الجمعة  17 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث| هل أنت مصورٌ أم شحاد؟ مبادرة "برواز المخيم" تجيب

2018-02-27 11:11:16 AM
متابعة الحدث| هل أنت مصورٌ أم شحاد؟  مبادرة
صورة من مبادرة برواز

 

الحدث- تحرير بني صخر

انتشرت انتقادات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة ضد العديد من المصورين ممن اختار تصوير اللحظات الأخيرة لشهيد أصابته رصاصات الاحتلال في انحاء جسده فارتقى، أو الذين اقتنصوا لقطة نزول دمعة أم اعتقل ابنها أو استشهد أو خرج من السجن.

انتقادات حادة طالتهم، وادعاءات بكونهم تجردوا من انسانيتهم واحساسيسهم بمشاعر الآخر، لكن ماذا لو قلنا أن الصورة قلم المصور وبتطبيق قاعدة "الصورة بألف كلمة"، فقد أدى واجبه وحمل القضية على أكمل وجه، وربما عند كل صورة التقطها هو شعر وتألم.

المصور محمود أبو سلامة 28 عاما من مخيم جباليا في قطاع غزة، ممن حارب هذه الانتقادات أطلق مبادرة "برواز المخيم"، التي تحمل من الحب والسلام الكثير، يعمل أبو سلامة مصورا منذ 6 سنوات وهو حاصل على العديد من الجوائز ويعمل حاليا بالقطعة كما قال لـ"الحدث".

"مبادرة برواز المخيم، التي ترمز للبساطة ولحال المخيم وفكرتها ليست تقليدية فلم يلتقط الصور في استوديو وانما التقطت كل صور في المبادرة في مكانها بالشارع أو أمام ساحات البيوت في المخيم"، بحسب ما قاله أبو سلامة ل "الحدث".

تقوم فكرة المبادرة على وضع صور التقطها المصور لطفل أو طفلة في المخيم باطارات كبيرة "برواز" ومن ثم التوجه بها لصاحب هذه الصورة كهدية وتعبير عن الامتنان وسعيا لرسم البسمة على وجوه سكان المخيم خاصة في ظل الوضع المأساوي في القطاع.

يقول أبو سلامة إنه "في الآونة الأخيرة أصبحت الناس تنظر لنا بصورة سيئة بمعنى أن تصورينا خال من الإنسانية أو أننا نشحد، وهذه المبادرة جاءت من أجل تغير هذه النظرة".

انطلقت بالمبادرة من احساسنا بالآخر، ولم تحصل على أي تمويل من أي جهة، وهي في مرحلتها الأولى ولاقت ترحيب من سكان المخيم، ونتيجة لذلك ستكون هناك خطوات ومبادرات لاحقة تكملها، حسبما أشار أبو سلامة.

 

مبادرة سابقة للترفيه وحوكمت بالإعدام!

في سياق منفصل كانت هناك تجربة سابقة لأبو سلامة في مبادرة اسمها "حرب المياه الملونة" التي نظمت لأول مرة في غزة وانتشرت بشكل كبير حيث شاركت فيها النساء والأطفال وكبار السن التي قال أبو سلامة عنها إنها مبادرة وجد الناس طريقا للتفريغ عما بداخلهم من خلالها، رغم ذلك سُجِنتُ بسببها تحت تهمة الإلحاد والتكفير لكن لم أستستلم فالناس بحاجة لأحد يشعر بهم  لقد اكتفوا من المعاناة والبؤس ".

أضاف أبو سلامة أنه "بعد الانتهاء من توزيع البراويز على أصحاب الصور تفاجأ بأن أغلب الأطفال لديهم ما يكفي من المعاناة فمنهم من فقد والده أو والدته بسبب مرض السرطان أو أمر أخر وهذا عزز فكرة الاستمرار في المبادرة أكثر لرسم البسمة على وجههم، والجميل أن الكثيرين تقبلوا الفكرة الأمر الذي ينعكس على المصور ويعطي انطباع جيد".

الجدير ذكره أن أبو سلامة نفذ العديد من  المبادرات حيث أطلق الأسبوع الماضي مبادرة #قاتلوا_الناس_بالورد، التي تحمل فكرة بسبطة جدا بإهداء الناس ورد مزينة باهشتاج #قاتلوا_الناس_بالورد.

قال أبو سلامة "عند أي مبادرة أنا لا اعتمد على أي تمويل الفكرة فقد اشعر أن لدي المقدرة على القيام بالفكرة والتنفيذ أو لا وأن أقوم بابلاغ الشباب في المخيم فسرعان ما يكونوا فاعلين في المشاركة بالمبادرة وتطويرها". 

تابع "السؤال الأبرز الذي يطرح علي "ماذا يستفيد محمود؟"، بالنسبة لي، ليست الفكرة بطرح اسم صاحب المبادرة بقدر الفكرة التي تحملها، وللأسف الناس بغزة أصبحت معدومة، 11 سنة في ظل معاناة وفقر  وشكاوي دون مجيب، ونحن بحاجة لزرع الفرحة ولو بشيء بسيط وحقيقة البرواز أي الاطار لا يكلف الكثير مقارنة مع رؤية ابتسامة الناس وشعورهم بالفرحة.

أضاف أبو سلامة إن المبادرة تحمل رسالة للمصور ذاته "انقل صورة جميلة عن مهنتك وشارك الناس معاناتهم وفرحتهم أيضا" 

أمال الشباب

قال المصور الغزيّ إن الوضع في غزة أصبح معدوما، أي منذ زمن طرحت فكرة أن الشباب عماد المستقبل ولكن مع ظروف غزة تصبح الفكرة مجرد كذبة ولكننا نحاول أن نزرع شئا على أمل أن تكبر الفكرة، وتجدد الآمال.

برغم سوء الحال الذي يعيشه الشباب في غزة إلا أن الأمل بالفرج القريب لم يغادر قلوبهم، فتنطلق المبادرات الشبابية الاجتماعية منها والسياسية بين الحين والأخر من بين أزقة المخيم، طاقات شبابية كثيرة دون احتضان أو حتى عمل، ومن كان أبو سلامة الذي يعمل بالقطعة دون عمل ثابت يحسن حاله.