الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث | إسرائيل تستفز لبنان وحزب الله يهدد والمعركة سببها الخط الأزرق

2018-01-28 01:31:42 PM
متابعة الحدث | إسرائيل تستفز لبنان وحزب الله يهدد والمعركة سببها الخط الأزرق
الحدود الإسرائيلية اللبنانية أو ما يعرف بالخط الأزرق (أرشيفية)

 

الحدث- علاء صبيحات

 

شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا ببناء جدار اسمنتي على الحدود مع لبنان، على ما يسمى "بالخط الأزرق" الذي رسمته الأمم المتحدة لتثبيت انسحاب إسرائيل إثر هزيمتها على يد المقاومة اللبنانية، وهو -خط باعتراف الأمم المتحدة- لا يثبت أيا من الحدود بين الطرفين، مع العلم أن هناك 13 نقطة لا زال مختلفا عليها لبنانيا.

 

ما هو هدف إسرائيل الإستراتيجي؟

 

المحلل السياسي جهاد حرب ربط ما يحدث في الجبهة الشمالية لدولة الاحتلال بمحاولة اغتيال قيادي في حركة حماس والتصريح الرسمي للبنان بأن هناك أيدي إسرائيلية في محاولة الاغتيال آنفة الذكر، وأضاف حرب لـ"الحدث" إن ذلك محسوبا بالإضافة للاستفزازات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.

 

واعتبر حرب أن الأمرين يدلّان بشكل قطعي على أن الحرب على الحدود مع لبنان قادمة دون أدنى شك، إذ أنها تأتي في إطار تغيير أو تعديل موازين القوى الحالية.

 

وبحسب حرب يعود ذلك لأمرين أولهما أن الحرب في سوريا شارفت على الإنتهاء بانتصار النظام السوري، وثانيهما تعاظم قدرة حزب الله العسكرية، مما يجعل الاحتمال الاكبر أن إسرائيل ستسعى لجر حزب الله إلى المعركة من أجل ضربه والانتهاء من قدرته العسكرية.

 

 إسرائيل تريد الحرب لتحقيق هدفين أولهما الإبقاءعلى حكومة نتنياهو من ناحية والاستعداد لانتخابات مبكرة ينتظر خلالها اليمين معركة في ظل مثل هذه الأجواء.

 

المعركة لا تكون في موعد مقدّس، وإنما إسرائيل تقدّم مبررات لأجل المعركة ككل التجارب السابقة بحسب المحلل السياسي جهاد حرب، والقواعد التابعة لحماس في جنوب لبنان والتي دار الحديث عنها مؤخرا في الإعلام العبري ليست أكثر من ذريعة ولن تكون ذريعة محفزّة لتسريع الحرب في الجنوب اللبناني.

 

أما الخبير والمحلل العسكري واصف عريقات فقد قال إن التقدير الإستخباري الإسرائيلي يعتبر أن من مسببات اشتعال الحرب استمرار المقاومة اللبنانية وحزب الله والمقاومة الفلسطينية بتعزيز وتطوير قدراتهم القتالية وعزم إسرائيل على منعهم من تحقيق ذلك.

 

التقدير الإستخباري الإسرائيلي

 

في مقالة كتبها الخبير والمحلل العسكري واصف عريقات تحت عنوان "الجديد في التقديرين الاستخباري والاستراتيجي الإسرائيلين لعام 2018" كتب عريقات  (آخذا بعين الاعتبار أن التقدير يتطابق إلى حد بعيد مع مضمون التقدير الاستراتيجي السنوي الذي صدر عن مركز أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي) والعنوان المشترك بينهما هو قوة إسرائيل في ضعف العرب.

 

فالتقديرات بحسب عريقات تشير إلى أنه لا حرب مخطط لها عام 2018 لكن نسبة التصعيد ارتفعت من 1% عام 2017 الى 10 % عام  2018  وذلك يعود لعدم رغبة الأطراف (سوريا لبنان فلسطين) بشن الحرب ولكل طرف أسبابه.

 

 كذلك فالحديث يدور في التقديرات عن حرب الشمال الأولى وليس حرب لبنان الثالثة بمعنى حرب مع محور يمتد من طهران مرورا بالعراق فسوريا ولبنان ومسرح العملياته في سوريا ولبنان معا بحسب عريقات

 

واعتبرت التقديرات أن مسببات الحرب إما تكون بسبب نشر وحدات شيعية مسلحة من حزب الله اللبناني قرب الحدود مع إسرائيل في الجولان السورية،أو حادث ما (رد على قصف إسرائيلي في سوريا أو اكتشاف نفق وقصفه) سيؤدي إلى حرب استنزاف، خاصة وأن احتمال الرد من الأطراف أعلى من السابق

 

تناقضت في التقدير

وأضاف الخبير والمحلل العسكري واصف عريقات إن هناك تناقضات كثيرة قد وردت في التقديرين الاستخباري والإستراتيجي المسرب للإعلام العبري.

 

وأوضح عريقات أنه في حين يقول التقدير العسكري الإسرائيلي إن نسبة احتمالية الحرب متدنية، وفي المقابل هو يتحدث عن مسببات استراتيجية للحرب ودواعيها كاستمرار تطوير القدرات القتالية والحصول على اسلحة كاسرة للتوازن من قبل المقاومة، وهو ما لا ترضى به إسرائيل ولن تتوقف عنه المقاومات، إضافة الى أنه أبقي الباب مفتوح على التصعيد لحادث ما وأغفل أن كل الاعتداءات الإسرائيلية السابقة جاءت نتيجة احداث صناعة اسرائيلية

 

وأضاف عريقات أن التناقض الثاني عندما وصف التقريرين الإسرائيليين أن "الحرب القادمة مختلفة، وستحقق الإنجازات"، في حين أنه غير متأكد من خوض سلاح البر حرب برية إلا اذا كان المعني هو التدمير والقتل.

 

التناقض الثالث بحسب عريقات هو أن تطمين الجبهة الداخلية الذي ورد في التقدير يتناقض وحجم التهديدات وتضخيم القدرات والتهويل والحرب النفسية والدعائية التي تشنها إسرائيل.

 

وأضاف عريقات أنه يدرك كون مثل هذه التقديرات وما يصدر عن مراكز الأبحاث تؤخذ على محمل الجد من قبل القيادات الإسرائيلية لكن طرحها بهذه الطريقة "التسريب إلى الإعلام العبري قبل أن تمر بقنواتها الطبيعية"، يشير إلى أن القصد هو الهروب من تحمل مسؤولية التصعيد وتهيئة الرأي العام الإسرائيلي مما هو قادم.

 

لماذا انتظرت إسرائيل حتى انتهاء الأزمة في سوريا واستراحة حزب الله؟

 

أوضح حرب لـ"الحدث" أنه قد يكون عدم الدخول بمعركة مع حزب الله أثناء وجوده في سوريا هو خشية لتجنّد الأطراف المتعددة في معارك سورية (مثل داعش والجيش الحر والجيش السوري وحزب الله) في وجه إسرائيل أثناء المعركة.

 

أي أنه قد يكون الأمر هو عدم قدرة إسرائيل بقياس ما إذا سببت حربهم على حزب الله أثناء المعارك في سوريا وحدة كامل أطراف الحرب في وجه إسرائيل، وبالتالي تُفتح جبهة الجولان دون معرفة إسرائيل ما هي الاحتمالات، فتجنبت إسرائيل الحرب خلال فترة المعارك بحسب ما رجّح المحلل السياسي.

 

الجدير بالذكر أن هذا المشروع ليس جديدا، إذ إن هناك جدارا في الكثير من المناطق على الحدود مع لبنان.

 

الجديد هو إكمال المشروع وسد "نقاط الضعف" بحسب ما ذكر الإعلام العبري، إذ سيتم في البداية بناء الجدار على مسافة 12 كيلومترا في المنطقة الغربية ومسافة شبيهة في المنطقة الشرقية.

 

وبحسب مصادر عسكرية، فإن جيش الاحتلال يأخذ في حساباته أن يثير بناء الجدار الجديد، زيادة في التوتر على امتداد الحدود. ويستعدون في القيادة الشمالية لإمكانية محاولة حزب الله "التشويش على تقدم العمل"، بادعاء أنه لا يلازم خط الحدود الدولية الذي حددته الأمم المتحدة بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000.

 

الجدير بالذكر أن إسرائيل قالت إنه لن يتم الانحراف عن الخط الحدودي، لكنه تم الأخذ بالاعتبار بأن المشروع قد يترافق بمواجهات ومظاهرات، بل ربما بمحاولة إطلاق النار باتجاه وحدات الهندسة والمقاولين في وزارة الأمن الإسرائيلية، الذي سيعملون في إنشاء الجدار.

 

وفي سياق متصل طالب الرئيس اللبناني ميشيل عون من الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي أن تمنع الأخيرة إسرائيل بناء جدار إسمنتي شرعت به مؤخرا على طول الحدود مع لبنان قبل تصحيح النقاط الـ13 المتحفظ عليها لبنانيا من الخط الأزرق.