الحدث- محمد غفري
لم يقتصر التحريض الذي تمارسه دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين بشكل منظم على المستوى الإسرائيلي الرسمي، وإنما ذهب إلى ما هو أبعد وأكثر أثراً من ذلك.
عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، شيد الإسرائيليون عشرات الصفحات الناطقة بالعبرية، والتي تكشف الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بعكس ما يظهر على صفحات المنسق وأفيخاي أدرعي وإسرائيل تتكلم عربي، وغيرها من الصفحات الإسرائيلية الناطقة بالعربية.
"الحدث" تابعت صفحة إسرائيلية ناطقة بالعبرية على موقع الفيس بوك، شيدت باسم "الكذب الفلسطيني"، ووصل عدد المعجبين بها أكثر من 55 ألف إسرائيلي.
الصفحة التي تمارس بشكل يومي التحريض ضد الفلسطينيين على كل ما هب ودب، ولا تعرف كلمة فلسطين إطلاقاً ضمن قاموسها، وإنما تطلق على فلسطين اسم "السلطة العربية الإرهابية".
ومن المنشورات التي رصدتها "الحدث"، التحريض يوم أمس على فريق كرة قدم فلسطيني ارتدى أحد لاعبيه صورة للشهيد أحمد جرار، ويطالبون بإظهار هذه الصورة إلى اليساريين في إسرائيل.
كذلك حرضت الصفحة خلال الأسبوع الجاري على التلفزيون الرسمي الفلسطيني بسبب الاحتفال بذكرى استشهاد دلال المغربي، وما رافق هذا المنشور من شتائم وألفاظ نابية ضد الفلسطينيين.
الأدنى من ذلك كله، توقف الصفحة عند منشور يذكر بيوم استشهاد دلال المغربي لشبكة القدس الإخبارية، والتحريض ضد هذا المنشور، والتركيز على وجود لايك واحد من أحد أفراد عائلة التميمي على هذا المنشور.
صفحات منظمة تقود للإرهاب
يقول الصحفي المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، إن التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، يكاد يكون الأكثر انتشاراً في إسرائيل، وهو ظاهرة شائعة تحتوي على ألفاظ وعبارات مليئة بالحقد والعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب.
وبحسب منصور، يلاحظ أن هناك صفحات إسرائيلية لديها طواقم وحرفيين وإطلاع كبير على كل ما يحدث في فلسطين، بحيث يتم تجييره لإثارة الكراهية.
ويعلق منصور على ظاهرة التحريض الإسرائيلي على مواقع التواصل، أنه كمتابع للشأن الإسرائيلي يجدها أمامه سواء في صفحات خاصة لجماعات يمنية، أو أفراد، أو من خلال التعليقات على صفحات المواقع الإخبارية.
وأكد منصور، أن هذا التحريض يغذي الكراهية والحقد، ويغذي العنصرية، ويعكس المستوى المتدني أخلاقياً في إسرائيل، ويقود إلى ارتكاب أعمال إرهابية ضد الفلسطينيين كما حصل في حادثة حرق منزل عائلة دوابشة عام 2015، واستشهاد ثلاثة من أفراد المنزل.