الأحد  19 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث| الاحتلال يدعي القضاء على خلية جنين: أهمية التنسيق الأمني

2018-01-21 10:36:43 AM
ترجمة الحدث| الاحتلال يدعي القضاء على خلية جنين: أهمية التنسيق الأمني
أحد المنازل التي هدمها الاحتلال لعائلة جرار في واد برقين في محافظة جنين (أرشيفية)

 

الحدث – باسل مغربي

 

هذا التقرير وردَ في موقع "نيوز 1" الإسرائيلي، وقامت "الحدث" بترجمة أهم ما جاء فيه.

 

إن اكتشاف خلية حماس في جنين يشكل إنجازا أمنيا هاما لإسرائيل، وهو ما يؤكد أيضا أهمية التنسيق الأمني ​​مع السلطة الفلسطينية، ويخشى الرئيس عباس تنفيذ قرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني ​​مع إسرائيل، خشية أن يكون بمثابة "طفرة" سلبية ضد السلطة الفلسطينية.

 

ولا يزال السعي وراء الخلايا التابعة لحماس في جنين مستمرا، ويُعتبرُ اكتشاف الخلية التابعة لحماس، واغتيال بعض أفرادها من قبل القوات الإسرائيلية إنجازا إسرائيليا مهما، وضربة قوية أخرى للجناح العسكري لحماس، لا سيّما بعد كشف النفق لحماس تحت معبر كرم أبو سالم على الحدود بين غزة ومصر.

 

تم إحباط هجمات أخرى من قبل الخلية التابعة لحماس والمتعاونين معها، وأُعيقت نية حماس في محاولة لإثارة الانتفاضة في الضفة الغربية،واكتشاف الخلية التابعة لحماس في جنين، يوضح العلاقة التي تجمع بين عائلة جرار، وبين كتائب عز الدين القسام. وكان والد العائلة نصر جرار، قد ترأّس خلية تابعة لحماس واغتالهالجيش الإسرائيلي عام 2002، حيث كان يخطط لهجوم في مبنى متعدد الطوابق في إسرائيل.

 

ويحاول الجناح العسكري لحماس، بدعم من الجنرال قاسم سليماني، رئيس وحدة القدس في الحرس الثوري الإيراني، فتح جبهة جديدة مع إسرائيل في الضفة الغربية من خلال "الخلايا النائمة" الموجودة في مناطق السلطة الفلسطينية. ويمثّل التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بموجب اتفاقات أوسلوعقبة رئيسة أمام حماس، وهذا ما أوضحه محمود الزهار، بشكل صريح في 18 يناير / كانون الثاني في مقابلة مع تلفزيون حماس، حيث قال إن "المقاومة يمكن أن تسبب ضربات مؤلمة للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية اذا كانت المنطقة دون تنسيق أمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل".

 

وكان المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية قرر قبل بضعة أيام إنهاء التنسيق الأمني مع إسرائيل وتحويل القرار إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. بيد أن القرار لم يُنفّذ بعد. حيث كانت قوات الجيشالإسرائيلي تعمل بحرية في مدينة جنين، الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.

 

إن قرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بشأن وقف التنسيق الأمني ​​مع إسرائيل ليس جديدا، حيث تم طرحه وقبوله في عام 2015. لكن عباس لا ينفذه، إذ أن رئيس السلطة الفلسطينية يفهم أنه إذا قام بتنفيذه، فإنه سيوقّع شخصيا على شهادة وفاة السلطة الفلسطينية، إن وقف التنسيق الأمني ​​مع إسرائيل من شأنه أن يحول أراضي السلطة الفلسطينية إلى مسرح للهجمات ضد جنود الجيش الإسرائيلي والمدنيين الإسرائيليين، الأمر الذي سيجبر الجيش الإسرائيلي على شن حملة عسكرية واسعة النطاق للقضاء على "الإرهاب" في جميع مناطق الضفة الغربية، كما كان الحال في عملية الدرع الواقي في آذار / مارس 2002. وذلك يعني احتلال جميع المدن الفلسطينية وانهيار السلطة الفلسطينية.

 

إذا كان عباس يجرؤ على وقف التنسيق الأمني ​​مع إسرائيل، هناك سلسلة من الاستجابات الإسرائيلية المحتملة - يمكن لإسرائيل أن تعلن أن السلطة الفلسطينية "كيان إرهابي" بكل ما سيتبعه ذلك، بالإضافة إلى منع حركة كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية، ومنع دخول عشرات الآلاف من العمال من الأراضي الفلسطينية للعمل في إسرائيل، وإغلاق مؤسسات السلطة الفلسطينية، لوقف تحويل الأموال إليها، وغيرها من التدابير التي من شأنها أن تسبب ضررا كبيرا.

 

كما أن حركة فتح تنتقد بشكل متزايد عباس، حيث يطالب نشطاء التنظيم بتوقف التنسيق الأمني ​​مع إسرائيل والعودة إلى طريقة "الكفاح المسلح". لكن عباس يمنع استخدام الأسلحة النارية ضد إسرائيل، لأنه يعتقد أن هذه الخطوة ستجلب للفلسطينيين كارثة كما فعلت في الانتفاضة الثانية، وعباس  يعلم جيدا أن العالم لن يقبل استخدام الأسلحة النارية من قبل الفلسطينيين ضد إسرائيل، وبالتالي فهو يدعو إلى ما يسميه "انتفاضة شعبية سلمية".

 

الأضرار التي لحقت بالخلية التابعة لحماس في جنين لها أيضا تأثير معنوي على الفلسطينيين، ونجاح عملية الجيش الإسرائيلي في جنين دليل على قدرة إسرائيل على متابعة هذه الخلايا في كل مكان، لذا فإن التنسيق الأمني ​​مع السلطة الفلسطينية مهم ويساعد إسرائيل على تحقيق أهدافها.