الثلاثاء  30 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص الحدث| إسرائيل تساوم أسرى صفقة شاليط للكشف عن مصير جنودها في غزة

2018-04-12 08:37:50 AM
خاص الحدث| إسرائيل تساوم أسرى صفقة شاليط للكشف عن مصير جنودها في غزة
أحد أفراد كتائب القسام يقف في حراسة مبنى ليبدو وكأنه سجن لجندي إسرائيلي (سعيد الخطيب: AFP)

 

الحدث- محمد غفري

ترفض حركة حماس بشكل متواصل، تقديم أي معلومات حول مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى ذراعها المسلح كتائب القسام، وهو ما حصل في أحد المرات عندما توجه مراسل "الحدث" بالسؤال إلى عضو المكتب السياسي للحركة محمود الزهار حول مصير الجنود، وقوبل برفض مطلق من قبل الزهار.

عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، كشفت كتائب القسام عن وجود أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها، دون أن تكشف إن كانوا أحياءً أم أمواتاً.

وكانت الحكومة الإسرائيلية، أعلنت فقدانها جثتي جنديين في قطاع غزة خلال عدوان العام 2014، هما "آرون شاؤول"، و"هدار جولدن"، لكن وزارة جيش الاحتلال عادت وصنفتهما، على أنهما "مفقودان وأسيران".

وإضافة إلى الجنديين، تتحدث إسرائيل، عن فقدان إسرائيليين اثنين أحدهما من أصل إثيوبي والآخر إسرائيلي من أصل عربي، دخلا غزة بصورة غير قانونية.

أمام كل هذا التعتيم حول مصير الجنود الإسرائيليين، ترفض كتائب القسام تقديم أي معلومات مجانية حول مصير الجنود، قبل إطلاق سراح كافة أسرى صفقة شاليط المعاد اعتقالهم.

لم تفلح إسرائيل طوال السنوات الماضية في ليّ ذراع المقاومة الفلسطينية بتشديد الحصار المفروض على قطاع غزة، واحتجاز مزيد من جثامين الشهداء الفلسطينيين، للمساومة على ذلك مقابل تحريك ملف صفقة تبادل جديدة.

من مهرجان لكتائب القسام في غزة

من مهرجان لكتائب القسام في غزة (سعيد الخطيب: AFP)

لكن إسرائيل التي تعلن مراراً أنها لن تدفع نفس الثمن الذي أجبرت عليه في صفقة شاليط، شرعت بمساومات مع أسرى الصفقة المعاد اعتقالهم، من أجل الحصول على معلومات حول مصير جنودها.

مصدر خاص لـ"الحدث"، أكد أن ضباط من الشاباك الإسرائيلي شرعوا بالاجتماع منذ نحو عام مع أسرى صفقة شاليط المعاد اعتقالهم.

وحول ما يدور في هذه الاجتماعات، أفاد المصدر بأن ضباط مخابرات الاحتلال يعرضون على الأسرى إطلاق سراحهم من جديد بشرط الإبعاد، مقابل تواصل هؤلاء الأسرى مع قيادتهم في غزة، لتحريك ملف الصفقة، والموافقة على تقديم معلومات حول مصير الجنود.

وأضاف المصدر، بأن اتصالات الأسرى مع قيادتهم في غزة للتشاور في هذا العرض، جوبهت بالرفض المطلق من قبل قيادة حماس في غزة.

السبب في ذلك الرفض بحسب مصدر "الحدث"، أن قيادة حماس أخبرت الأسرى بضرورة الصبر وعدم الموافقة على الإبعاد، لأن ما بحوزة المقاومة من جنود إسرائيليين يكفي لعودتهم إلى الأراضي المحتلة عام 1948، وليس فقط إلى عائلاتهم في الضفة الغربية، بالإشارة إلى وزن ما لديها من جنود أسرى.

عميد الأسرى الفلسطينيين نائل البرغوثي أمضى من عمره في سجون الاحتلال الإسرائيلي ما يزيد عن 37 عاماً، وهو أحد الأسرى المفرج عنهم في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي أعاد اعتقاله عام 2014، ومن ثمن أعاد إليه الحكم السابق (مؤبد و18 عاماً).

إيمان نافع زوجة الأسير نائل البرغوثي تقول في تصريح خاص لـ"الحدث"، إن الاحتلال الإسرائيلي عرض على أسرى صفقة شاليط المعاد اعتقالهم الإبعاد خارج فلسطين، وبالتالي عدم إعادة سجنهم بالأحكام القديمة، وذلك قبل سنوات وليس حديثاً.

لكن نافع أكدت، أنها لا تعرف إذا ما كان عرض الإبعاد له علاقة بالكشف عن مصير الجنود في غزة، وفتح ملف صفقة التبادل، ولا تمتلك معلومات حول وجود عروض إبعاد جديدة أو لا.

وفي تغير لافت داخل إسرائيل، وجهت عائلات الجنود المفقودين في قطاع غزة جهودها نحو الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بعد أن كانت توجه مطالبها "للحكومة" بالضغط على حماس للإفراج عن أبنائها.

وكشفت صحيفة معاريف هذا الأسبوع، عن لقاء جمع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع عائلات الجنود، وبحضور منسق شؤون الأسرى الإسرائيليين.

 نتنياهو قال خلال الاجتماع: "نعمل بطرق سرية وطرق علنية من أجل إعادة الجنود والمدنيين الإسرائيليين الأسرى لدى حركة حماس".

إذاً هي تحركات تدور خلف الستار، تسعى من خلالها حكومة الاحتلال لمعرفة مصير جنودها الأسرى بشتى السبل، قبل البدء بمفاوضات صفقة تبادل جديدة مع المقاومة الفلسطينية.