الثلاثاء  23 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"ابتعد.. وجودك يشكل خطرا على حياتنا".. منهجية اغتيال الصحفيين في غزة

2018-04-15 12:41:43 PM
استهداف الصحفيين في غزة

الحدث - سجود عاصي

"لا تستغرب إن طلب منك مسعف أن تبتعد عنه كي لا تستهدفهم قناصات الاحتلال بسبب وقوف صحفي بجانبهم" هذا بالضبط ما قاله الصحفي نضال عليان مدير تحرير نبأ برس في غزة.

الأمر لا يعمم، ولكن حصل بالفعل، يقول عليان لـ "الحدث"، كان هناك مجموعة من الطواقم الطبية  في منطقة قريبة جدا من السلك الفاصل أثناء تغطيته للأحداث الميدانية، وتوجهوا له بنداء بضرورة الابتعاد عنهم حتى لا يكونوا محط استهداف قناصات الاحتلال، بسبب الفكرة الدارجة أن الاحتلال يستهدف وبشكل مباشر الصحفيين الفلسطينيين ومن برفقتهم.

وفي مقابلة مع الحدث، أكد عليان، أن ارتداء البزة الصحفية والقبعة الخاصة بالصحفيين، أمر يشكل خطورة على حياتهم في ظل استهداف الاحتلال لكل من يحمل إشارة "صحافة"، وأكثر ما يعرض حياتهم للخطر هو كون هذه الأدرع غير حقيقية، ومصنوعة فقط من القماش، لأن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الأدرع الواقية من الرصاص والخاصة بالصحافة إلى قطاع غزة.

ويضيف عليان، أن الأدرع الواقية الحقيقية لا تتواجد سوى لدى الصحافة الأجنبية، أو لدى صحفيين فلسطينيين كهدية من الصحفيين الأجانب، الأمر الذي أدى  إلى تفاقم مخاوف الصحفي الفلسطيني من استشهاده في حال استهدافه، مما ينعكس سلبا على العمل الصحفي ويؤثر على نقل الحقيقة.

أما مراسل صحيفة الحدث في غزة، مثنى النجار، فأكد  أن الصحفيين الفلسطينيين ملتزمين بارتداء القبعة والبزة الرسمية الخاصة بالصحافة، ورغم ذلك يتم استهدافهم برصاص القناصة التابعة للجيش الإسرائيلي بشكل مباشر.

وأوضح النجار بأنه شعر في الجمعة الأخيرة من مسيرة العودة أنه مستهدفا، خاصة وأن عددا من الذين أجرى معهم مقابلات تم إصابتهم خلال وقوفه بجانبهم، ما اضطره لمغادرة المكان، تحسبا لعملية قتل كان يتوقعها، وملامحها بادية.

ومؤخرا، في الجمعة الماضية (جمعة حرق العلم الإسرائيلي)، أصيب الصحفي أحمد أبو حسين بـ 25 رصاصة معدنية، ووصف الأطباء حالته بالحرجة حتى هذه اللحظة، وأوضحت نقابة الصحفيين يوم أمس، أن وضح أبو حسين (وحيد والدته) لا زال حرجا، ويتعذر نقله إلى خارج غزة لتلقي العلاج بسبب وضعه الصحي السيئ، حيث أن الطبيب المشرف على حالته أكد على أن تحريكه ونقله إلى خارج المستشفى  يشكل خطورة أكبر على حياته.

من جانبه، أكد نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، تحسين الأسطل، لـ "الحدث"، أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف وبشكل واضح الصحفيين الفلسطينيين وبشكل متعمد، منها عمليات قنص مباشرة بهدف القتل لثلاثة صحفيين في الأجزاء العلوية من الجسم، وهم الشهيد ياسر مرتجى والمصاب الصحفي أحمد معمر وأحمد أبو حسين.

ويشير الأسطل إلى أن الصحفيين الذي أصيبوا ملتزمون باللباس الخاص بهم والذي يحمل إشارات واضحة على طبيعة عملهم كطواقم صحفية.

 وحملت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن حياة الصحفيين، مطالبة بتوفير حماية حقيقية للصحفيين ووسائل الإعلام في فلسطين في ظل الهجمات التي يتعرضون لها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب نقابة الصحفيين، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي أصاب نحو 23 صحفيا فلسطينيا خلال فعاليات مسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة منذ جمعة الأرض في الثلاثين من مارس الماضي، كان من بينهم ارتقاء الشهيد ياسر مرتجى صباح السابع من نيسان بعد إصابته برصاص قناصات الاحتلال.

وكان ستة صحفيين قد أصيبوا خلال الجمعة الأولى من فعاليات مسيرة العودة، إضافة إلى ثمانية صحفيين في الجمعة الثانية وتسعة آخرين خلال الجمعة الأخيرة.