الثلاثاء  19 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"يديعوت": كلبشات.. حبال.. سجدة الضفدع.. هكذا يعذب "الشاباك" الفلسطينيين

2015-12-25 10:24:51 AM
رسومات توضيحية لكيفية تعذيب الفلسطينيين

 

الحدث- مصدر الخبر

 

نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" عبر موقعها الإلكتروني الناطق باللغة العبرية اليوم تقريراً مفصلاً حول الأساليب التي يتبعها جهاز "الشاباك" في التحقيق مع الفلسطينيين، بذريعة ما يسمى إجراء "القنبلة الموقوتة" الذي أقرته المحكمة العليا الإسرائيلية ضمن قرارها الصادر بحظر التعذيب منذ العام 1999، كمبرر لاستخدام والتغطية على وسائل وأساليب تندرج في إطار التعذيب بمفهومه الوارد في القانون الدولي وبخاصة اتفاقية مناهضة التعذيب لعام 1984. 

 

وقد جاء هذا النشر بعد احتجاجات واسعة من قبل متطرفين يهود يشتبه بتنفيذهم جريمة قتل وحرق عائلة الدوابشة في قرية دوما، وادعائهم بأن الشاباك يمارسون التعذيب ضدهم بحسب ادعاءات محامي الدفاع عنهم.

 

ويتيح اجراء “القنبلة الموقوتة” للمحققين الإسرائيليين استخدام أساليب ووسائل تحقيق “متطرفه” بشرط ان يكون الهدف من التحقيق منع وإحباط "عملية ارهابية" في طريقها للتنفيذ، لكن من المحظور على المحققين استخدام أساليب “متطرفه” اذا كان هدف التحقيق حل لغز عمليات سابقة حسب تعبير الموقع الالكتروني صاحب التقرير. علماً أن كافة أشكال وأساليب التعذيب محظورة حظراً مطلقاً وغير مقيد في القانون الدولي واتفاقية مناهضة التعذيب لعام 1984.

 

وتلقي تقارير منظمات حقوق الانسان والالتماسات التي سبق أن قدمتها هذه المنظمات للمحكمة العليا الاسرائيلية بعض الضوء على زاوية التعذيب المظلمة، وتفضح بعض أساليب التعذيب التي يمارسها محققو جهاز "الشاباك " ضد المهتمين اليهود حسب زعم الموقع الالكتروني العبري الذي حصر تقريره بالتعذيب المزعوم ضد الارهابيين اليهود مستثنيا الفلسطينيين، الا من زاوية المقارنة والمفاضلة، أو من باب النموذج الذي يستخدمه التقرير للقياس عليه، وتوقع ما يحدث للمعتقلين اليهود من خلال هذا النموذج، وليس من باب فضح أو إدانة التعذيب الممارس ضد الأسرى الفلسطينيين، الذين يخضعون للتحقيق والتعذيب بأشكال مختلفة في أقبية جهاز "الشاباك" منذ بدايات الاحتلال وحتى اليوم.

 

وقد استعان التقرير الصحفي الذي نشرته صحيفة "يديعوت" العبرية بتقرير صدر عام 2010 عن منظمة “بتسيلم” الحقوقية الاسرائيلية والتي استندت في إعداده على شهادات موثوقة ومسجلة أدلى بها 121 أسيراً فلسطينياً صنف "الشاباك" بعضهم على انهم “قنبلة موقوته” كذريعة مخالفة للقانون الدولي لإخضاعم لأساليب وأشكال التعذيب، ومنها:

 

قيود “كلبشات” وحبال

 

حسب تقرير “بتسيلم” يتم تقييد الأسرى الفلسطينيين وربطهم على “كرسي” يمنعهم من الحركة ولو بحدها الأدنى. محامو الارهابيين اليهود يدعون أن موكليهم تعرضوا لهذا الاسلوب حيث تم ربطهم بالكرسي أو الى سرير بواسطة قيود “كلبشات” وحبال. تم تقييد أيدهم خلف ظهورهم واستخدام “القيود” لربط أرجلهم الى جانبي الكرسي. وادعى الإرهابيون اليهود أن محققي الشاباك أجلسوهم في بعض المرات على كرسي لا مسند ظهر له “دون مسند ظهر” فيما قيدوا أيديهم خلف ظهورهم وكان الكرسي مائلا بزاوية 45 درجة ما يجبر الجالس عليه على استخدام عضلات البطن لمنع سقوطه أرضا.

 

وقد تحدث 13 فلسطينياً من مجموع الأسرى الـ 121 الذين اعتمد عليهم تقرير “بتسليم” الذي استخدمه الموقع الالكتروني للادعاء على الشاباك بممارسة ذات الاساليب ضد “اليهود” دون أن يدين التقرير استخدام هذه الأساليب ضد الفلسطينيين ولو بحرف واحد من حيث منعهم من النوم لفترة متواصلة زادت عن 24 ساعة فيما قال بعض الأسرى الفلسطينيين انهم خضعوا للتحقيق المتواصل والمستمر لعدة ايام دون توقف باستثناء بعض الوقفات القصيرة للنوم.

 

وتحدث الأسرى الفلسطينيون وفقا لتقرير “بتسيلم” عن شروط احتجازهم داخل زنازين التحقيق وفي غرفة التحقيق بطريقة تمنعهم من النوم حتى وإن لم يقم المحققون بمنعهم بشكل مباشر “يعني احتجازهم في اوضاع لا يمكن ان تسمح لهم بالنوم”.

 

الحرمان من الضوء

 

وفقا لتقرير “بتسيلم” 2010 يتم احتجاز الأسرى الفلسطينيين داخل زنازين ضيقة جدا بحيث “تحتل” الفرشة تقريبا كامل مساحة الزنزانة التي لا يوجد فيها أية شبابيك لا توجد أي وسيلة لمعرفة الليل من النهار، حيث يتم ضخ أوكسجين صناعي فيها فقط، فيما قال ربع الأسرى الفلسطينيين أن هواء باردا جدا او ساخنا جدا يتم ضخه لهذه الزنازين التي يبقى ضوء الكهرباء فيها مضاء على مدى 24 ساعة في اليوم ما سبب للأسرى الالم في العيون وصعوبات في الرؤية.

 

سجن عكا

 

يدعي الارهابيون اليهود تعرضهم لأسلوب يطلق عليه الشاباك اسم “سجن عكا” حيث يضعهم داخل زنزانة بصحبة بعض عملاء الشاباك “العصافير” وبعد فترة قصيرة تفتعل “العصافير” شجارا داخل الزنزانة حيث يقول “العصافير” للمعتقل انه سيتعرض للضرب والقتل اذا لم يخبرهم بمعلومات سرية ويعترف بعمليات نفذها أو لم ينفذها تثبت أنه ليس عميلا للشاباك واذا لم يعترف يتعرض للضرب من قبلهم.

 

موسيقى تصم الاذان

 

تحدث تقرير “بتسيلم” عن أساليب أخرى للتعذيب تقع ضمن إجراء “القنبلة الموقوته” تتضمن تعريضهم لموسيقى شديدة الصخب تصم آذانهم، إضافة لسياسة العزل ومنع الاجتماع بالمحامين لفترات غير محددة، وتعرضيهم لمصادر “برد” او “حر” متطرفة جدا وكذلك للتعذيب بطريقة “الهز” الشديد التي سبق وأن سلبت حياة أسرى فلسطينيين قضوا نتيجة تعرضهم للتعذيب “بالهز” الشديد.

 

رسمياً الغي التعذيب في إسرائيل عام 1999 بعد قرار اصدرته المحكمة العليا؛ لكن المحكمة استثنت حالات وجود معتقلين يصنفهم "الشاباك" على أنهم “قنبلة موقوته”، والمقصود هنا أن هؤلاء المعتقلين يحتفظون بمعلومات عن عملية “ارهابية” في طريقها للتنفيذ وبذلك تقرر السماح لمحققي "الشاباك" باستخدام اسلوب “الهز” اثناء التحقيق واستخدام وسائل لممارسة ضغوط جسدية “معتدلة” خلال التحقيق. وفي هذه الحالة يجري محقق الشاباك مشاورات مع رئيس القسم او الدائرة التي يتبع لها وبعدها يسمح له باستخدام أساليب تعذيب جسدي خاصة بما في ذلك “الهز” على أن يتم رفع تقرير بذلك للمستشار القضائي للحكومة حتى يمنح للمحقق الذي يستخدم “الهز” حصانة ويعفيه من إمكانية المحاكمة او المحاسبة.

 

أساليب تعذيب تستخدم ضد الفلسطينيين

 

قبل عشرة أعوم نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريراً عن أساليب التعذيب بما في ذلك “الهز” وتناولت قرار المحكمة العليا الذي درس بعض أساليب التعذيب المستخدمة ضمن إجراء “القنبلة الموقوتة” والغى بعضها لكن فعليا ومن باب الالتفاف على قرار المحكمة تم نقل هذه الأساليب الى جهات ومصطلحات أخرى مثل “التحقيق العسكري” وفقا لشهادات المعتقلين الفلسطينيين ويشمل هذا التحقيق مجموعة من أساليب التعذيب منها:

 

1– سجدة الضفدع: يقوم المحققون بتقييد يدي ورجلي الأسير الى الخلف ويجلسونه على رؤوس أصابه حتى ينهار ويسقط ويتم رفعه مجددا تحت وابل من الضربات ويعيدوه الى ذات الوضعية مرات ومرات وفيما سبق “قبل 10 اعوام” كانت هذه الطريقة تتم اثناء وضع رأس المعتقل داخل كيس لكن المحكمة العليا منعت استخدام الكيس.

 

2– انحناءة الموز: يجلس الأسيرعلى كرسي لا يوجد له مسندا للظهر فيما يتم تقييد يديه ورجليه للخلف ويجلس خلفه محقق شاباك يسحب ظهر الأسير للخلف بزاوية 45 درجة وتستمر هذه الحالات لفترات طويلة تصل الى نصف ساعة فيما يجلس امام الأسير أيضا محقق اخر يسحب قدمي الأسير ويحشرها بين قدميه ويقوم بتوجيه الضربات الى بطنه بين فترة وأخرى. والتجديد هنا الذي هدف الى الالتفاف على قرار المحكمة أنه سابقا كان محقق واحد يقوم بخفض ظهر الأسير ودفعه باتجاه الارض ” 45 درجة ” لكن الان اضيف المحقق “الامامي” ويفضل محققو الشاباك اطلاق اسم “انحناءة القفا” على “موزتهم” الجديدة والمحدثة.

 

3- وضعية الفرس “جديدة”: يقف الأسير قرب جدار معصوب العينين ومقيد القدمين واليدين الى الخلف، بما يبقى رأسه فقط مستندا للجدار، فيما تكون ركبتيه منحنية، ويبقى على هذا الحال حتى يسقط ارضا ليعاد رفعه الى ذات الوضع مصحوبا بالضربات والرفسات واللكمات، ليتكرر هذا المشهد المخيف مرات ومرات حسب رغبة المحقق.

 

4- الربط المزدوج “جديدة”:  يتم تقييد يدي الأسير بزوجين من القيود “كلبشتين” الأولى قرب المرفق والثانية في منتصف المرفق ويتم ضغط “الكلبشات” بقوة حتى تلامس العظم وهنا تبدأ أصابع الأسير بالتضخم نتيجة حشر الدم فيها ليستغل المحققون هذا الانحباس للدم ويشرعون بالضغط على أصابع الأسيرالمنتفخة.