السبت  04 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث | "حتى يأتي صبري صيدم" ..وجهات أمنية تهدد (وثائق وصور)

2018-01-30 05:31:32 AM
متابعة الحدث |
وزير التربية والتعليم صبري صيدم

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

"نحن أعلنا الإضراب حتي يأتي وزير التربية والتعليم صبري صيدم وينصت لنا ويشاهد مدارسنا المهترأة والغرف غير الصالحة للتدريس، نحن بحاجة لمدرسة جديدة".هذا ما أكده لـ"الحدث" المواطن محمد خضر وهو أحد القائمين على إضراب الطلبة في قرية الجديدة التابعة لبلدة قباطية، حيث أعلن الإضراب العام البارحة رفضاَ للمماطلات الرسمية بعدم بناء مدرسة جديدة لضم الأعداد المتزايدة من الطلبة. 

 
في حين أعلن مصدر متصل لـ "الحدث" أن جهات أمنية قامت بتهديد أهالي القرية عبر اتصالات هاتفية إن هم لم يوقفوا اضرابهم.
 

وقال خضر: "لن نصمت، إذا لم يصدر قرار رسمي خلال الأسابيع المقبلة بخصوص بناء مدرسة في الجديدة، سنعاود الاضراب مجدداً".

  

 

 

وكانت القوى الوطنية ووجهاء العشائر ومجالس أولياء الأمور في القرية قد أصدروا بياناَ يوضح حاجتهم الماسة لبناء مدرسة في القرية، لاسيما وأن القرية ومنذ 40 عاماً لم تحصل على منحة لبناء مدرسة، فيما تم إدراج بناء المدرسة على مشروع "kfw" أي أنها تصنف ضمن 5 مدراس ستنفذ في الضفة الغربية. ولكن ماذا حدث؟

 

قال خضر : "تفاجأنا بأن الخبير المحلي يقول بأن قرية الجديدة ليست بحاجة لمدرسة".

 

محمد زكارنة مدير التربية والتعليم في قباطية أكد لـ"الحدث" بأن قرار بناء المدرسة في قرية الجديدة هو متعلق بما تقدمه الدول المانحة وما تموله وبناء عليه تبنى المدرسة.

 

قال : "بناء مدرسة في الجديدة هي من أولوياتنا والمنطقة بحاجة لبناء مدرسة ولكن هذا يعتمد على الدول المانحة".

 

وفي معرض الرد والتساؤلن قال خضر : "هل هناك دولة مانحة قد جاءت إلى القرية منذ 6 سنوات؟ الدول المانحة عمدت على بناء مدارس في مناطق (جبع، الصير) وكذلك ميثلون (مدرسة مسقط)، علماَ بأن الطابق الثاني من هذه المدرسة فارغ ولا حاجه له، إذا لماذا لا تنبى مدرسة في الجديدة؟"

 

أضاف: "في عام 2012 قام أهالي المنطقة بتوفير أرض لبناء المدرسة ومن مالهم وجهدهم الخاص وبقيمة تصل إلى 22 ألف دينار، وبعد أن تم فحص الأرض قيل لنا بأنها لا تصلح لبناء مدرسة".

 

واستكمل حديثه: "لم نيأس، قمنا في عام 2014 بشراء أرض في منطقة أخرى وبقيمة 40 الف دينار، وقيمها المهندس بأنها تصلح لأرض المدرسة، وعليه وضعت الخطط والتصاميم ومنذ ذلك الوقت لا يوجد اي قرار يقضي ببناء المدرسة".

 

" لقد قمنا بمراسلة مدير تربية قباطية وأبلغنا بأن قرية الجديدة ليست بحاجة إلى مدرسة وذلك بناءَ على تقييم المهندس المحلي التابع للتربية". كان هذا هو رد وزير التربية والتعليم د.صبري صيدم بخصوص بناء المدرسة وجاء رداَ على الكتاب الرسمي الذي وجه له من قبل وزير الحكم المحلي حسين الأعرج وبتاريخ 27/9/2017 بحسب ما ذكر خضر لـ"الحدث".

 

 

 

في ذات السياق، أكد خضر بأنه تم التراجع عن استمرار الاضراب بناءَ على وعود قدمها محافظ جنين اللواء ابراهيم رمضان ببناء المدرسة بعد اطلاعه على وضع المدرستين في القرية.

 

قال خضر : " تم الاتفاق ما بين محافظ جنين ووزير التربية والتعليم على زيارة القرية في الأسبوع القادم وبصحبتهم مهندس الوزراة وذلك لتقييم وضع المدارس وامكانية بناء مدرسة جديدة".

 

أضاف : "وعليه، تم التأكيد بأنه في حال توفر دعم من احد الدول المانحة، فسيتم بناؤها وإن لم يتوفر ستبنى على حساب وزارة المالية، وتم منح الجهات الرسمية أسبوعا واحدا لاتخاذ هذا القرار، فإن لم نجد اي تقدم سنعاود الإضراب مجدداَ".

 

وقال مصدر رفض ذكر اسمه لـ"الحدث:  " لقد تلقى أهالي القرية اتصالات من قبل جهات أمنية لنوقف الاضراب".

 

في قرية الجديدة مدرستان واحدة للذكور وأخرى للاناث، والمدرستان مكتظتان بالطلاب، في حين أن مدرسة الاناث هي الأكثر تضرراَ من غيرها لاسيما وأن الغرف الصفية فيها لا تصلح للتدريس والأسقف قد تنهال في اي لحظة وتحديداَ في أجواء ماطرة، غير أن الطالبات يجلسن في غرف صفية فوق (حاوز)، وهذا يشكل خطراَ عليهن بحسب ما ذكر رئيس المجلس القروي لقرية الجديدة حسام أبو مريم.

 

  

 

في ذات السياق، أكد أبو مريم لـ"الحدث" وبحسب تقييم مهندس محلي بأن مدارس الجديدة لا تصلح للدراسة، وتواجد الطلاب فيها قد يهدد سلامتهم.

 

قال : "هي مدارس لا تتسع لعدد الطلاب المتزايد وبنيتها التحتية قديمة مهترئة، فمنذ 40 عاماَ لم تنبى مدرسة في قرية الجديدة، وفي ظل تواجد السلطة الفلسطينية".

 

أما المواطن محمود خضر فقد أكد سوء البنية التحتية للمدارس، وقال لـ"الحدث" : " الفتيات يجلسن في غرفة وفوق حاوز الماء وفي أي لحظة قد يسقطن في الحاوز، غير أن مساحة الخارجية للمدرسة لا تتعدى 100 متر فكيف ستتسع هذه المساحة لـ 600 طالبة؟"

 

أضاف : " ابني الصغير يومياَ يصير مسافة 4 كيلو وفي البرد حتى يصل المدرسة... بوصل منتهي".

 

قال رئيس المجلس القروي السابق لقرية الجديدة فزاع أبو حضر : " إذا حصل منخفض جوي يتم اخراج الإناث من المدرسة لا تصبن بالأذى، قد ينهال السقف في أي لحظة".

 

ولتقليل اكتظاظ الطلبة في الصف الواحد، عمدت مدرسة الذكور على تقسيم جدرانها ووضع سور يفصل الطلبة الابتدائية عن الثانوية، وتم فعل ذلك أيضا في مدرسة الإناث، وبذلك فقط زاد العدد وصغرت المساحة.

 

قال أبو مريم : " ساحة المدرسة الأساسية لا تكاد تصلح لملعب طائرة، وكذلك الأمر لدى المدرسة الثانوية فهي نصف مساحة ملعب كرة طائرة، غير أن الطلبة لا يستطيعون التنقل أثناء الاستراحة لضيق المساحة".

 

"مدرسة الاناث لديها اكتظاظ عال، وفي مدرسة الذكور لا يدرس التخصص العلمي وذلك لعدم توفر غرف وأدوات ملائمة لذلك، وهم بدورهم يتوجهون إلى مدرسة ميثلون ليحصلوا على التعليم هناك". هذا ما أكده رئيس المجلس القروي السابق فزاع أبو خضر.

 

أضاف : " وبجانب اكتظاظ مدرسة الاناث، فإن ساحة المدرسة تضم الطلبة الصغار والكبار وهذا يشكل مشكلة تربوية، غير أن الحمامات مشتركة فيما بينهم".

 

ما الحل؟

 

التربية قالوا لنا جهزوا الأرض، قمنا بشراء أرض، وبعد ذلك قالوا لا تصلح، وقمنا بشراء أرض ثانية وقيل لنا نعم هي تصلح، وتم تجهيز الأرض للبناء عام 2014، غير أن أوراقها قد تم تجهيزها ولم تنفذ حتى هذه اللحظة". هذا ما أكده لـ"الحدث" رئيس المجلس القروي لقرية الجديدة حسام أبو مريم.

 

أضاف: "في عام 2011 قدمنا طلبا لكي نحصل على مدرسة، وقد تمت الموافقة على ذلك في عام 2014، وتم ضم انشاء المدرسة ضمن مشروع (kfw) ولكن تفاجأنا بعد ذلك بأن الخبير المحلي يؤكد بأن قرية الجديرة ليست بحاجة لمدرسة".

 

واستكمل حديثه:  لم نتوقف هنا، خاطبنا عدة جهات ولكن دون جدوى. وفي تحرك جديد اجتمعت القوى الوطنية وأهالي القرية للاعلان عن الاضراب، وكلنا أمل بتحريك القضية مجدداَ، وبالفعل تم تحقيق الاضراب العام في المدارس".

 

وبعد الاضراب، ماذا حدث؟ قال أبو مريم :  زار اليوم مدير التربية والتعليم ومحافظ جنين مدارس الجديدة، وبالفعل تأكدوا بانها هذه المدرسة لا تصلح للتدريس وعليه تلقينا الوعود ببناء المدرسة".

 

" في عام 2014 توجهت إلى مكتب وزير التربية والتعليم وقال لي بأن المدرسة قيد التصميم ..كما أن مديرية تربية قباطية باركوا لنا التصميم ..بس وين المدرسة؟". هذا ما أكده لـ"الحدث" رئيس المجلس القروي السابق فزاع خضر.

 

قال : "الوضع لدينا يوصف بـ المأساوي، ومنذ عام 1996 ولحتى عام 2005 ونحن نبني من جهودنا الخاصة، وعندما كنت أتولى منصب رئيس مجلس القرية بنيت قرابة 3 آلاف متر مربع لمدارس الذكور والاناث، والسلطة الفلسطينية لم تقدم لنا أي دعم للبناء".

 

أضاف : " من بين الحلول التي تقدمنا بها إنشاء مدرسة مختلطة وتضم طلاباَ من الصف الأول لحتى الصف السادس، وذلك لأنه ان قمنا ببناء كل مدرسة على حدا لن تحل المشكلة، وبهذا قد نضم لسنوات قادمة بعدم حاجتنا لمدارس إضافية".

 

وقال غاضباَ : " في عام 2015 قالوا لنا لا يوجد مدرسة .. قلت لهم امنحوني كتابا رسمياَ وسأتوجه إلى مسقط لأحصل على دعم لبناء مدرسة".

 

أضاف :  نحن في مأزق ..وننتظر الوعود التي قطعت سابقاَ"

 

ولسان أهالي القرية يقول : "سنعاود الاضراب إذا لم يقرر رسميا بناء مدرسة في الجديدة ..."