسب تعبير المصري فعزل الولايات المتّحدة وإحالة ملف القضية الفلسطينية للأمم المتحدة أمر هام، لكن يجب أن لا يكونا هدفين وحسب، بل وسائل دبلوماسية مدعومة بكل الوسائل الأخرى الممكنة.
وبحسب ما أوضح المصري، فإن القرار المقدّم من مصر يختلف كليا عن القرار الذي تحدّث عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر القمة الإسلامي.
وأضاف أن ما قّدّم من قبل مصر ورفض بالفيتو الأمريكي قبل أيام قرارا عاديا، أما ما تحدّث عنه الرئيس فهي شكوى تقدّم ضد الولايات المتحدة من فلسطين أو من يمثلها، يضمن فيها البند 27/3 من ميثاق الأمم المتّحدة منع الولايات المتّحدة من التصويت وبالتالي من استخدام الفيتو.
الخوف الحقيقي بحسب المصري هو من استخدام الفيتو من قبل دول غير الولايات المتّحدة، على الرغم من عزل الولايات المُتحدة إلا أن الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن لا يمررون بسهولة حقّ أحدهم، من أجل قضايا تراها تلك الدول ثانوية.
الجدير بالذكر أن واشنطن لجأت الاثنين (19/كانون أول/2017) إلى حق النقض (الفيتو) لتعطيل مشروع القرار الأممي الذي يدين قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس، بينما وافق أعضاء المجلس الأربعة عشر الباقون عليه.
يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتّحدة قد صوتت لصالح قرار منع تغيير الوضع القائم في القدس، 128 دولة أيدت القرار و 9 دول عارضت، في حين اختارت 35 دولة الامتناع عن التصويت، و 21 دولة التغيب عن جلسة التصويت.