السبت  18 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث| 11 حالة عمى برصاص الاحتلال الناعم في العيسوية

2018-01-03 10:04:07 AM
متابعة الحدث| 11 حالة عمى برصاص الاحتلال الناعم في العيسوية
بلدة العيسوية في القدس المحتلة (أرشيف)

 

الحدث- محمد غفري

 

الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع، وسيارة المياه العادمة، وغيرها من الأساليب القمعية، يحاول الاحتلال الإسرائيلي تسويقها كأساليب ردع ناعم للفلسطينيين، إلا أن الحقائق تكشف عن استخدامها بشكل ممنهج ومقصود ضد مناطق حساسة في الجسم.

 

من خلف الزجاج المصفح داخل غرفة زيارة الأسرى في سجن النقب الصحراوي، سألت أم علاء نجلها عبر الهاتف، كيف صارت عينه؟، فرد عليها "راحت فدى الوطن".

 

اعتصرت أم علاء الألم داخل صدرها، وفي طريق عودتها إلى بلدة العيسوية في مدينة القدس المحتلة، عادت بها الذاكرة إلى يوم 17 أكتوبر 2015، عندما أصيب الشاب علاء صلاح (20 عاماً) برصاصة مطاط، فقد على إثرها عينه اليسرى.

 

 

تقول أم علاء لـ"الحدث"، إن ابنها أصيب برصاصة في عينه أثناء ذهابهما إلى المستشفى لزيارة شقيقته التي تستعد لاستقبال مولودها الجديد، إلا أن الاحتلال اعتقله لاحقاً وحكم عليه بالسجن خمس سنوات ونصف، بتهمة المشاركة في المظاهرات.

 

 

وأضافت، أن علاء هو معيل الأسرة الوحيد بعد وفاة والده، واعتقل مرات عدة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويعاني من أهمال طبي متعمد داخل الأسر، ومع ذلك ما زال يحافظ على رباطة جأشه.

 

قبل منصف اليل، يوم السبت 22 نيسان العام الماضي، لم تكن فاطمة عبيد (52 عاماً) تعرف أن صعودها إلى سطح منزلها في بلدة العيسوية في القدس المحتلة، قد يكلفها فقد عينها اليسرى برصاصة مطاط أطلقها قناص إسرائيلي من مسافة تزيد عن 250 متر.

 

هذا ما ذكره لـ "الحدث" السيد رجب عبيد، الذي أكد أن زوجته أم داوود خرجت إلى سطح المنزل تستطلع مشكلة بين الجيران، إلا أن دخول جنود الاحتلال في تلك اللحظة إلى البلدة جعلها ترجع دون عين.

 

علاء وفاطمة، كذلك لؤي، وصالح، ونور، ورامي، وطارق وغيرهم من مختلف الأعمار والفئات، كلها أسماء لمواطنين من العيسوية في القدس المحتلة، فقدوا إحدى أعينهم برصاص الاحتلال الإسرائيلي الناعم، أو ما يعرف بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.

 

عضو لجنة المتابعة في بلدة العيسوية محمد أبو الحمص، أكد لـ"الحدث"، أن عدد من فقدوا إحدى أعينهم برصاص الاحتلال المطاطي في بلدة العيسوية وصل إلى 11 مواطناً منذ العام 2014 وحتى اليوم.

 

غزة الصغيرة

تقع بلدة العيسوية في الجهة الشمالية الشرقية من المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، ويسكنها نحو 18,000 مواطن مقدسي، ولم يبق من مساحتها الحقيقية البالغة 12500 دونم قبل احتلالها عام 1967، سوى ما يقارب 2400 دونم.

 

وتمتاز العيسوية بحسب الناشط المقدسي محمد أبو الحمص، بسرعة تفاعلها مع مختلف الأحداث التي تشهدها الساحة الفلسطينية من اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، والعدوان على غزة وغيرها من الاعتداءات المتكررة، حتى أطلق الاحتلال عليها لقب "غزة الصغيرة".

 

 

وأضاف أبو الحمص، أن العيسوية تتعرض للإهمال الشديد من قبل بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، فلم يجري توسعة المخطط الهيكلي للبلدة منذ 25 عاماً، عدا عن الهدم المستمر للمنازل، وتحرير المخالفات، والاعتقالات المستمرة، وكلها تأتي ضمن سياسة ممنهجة لتركيع أهالي العيسوية.

 

وتشهد بلدة العيسوية اقتحامات يومية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بذرائع مختلفة، وتحديداً بعد حادثة حرق الطفل المقدسي محمد أبو خضير عام 2014، وهو ما جعل منها ساحة مواجهة مستمرة.

 

لم تقتصر حالات العمى بفعل رصاص المطاط على بلدة العيسوية، بل امتد استهداف الاحتلال المباشر للشبان الفلسطينيين بقنابل الغاز والرصاص المطاطي بشكل مباشر في مناطق حساسة من الجسم إلى مختلف الأراضي الفلسطينية.

 

3000 إصابة بالرصاص المطاطي خلال شهر

الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الفلسطينية د. أسامة النجار أكد لـ"الحدث"، استهداف جنود الاحتلال للمواطنين بشكل مباشر بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، وكأنه أمر عادي مسلم به.

 

وأوضح النجار، أنه منذ إعلان ترامب الأخير فقط أصيب 3000 مواطن بالرصاص المطاطي، من بين 4800 إصابة تعاملت معها المستشفيات الفلسطينية.

 

 

وقال النجار، إن عدة حالات جرى توثيقها، قد أصيبت بالرصاص المطاطي بشكل مباشر في الأعين والوجه وفي الجزء العلوي من الجسد بشكل عام، منها ما هو في حال الخطر الشديد حتى اللحظة.

 

وأضاف النجار، أن الأمر ينطبق على إطلاق الاحتلال لقنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر تجاه المواطنين، حيث توجد إصابات بالرأس وفي حال الخطر الشديد حتى اللحظة نتيجة هذه القنابل، التي تسبب تهشم في الدماغ وكسور في الفك وعظام الرأس.

 

وأكد الناطق الرسمي على استشهاد عدة مواطنين خلال السنوات الأخيرة بسبب الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.